الخميس، 24 ديسمبر 2009

أطفال الشوارع

وصدقَ الشاعرُ حين قال..........

ليس اليتيم من انتهى أبواه *** من همّ الحياة وخلّفاه ذليلاً


إن اليتيم هو الذي تلقى له *** أمّا تخلّت أو أباً مشغولاً



عيونٌ كسيرة ..وجوه شاحبة تحملها أجساد هزيلة

أطفال ليسوا بأطفال.. فقد رسمت قسوةُ الحياة خطوطها على قسماتهم

ونحتت قسوةُ البشر نحولا فى أجسادهم

اتحد الفقرُ والذل والجهل والعراء ومعهم اليُتم فخّلفوا جميعا ..........







أطفال الشوارع....




حين تسمع اللفظ قد يقفز إلى مخيلتك صورة لتشردٍ أو إجرام

وحين ترى من يحملون اللفظ تدرك خطأ ما تصورته ..وحين تتحدث إليهم تيقن ظلمك لما أدركته

حملنا تصورنا وإدراكنا ويقيننا معاً وذهبنا إلى إحدى المؤسسات التى تؤوى أطفال الشوارع

وحملت لجنة المرأة بنقابة الأطباء ملابس وأحذية لهؤلاء الأطفال كانت لها أثرا كبيرا فى إدخال السعادة والبهجة على نفوسهم



التقيت خلسة بعيدا عن المسؤولين ببعض الأطفال وكان لى معهم حوارا سريعا أردت به أن أغوص فى نفوس هؤلاء الأطفال قبل عقولهم






















أ م

طفل فى التاسعة من عمره

براءة ممزوجة ببؤس...ملامح شقاء على وجه كان ذات يوما طفوليا

أنت هنا من امتى؟

من 3 سنين

وقبل كده كنت فين؟

كنت فى الشارع

بتعمل إيه فى الشارع؟

بابيع مناديل..أمسح عربيات..أى حاجة

وتنام فين؟

فى اى حتة تحت كوبرى على البحر مثلا

وليه ما ترجعش تنام فى البيت ؟

انا طفشت منه من زمان

ليه؟

اتخنقت

من ايه ؟

من قلة الأكل وقلة النومة ومفيش فلوس ومفيش مكان

ومين اللى جابك هنا؟

البوليس

مبسوط هنا ؟

يلتفت حوله فى ريبة ويجاوبنى بإجابة لمحت عكسها فى عينيه

أيوه

حد بيضربك؟

لما باعمل حاجة غلط

وبتتعلم حاجة هنا؟

بتعلم خياطة

حريمى ولا رجالى؟

حريمى

يعنى ممكن ابقى آجى لك تخيطى لى عباية؟

أيوه

وعد؟ ولا تقولى انا عندى شغل كتير وتوزعنى؟

لا وعد .. ابقى تعالى معايا هافرجك على الحاجات اللى بتعلمها

بتعرف تقرا وتكتب؟

لا؟

مش عاوز تتعلم؟


عاوز وهابقى آخد محو الأمية








لفظوه ..........فرفضهم



إيه اللى مش بتحبه فى المكان؟

مش باحب يوم الخميس والجمعة؟

ليه؟

علشان بارّوح لاهلى واخواتى

وانت مش عاوز تروّح؟

لا

ليه؟

علشان ابويا مش عاوز ياخدنى من هنا

طيب وانت مش بتبقى مبسوط وانت رايح تشوف اخواتك؟

بابقى وباخد لهم حاجات حلوة معايا


إن شاء الله أما تبقى ترزى كبير تفتح محل والمحل يكبر ويبقى مصنع وتاخدهم معاك يشتغلوا

ابتسم لى بسخرية : آه

المرة الجاية آجى ألاقيك فصلت حاجات حلوة كتيرة واتفرج واقولك تعمللى زيها

ماااشى
..........











تجمعنا الأحزان...وتضمنا الجدران




م.

صبى فى السادسة عشر

لفحة شمس حارقة...علامات غائرة فى وجهه تنبىء عن ماضٍ أليم .. لعثمة فى كلامه وثقل فى لسانه ..ربما كان ناتجا من شرخ فى كيانه ..أو من تعاطى المخدرات ..لم استفسر..ولم أشأ

ازيك يا (..)

الحمد لله

أهم حاجة فعلا إننا نقول الحمد لله ..صح؟

أه

انت هنا من امتى؟

لم يتذكر تحديدا وأعتقد أنه حديث العهد بالمكان


تفتكر قبل ما تيجى كنت فين؟

كنت فى حتة تانية؟

وأهلك سبتهم من امتى؟

مش فاكر كنت صغير

ومين اللى جابك المكان ده؟

البوليس

أنت كنت فى الشارع؟

أيوه

بتعمل إيه؟

ولا حاجة؟

مش بتشتغل؟

ساعات

وهنا بتتعلم إيه؟

ولا حاجة

بس هنا أحسن من الشارع مش كده؟

أه

بتعمل ايه طول النهار؟

مفيش

مش بتروح رحلات ساعات مع إخواتك هنا؟

لا

وانصرف عنى حين ناداه المشرف وأدركت أن هناك من لا يجيد الإعلان عن نفسه أو المطالبة ببعض حقه قد يكون (م) أحدهم





قد ينفع الأدب الأحداثَ في صغر *** وليس ينفعهم في بعده الأدبُ

إن الغصونَ إذا عدّلتها اعتدلت *** ولا يلينُ إذا قوّمتَهُ الحطبُ

...........






ش..


صبى فى السابعة عشر من عمره ..حصل على الإعدادية
لديه بعضٍ من وعى..ورغبة فى سعى ...مزيد من شقاء ..وكثير من نقاء

شفقة...ود...تعاطف مشاعر جمة تشعر بها حين تبادر معه بالحديث

عامل إيه يا (..)؟

الحمد لله كويس

مبسوط هنا؟

الحمد لله

هنا من امتى؟

من سنة تقريبا

وقبل كده؟

كنت فى مؤسسة تانية فى..

قعدت فيها أد إيه؟

كتير

وأهلك؟

معرفش ليا أهل

شعرت بالندم على سؤالٍ لم ينكأ إلا جروحاَ لا أظنها قد التئمت فأدرت دفتى للحديث عن المستقبل وآماله تاركة الماضى بآلامه


أكيد فى حاجات كويسة حققتها فى حياتك وأخرى نفسك تحققها.. كلمنى عنها


أيوه..انا أخدت 3 شهادات تقدير ونجحت فى الإعدادية ونفسى أكمل تعليمى


ما شاء الله واضح إنك فعلا مجتهد ،فى مدرسين بيساعدوك فى المذاكرة أو الشرح؟

قليل جدا.. واتعودت إنى أذاكر لوحدى

بتتعلم حاجة بجانب الدراسة؟

أيوه بتعلم الخياطة

لك هوايات يا (..)؟

أه أنا باكتب قصص وشعروأخدت جايزة

انتابنى سرور ودهشة معاً

ماشاء الله..طيب ما تجيب ليا حاجة من شعرك ..وممكن أنشرها لك


مفيش معايا حاجة دلوقت بس انا كاتب قصة اسمها (كفاح شاب) ممكن أقولها لكِ

طيب ما تديها ليا أصورها وأجيبها لك تانى

لا ده انا حافظها ..ممكن أحيكها لكِ

ياريت..ده يبقى من حسن حظى

القصة طويلة استمر (..) فى سردها ما يقرب من عشرين دقيقة.. استمعت له بانصات وشغف وأنا أبدى له إعجابى بكل ما يرويه
القصة بها كثير من الأحداث غير المنطقية والمعجزات التى ربما تمنى (..) أن تحدث له ليتغير واقعه.. بريق فى عينيه يبدو حينما كان يروى حلا لمشكلة أشبه بمعجزة تعترض البطل . .والوجود الدينى موجود بداخل القصة فإن دل فإنما يدل على بذرة طيبة بداخل كاتبها

تعاطفت معه وأحسست أنه تمنى أن يكون هو بطل القصة

سألنى فى النهاية إيه رأيك فى القصة وفى فلان بطل القصة

القصة جميلة جدا والبطل مكافح فعلا والمرة الجاية نتكلم فى أعماله وأفعاله

أنت نفسك تبقى زى بطل القصة؟

بصراحة.. أيوه

وهتعمل إيه لو بقيت مكانه؟

هاعمل مشاريع وأشغل الناس وأساهم فى حل مشكلة البطالة ومشاكل كتيرة

إن شاء الله هتكون زيه وأحسن بس أهم حاجة الإصرار والعزيمة والتسلح بالإيمان علشان ربنا يوفقك..

..................................

انتهت زيارتى ..

ولدى يقين أن هؤلاء الأطفال بداخلهم بذرة طيبة تحتاج لمن يرويها ويعطيها فتنبت أملاً وتُثمر عملاً

وبداخلى مشاعر تخالف ما بدأت به تلك الزيارة
لا أبالغ حين أقول أننى شعرت تجاههم بالحب وليس فقط التعاطف أو الشفقة

وودت لو احتضنتهم جميعا عند توديعى لهم لولا شاربا قد خط فى وجوه بعضهم منعنى من ذلك ..
فاكتفيت بالسلام... وبداخلى بالدعاء






ريم ابو الفضل



تم استبدال الصور الأصلية بصور أخرى حفاظا على خصوصية هؤلاء البراعم





حوار مع د. عصام العريان


حوارنا مع طبيبٍ.. أستاذ ..ومتحدث لبق يشار له بالبنان..

رصينٌ ..واثقُ الخطى .. عضوٌ فى جسد الإخوان

فى الحقِ عَلمٌ .. وللدعوةِ فارسٌ.. وفى الفصاحةِ بيان.

قائدٌ وجندى ..باذلٌ لحريتِه.. شارياً بها الجنان..

محاربٌ فى جبهةِ الحق من غير درعٍ ولا سنان..












إنه الدكتور عصام العريان
من مواليد 28 إبريل 1954 محافظة الجيزة
مسؤول القسم السياسي لجماعة
الاخوان المسلمين بمصر

طبيب،و يشغل منصب أمين صندوق نقابة الأطباء المصريين.حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة كلية طب
القصر العينى بتقدير جيد جدا. تخصص في أمراض دم والتحاليل الطبية.وماجستير الباثولوجيا الإكلينيكية
.
سجل لرسالة الدكتوراة في الطب بجامعة القاهرة وأعيقت بسبب الاعتقال المتكرر والتضيقات الأمنية من ناحية أخرى ،وهو الآن في محاولاته لنيل الدرجة
حاصل على ليسانس الحقوق جامعة القاهرة وليسانس الآداب قسم التاريخ بجامعة القاهرة
2000

ليسانس الشريعة من جامعة الأزهر.
لديه إجازة في علوم
التجويد
متزوج و له أربعة أبناء و3 أحفاد

*أما تعريف شخصية د عصام العريان على المستوى الاجتماعى والإنسانى حين سألته كان بكل تواضع هو..

زوج وأب وجد وطبيب إخصائى تحاليل طبية.



*كم مرة تم اعتقال د عصام العريان وما أطول اعتقال وأقساه؟

6 مرات, أحدهم لأيام أثناء التجنيد يمكن حذفها , وأطولها 5 سنوات سجن بعد محكمة عسكرية , وبالنسبة لأقساهم.. فقسوة يوم واحد مثل قسوة سنوات فى الحبس طالما الشعور بالظلم قائم ومستمر



*ما شعورك فى أول مرة دخلت المعتقل وهل يختلف عن شعور آخر مرة؟

تختلف المرة الأولى عن الأخيرة ليس لهوان المعتقل , إنما لأن قطعا الخبرة والتجارب تكسب الإنسان التعود على المكان, مع بقاء الإحساس بالظلم المضاعف...



*ما الامر الذى يحزبك داخل المعتقل؟

الحرمان من الحرية ومن الأهل والأحباب والإخوان....



*هل كثرة الاعتقالات غيرت داخل طبيعة أو حياة د. عصام الكثير؟

لا..فالهدف لا يزيد المرء إلا إصرارا مهما كانت العواقب


مصر أصبحت سجناً كبيراً

*كيف ترى جدران المعتقل؟ وهل أصبح هناك بعد كل هذه العشرة ألفة بينكما؟


بعد أن اصبحت مصر سجنا كبيرا, لم يعد هناك فرقاً بين أسوار السجن وخارجه إلافروقاً طفيفة..



*على مر سنوات الاعتقال العديدة ما آراء الموجودين فى المعتقل من غير الإخوان؟ وأي الآراء مازلت تذكره؟

غالبية من التقيناهم وراء الاسوار يؤيدون الاخوان, حتى الذين كانوا ضدهم خارج الأسوار بسبب المعاملة الحسنة ..



*هل كنت تحاول تغيير آراء من لهم وجهة نظر سلبية فى الإخوان؟

ليس قصدا.. ولكنها المعاملة الطيبة وتقديم الخير لكل الناس..


*من أكثر الشخصيات التى تأثرت بك وتأثرت بها فى المعتقل؟

كثيرون .. ولا داع لتخصيص أحد بالذكر فقد استفدت حتى من الذين ضايقونى أو آذونى



*هل تغيرت أحوال المعتقلات فى مصر عن ذى قبل؟

طبعا.. كل يوم هو فى شأن... ولكل عصر متغيراته دون الغوص فى أحوال المعتقلات لأنه ومهما كان فهو ليس إلا سجناً


*عندما يغيب د عصام عن المجتمع لفترة, ويخرج هل يجد تغييرا فى المجتمع أو فى أحوال البلد وهل للأسوأ أو للأفضل؟


للاسوأ.. للأسف الشديد...



*هل الناس تستوعب جيدا ما يحدث للإخوان من تنكيل وتشهير, وهل تغيرت نظرة المجتمع وبسطاء الشعب للإخوان؟


قطعا وازداد التأييد للاخوان مع كل حملة ظلم..



الإخوان يكسبون بمرور الأيام


*(الإخوان المسلمون ضحية نجاحهم ) دراسة أمريكية نشرها مركز دراسات الشرق الأوسط وصفت أن جماعة الإخوان ضحية نجاحها وذكرت الدراسة أن تعامل النظام الذى يعتمد على القمع والاعتقالات مع الجماعة بسبب نجاحهم فما رأيكم فى هذا الكلام؟


له وعليه فمصر هى الضحية فى النهاية من جراء تعامل النظام باسلوب القمع والاعتقال ,والاخوان يكسبون مع مرور الايام..



*هل نجح الإعلام فى ان صورة الإخوان تهتز بعد الحملات التى شنت عليهم والاتهامات التى وُجهت لهم نهاية بتهمة غسيل الأموال؟


لا.. بدليل ازدياد التأييد مع كل انتخابات.



*ما رأيكم فى الانتقاد الموجه من بعض المحبين للجماعة فى أن الإخوان أصبحوا يهتمون بالجانب التنظيمى على حساب الجانب التربوى؟


هناك خلل فى أمور كثيرة بسبب التضييق الأمنى , لكن الاصلاح ممكن والمهم هو جهد الفرد فى إصلاح نفسه تربويا لأن هذا واجبه الفردى الأصلى..


*ما رأيكم فى شباب الإخوان من الجيل الصاعد وما لهم وما عليهم؟

مُبشر ويحتاج الى جهد كبير..وينبغى أن يكون هناك أهتمام أكثر بالقراءة والتعلم وكيفية إدارة الحوار...



*هل كان نجاح الإخوان فى اكتساح الانتخابات ب88 مقعدا سلاحاً ذو حدين؟

بمعنى أن الناس أصبحت على علم أكثر بدور الإخوان الإصلاحى فدفع الإخوان ضريبة ذلك من اعتقالات ومحاكمات عسكرية؟



الناس أصبحت على وعى بالتأكيد عن ذى قبل والضريبة التى يدفعها الإخوان هى فرض ومهما حدث فلا يمكن أن يتوقف الاخوان بسبب نجاحهم بل عليهم المواصلة والمزيد من الجهد ومعالجة الأخطاء..


وادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة


*د السيد عمر سليم الناشط السياسى وهو كاتب ب منتدى أمل الأمة كتب مقالة بعنوان أن الإخوان أضاعوا سياستهم فى اللا سياسة ويتساءل لماذا لا يهب الإخوان للقيام بثورة ..
فما ردكم؟



باختصار... منهج الإخوان ليس ثورياً ولا يعرف الثورة


وأمركم شورى بينكم

*ما رأيكم فى الادعاءات بوجود انشقاقات داخل صفوف الجماعة واختلافات فى مكتب الإرشاد؟


الخلاف فى الرأى لا يعنى الشقاق ولا مبرر للخوف من تعدد الاراء..



*التصريح الأخير الذى تم نشره وأثار ضجة وقد قمتم بتوضيحه فى أكثر من مقال فى رأيكم لماذا تم فى هذا التوقيت بالذات؟ وما حقيقة ما قيل عن دولة قطر؟


كل ما قلته إن أي حكومة لابد لها من احترام المعاهدات المبرمة سابقا، وعندما سئلت عن اتفاقية كامب ديفيد قلت ومن ضمنها هذه الاتفاقية، وإن الشعب هو صاحب الحق الوحيد في إنهائها , وهذا شيء مختلف تماما واحترامنا للمعاهدات الدولية لا يعني الاعتراف بإسرائيل والتي لن نعترف بها وأكبر دليل على ذلك هو حماس التي لم تعترف بإسرائيل ولكن تم حذف بعض الكلمات التي أخلت بسياق المعنى ولم يرد ذكر قطر فى اى تصريح لى مؤخرا....


*يتساءل الشارع لماذا تكرر تحوير وتأويل تصريحات قادة الإخوان ؟ أم هناك تصريحات تكون مناسبة للمقال والمقام ويتم نشرها فى غير محلها؟واجتزاء منها ما يوافق هواهم؟


كل ما قلتيه وارد وعلينا الحذر والاستفادة من الأخطاء..



*هل هناك ضوابط وشروط سيتم اتحاذها عند إجراء أى حوار إعلامى مثل الحصول على نسخة من الحوار حتى لا تحدث أزمة أخرى؟


هناك موازنة دائما بين ضرورة الإعلام وبين الحذر من المزالق الإعلامية , ونحن فى حاجة الى الامرين معا..






د عصام مع حفيدته




*الدكتور عصام العريان

السياسى البارز

الطبيب

الزوج والاب

ما ترتيبهم فى حياة د عصام؟



الزوج والاب.. ثم الطبيب.. وأخيرا أى شىء آخر



*أيهم أحب إلى قلب الدكتور عصام الجلوس بين أبنائه وزوجته والإحساس بدفء الأسرة , أم الجلوس بين أخوانه والإحساس بترابط الإخوة؟


لا فرق بين الأمرين لان الجميع أسرة واحدة , والزوجة والأولاد من الإخوان ,وكلاهما قريب إلى قلبى



*من المؤكد أن غياب دور الدكتور عصام كثييرا عن البيت كان له سلبياته فيم تمثل ذلك؟



الحمد لله عالجت زوجتى معظم السلبيات ومرت المحن دون خسائر كبيرة



*من يقوم بدور الأب الغائب؟

الزوجة والأعمام والإخوة


زوجتى نعم الرفيق وهى فوز من الله

*وراء كل عظيم امرأة؟
ما رأيكم بهذه المقولة وإلى أى حد تقتنع بها وهل تلزم د عصام؟


توفيق الله هو الاساس ومن التوفيق الفوز بزوجة مؤمنة ومخلصة وواعية



*المرأة فى حياة د عصام الأم الاخت الزوجة الابنة ما انطباع كل منهن على حياته وأى منهن كان أكثر أثرا؟

ليس لى أخوات بنات , ولكن زوجات اخوتى كانوا بمثابة الاخوات لى
وامى كان لها دور كبير وقت التنشأة رحمها الله رحمة واسعة قامت بدور الام والاب معا..
وزوجتى كانت نعم الرفيق طوال السنين الماضية بارك الله فيها وحفظها من كل سوء..
أما بناتى فهم الامتداد الطبيعى لحمل أمانة الدين والدعوة الى الله وهن المستقبل الذى تتحقق فيه آمالنا ان شاء الله..




*تعليق مختصر على كل من..........


الزوجة.....جزاها الله عنى وعن أولادى خيرا

البيت......واحة الحب والأمان

المعتقل.....بيتى الثانى فرج الله كرب كل مظلوم

الدعوة....هى حياتنا التى تضحى من أجلها.

الإخوان....رب اخ لك لم تلده أمك

القانون......فى غياب تام .

القضاء.....الحصن الاخير للمظلومين رغم كل شىء

الإعلام.....ضرورة ملحة



*كلمة لمن لم تتح الظروف بأن توجه له حديثك مباشرة

أشكر كل من يساند الإخوان بالفعل والقول وأقول له جزاكم الله خيرا وأسألكم الدعوات



نصيحتك لكل زوجة ولكل ابن وابنة حين يغيب قائد الأسرة

الأسرة واجبات ومسؤولية وأهم شىء تحمل المسؤولية بشجاعة



*وأخيرا ...هل يحظى موقع أمل الأمة بزيارتك؟ وما رأيكم فيه؟


أحيانا لا يتسع الوقت لكثير من المتابعات ,وقد أكون من الزائرين وليس المتابعين
وأدعو لكم بالتوفيق

وكان دعاؤنا له ولك بمثل..


وانتهى حوارنا مع د عصام ولنا لقاء آخر فى حوار مع باقى الأسرة


ريم أبو الفضل(المصرى)



ملحوظة : أجرى هذا الحوار مع د. عصام من فترة طويلة وقبل عضويته بمكتب الإرشاد





الاثنين، 26 أكتوبر 2009

مزيداً من الأرامل والثكالى و.....المعاقين

صرخةُ ألم تأبى الخروج من المكنون إلى عالم لا يكترث بصرخات المكلوم...

قلبٌ يعتصر من فرط الجراح...فلا مكان لجُرح جديد ولاهناك من يسمع نواح ..

عيونٌ تذرف بالدموع من الحزن والحسرة، ولسان كَلْ من الشكوى بلا نصرة...

وبركانٌ من الغضب وصل لنهاية سكونه يكاد يشق الصدر ليلقي بحمم الغضب ...ويتساءل من السبب؟


نفسٌ تجزع ... وقلبٌ يتوجع...وعينٌ تذرف دمًا بدلاً من أن تدمع.

لا أدري على أي شئ يكون الحزن والبكاء..

أهي على جثة رجل قد فارق الزوجة والأولاد لاهثاً وراء لقمة عيش وغموس من الكد والشقاء؟!

أم على صبى ...شاب ..هاجر الأهل والأحباب, ساعياً وراء قروش توفر له فرشاً خلف باب..

تعددت الأسباب والموت واحد وأصبحت وسائل االمواصلات من سفن وقطارات وغيره.. ليست إلا نعوشاً ينتقل بها بسطاء الشعب للحودهم بدلا من بيوتهم..


اختل الثالوث الذى يلاحق المصريين الفقراء

فلم يعد فقرا ومرضاً وجهلاً فقط..

بل.. أُضيف إليه الإهمال

وان اختلف الإهمال عن الجهل حيث ان الاهمال يكون عن علم كما حدث فى كارثة قطار قليوب وقطار الصعيد.. واليوم قطار العياط وغيرهم من الكوارث السالفة والقادمة

وكأن الكوارث على موعد مع شعب مصر المطحون
أم هناك اتفاق اومعاهدة وثيقة تختلف عن معاهدات ومواثيق إسرائيل مع العرب


يستقل مئات من بسطاء الشعب قطارات الحكومة مضطرين حيث الجيوب خاوية والبطون منطوية على جوع تناسوه من أجل السعى وراء لقمة عيش لأبنائهم

فإن رحمهم الجوع وانزوى...وإن كلت أمراضهم من أنينهم لها

وتوانت أصوات ابنائهم خجلا من كثرة المطالب ..مزقتهم المخالب

نعم فقد مزقتهم مخالب إهمال المسؤولين قبل عجلات القطار

كم من ثكلى سوف تقضى عمرها تجتر آلامها حزنا على فقد الابن

كم من أرملة ستترك صغارها وتخرج لسد رمقهم فترابط واحدة وتخفق أخرى ...وتزل من تجهل

كم من ناجى من هذا الحادث المشؤوم ..وريثما كانت وفاته خير من نجاته

فماذا سيفعل مع قدمٍ مبتور أو جسدٍ مشلول

ينعى حظه ..ويلوم قدره ..ولا يجد من يقبل عذره

ذابلاً...بعد أن كان عاملاً

هل ستتولى وزارة الشؤون الاجتماعية أو التضامن أم النقل مسؤولية ذلك الحادث بما فيه ضحاياه

أم تتنصل كل وزارة من مسؤوليتها وتعتبر الحادث إهمالاً فردياً

وإن كان...

فالإهمال الفردى ليس إلانواة لإهمال جماعى

ومن ثم فالحكومة بوزارتها هى المسؤول الأول والأخير عما يحدث لهذا الشعب المسكين

فلك الله يا شعب مصر... ولمصر وقطاراتها وعباراتها مسؤولين بلا مسؤولية

ولن يجنى مجتمعنا من تلك الكوارث إلا حنقا وغضبا وكرها للحكومة

و..............

مزيداً من الأرامل... والثكالى ..والمعاقين

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

أنا جدع..




لرجال الدين فى حضورهم رهبة ..و فى الاستماع إليهم رغبة ..


فى حديثهم وقار وما يلفظون من كلمات إلا بمقدار

كان هذا ..وظل لفترة..واختلف الآن

ظللت مشدوهة لفترة أتأمل كلمات شيخ الأزهر فى حوار مع مذيعة فى إحدى البرامج الحوارية متناولة فى الحوار زيارته لإحدى المدارس الإعدادية وما قاله للتلميذة ومعلمتها

لن أعلق على قول شيخ الأزهر الذى علقت عليه الصحف العربية والأجنبية حتى إن صحيفة لوس أنجلوس تايمز اعتبرت ما حدث انتهاكاً لحقوق الطالبة الشخصية والدينية وتوقعت أن يكون مثل هذا الموقف دافعاً لعزل شيخ الأزهر..ولكن هيهات

كان حوار شيخ الأزهر عجيباً ولا يتسم بالحديث الذى اعتدنا سماعه من رجال الدين أو بالأحرى ولو كانوا من رجال السلطة

فرؤية الأنا عند شيخ الأزهر كانت ظاهرة بدرجة طاغية على كلامه
واستخدامه لصيغ أفعل التفضيل كان مكرراً
وبعيدا عن جملة -أنا أفهم أكثر منك ومن اللى خلفوكى-..كرر شيخ الأزهر عبارات شبيهة بتلك الجملة

فهو يفهم أكثر من الجميع (ويقصد الشيوخ السعوديين)...
و أكثر شفقة من الكل (على الطالبة)..
وأقدر على الرد على أكبر واحد ((ولا نعلم من أكبر واحد الذى يستطبع شيخ الأزهر الرد عليه))

وأما حديثه القصير فقد حفل بأكثر من عشر جمل بدأها بأنا ..كانت هذه بعضها


أنا أعالج الامور بالطريقة التى أراها مناسبة
أنا أحترم شريعه الاسلام اكثر منهم
أنا لا أرد على السفهاء
أنا ضد النقاب عندما يستعمل بالباطل
أنا يستفزتى خلاف الحق
أنا أتصرف من واقع شرع الله

أنا أتحدث من منطق الشرع
أنا أكثر شفقة ...هو هيعملنى الشفقة؟
أنا أرد على أكبر من يقول
أنا لا أتصرف مع الطالبات فى الأزهر إلا تصرف الأب
أنا لا أقبل ان بنات فى المرحلة الابتدائى و مدرسة سيدة و دى قاعدة لى منقبة


أسلوب مستغرب للغاية حين يصدر عن رجل دين من المفروض أن يتسم بالتواضع مبتعدا عن الصيغة التى تسود عليها الغرور والذاتية المقيتة

وإذا اعتبرنا شيخ الأزهر مسؤولاً ورجل دين معاً فهذا يستدعى أن يكون أكثر حرصاً وحيطة فى كلامه
بدلا من أن يستفز الناس بقرارات وتصرفات ثم يجهز عليهم بعبارات وكلمات أكثر استفزاراً

يا شيخ الأزهر (وما بكم من نعمة فمن الله)
فإن كنت أفضل.. وأفهم ..وأحسن..
فلا تقل (إنما أوتيته على علم عندى)
حتى لا يتشابه حديثك بمثل من قال (أنا خير منه)

ولا عجب فى أن يطل علينا بعد حين مسؤول مرددا ((أنا جدع))

أبناء إبليس




كان بنو إسرائيل قديما مهرة ..بل اشد مهارة من غيرهم فى ارتياد المسالك المعوجة منذ القدم

زعموا أن نبى الله يعقوب اختطف منصب النبوة من أخيه عيصو ، ولجأ إلى الغش والخداع لنيل ذلك

انه رأى نفسه أولى ولم يتحرج بل انه ضرب من الحذاقة والشطارة ؛ ليبلغ ما يريد.. ولا ضير من أن يقلده ابناؤه فيما نسبوه إليه

زعموا أن إبراهيم طلب النجاة بنفسه عن طريق تعريض زوجته أحد الجبابرة، وساورته الرغبة فى بعض المغانم التى حصل عليها

أما زعمهم الآن ومنذ خمسين عاما فى حقهم بفلسطين فليس بغريبا، ولا مستنكرا على هؤلاء القوم

لقد طفح مجتمعهم بالمزاعم والتبجح والتنطع
سفيه من يظن أن سلامًا ممكن أن يعقده معنا هؤلاء الأبالسة
غافل من يظن أن خيرا يُنتظر من وراء هؤلاء القتلة
خلف العهود، نقض المواثيق، قتل الأنبياء
هذا هو تاريخهم
إن الشعوب والأشخاص يملكون إرثاً من التاريخ نقيمهم على أساسه
فالتاريخ محفور فيه تاريخهم واليوم يسطرون تاريخاً حالك السواد ليس به نقطة بيضاء
فكيف ينبثق ضوء خافت أو واهن من سواد حالك!؟
ورد فى إنجيل يوحنا ..
قال اليهود للمسيح:أبونا هو إبراهيم
قال لهم يسوع:لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم ،ولكنكم تطلبون قتلى وهذا ليس عمل إبراهيم انتم من أب آخر هو إبليس..

وماذا ننتظر من أبناء إبليس إلا القتل والتخريب والفساد والإفساد؟!

وماذا نفعل حيال أبناء إبليس؟

ليس لهم عندنا إلا الرجم

مثلما نفعل فى الحج

إن الحجارة لا تقتلهم ؛ لكنها تستفزهم وتستحقرهم

وهنا نعلم لم يواجهونها بدبابات أو رشاشات

إنها تذكرهم بقوله عليه السلام

إنهم....( أبناءإبليس)

الزمان هو الزمان

ما الذى حدث؟؟؟ هل تغير الزمن إلى هذا الحد؟؟
أين عصر الانتصارات والفتوحات؟؟؟
أين عصر بدر؟وفتح الأندلس ؟
أين عصر كان يحمل فيه المسلمون أكفانهم على أيديهم ويربطون أقدامهم حتى لا يفرون من الزحف؟
الآن وصلنا إلي عصر نحشى فيه حفدة القردة والخنازير أو نخشى تطاولهم وتطاول من ورائهم
سبحان الله يخربون بيوت المسلمين بعد أن كانوا يخربون بيوتهم بأيديهم !
هل ننتظر زمن يأتي فيه صلاح الدين ؟ أم نجلس نمصمص الشفاه ؟ ونكفكف الدمع ونلوم من نلوم؟!
هل تغير الزمن أم تغيرنا ؟
نحن لا والله الزمن هو الزمن لم يتغير بل تغير الناس ولم يتغير الزمن
خمدت الهمم.. وضعفت النفوس ..وهانت علينا أنفسنا.. وارتضينا ذلنا وهوانا
وصدق من قال
أرى حلالا تصان على أناس *** وأخلاقا تهان ولا تصان
يقولون الزمان به فساد *** وهم فسدوا وما فسد الزمان
وصدق قوله تعالى إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

عندما يصبح الصمت لغةً...


صمتى ليس سكون..........


صمتى لغة لا يفهمها الآخرون..

صمتى أحرف تقرؤها العيون..

صمتى صرخة ألم من قلبٍ مطعون...

صمتى كلمات سطرتها شجون..


صمتى ليس عجزا..........


صمتى يحمل قلما..

يخط حوارا من نوع خاص..

ليس لكل الناس..

يعيه من يعنيه..

ويدركه من يحتويه..

وينفر منه من يجهله..

ويغفل معانيه..



صمتى ليس سجين.......


صمتى ضحكة فى زمن حزين..

صمتى مسحة حزن فى دنيا الأنين..

صمتى غواص فى بئر السنين..

صمتى سيظل أبدا جنين..


صمتى ليس جنوح...


صمتى لغة تسمو بها الروح..

صمتى ضمادة تطبب بعض جروح..

ليس بينى وبين عالمكم صروح.........

لكن........

إن لم تكن كلماتك درا ينثره البوح....

فلا تجعلها ألما يخّلفه النوح..

إذا...

إذا .....

انطفأت الأنوار

وتعالت الأسوار

وعميت الأبصار

وقضت الأقدار

إذا انقطعت الأسباب

أغلقت الأبواب

وتحجرت الألباب

ونفذت الكلمات

وامتلأت الصفحات

إذا غشيت البصائر

وتاهت المصائر

وخارت القوى

واتسعت الهوة

كثرت الأدواء

وخابت الأرجاء

لنذكر......أن

نور الإيمان لا ينطفئ

بصر المؤمن لا يخدعه

بصيرة قلب المؤمن لا تغفل

باب الرحمة لا يغلق

ما عند الله باق لا ينفد

قوة الحق تدحض الباطل

من يعلق رجاءه على الله

لا يخيب له رجاء

ورحمة الله وسعت كل شىء.....


ولا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون







أشكو



أشكو….
حدة الأُناس لا الزمن
قسوة القلوب لا المحن
غربة النفوس لا الوطن
وحشة الليالى لا الدجن
علة الصدور لا البدن


أشكو…..
سعة الذمم لا الفجاج
لذعة الألسن لا الاجاج
خنقة الزحام لا العجاج
تلاحق الكوارث لا الأمواج
اتباع الظلمات لا السراج


أشكو….
تيهة الدروب لا القفار
دمار الحروب لا الاعصار
ظلم البشر لا الأقدار
خداع الوجوه لا الأبصار
كثرة المعاصى لا الاستغفار


أشكو…..
غدر الأخلاء لا الأعداء
موت الضمائر لا الأحياء
هجر الأحبة لا الأسواء
فتك الأحزان لا الأدواء
كثرة الشكوى لا الدعاء


أشكو… إلى الله
وأرفع يديى للسماء
فلعل رحمة تنزل على قوم
بغوا …فحق فيهم القضاء

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

القوامة تكليف ..وليست تشريف


ماذا تعنى القوامة؟

وكيف يستخدمها بعض الرجال ويعتبرها تشريفا وليس تكليفا فيقوم بفرض سطوته على الزوجة ويمنعها حقوقها التى أعطاها الله والمجتمع والقانون إياها ويفقدها أهليتها ويفرض قوامته على فكرها وعقلها وحريتها؟ويعتبرها تابعا فقط له ومنفذا لأوامره وكل ذلك بدافع قوامته


يختلف المفهوم القرآنى للقوامة عن المفهوم الاجتماعى الذكورى

فبينما يراها الإسلام قوامة المسؤوليات والانفاق وتبعاتهما وهى قوامة مبنية على الشورى التى هى أساس الإسلام يراها البعض قوامة القهر

وفى حين ان الإسلام لم يعط القوامة للرجل كتمييزا لعنصره عن الأنثى نجد ان بعض الرجال يزهو بقوامته كما ينتشى بذكوريته

اما ذوو الشوارب الذين يعتبرونه مدعاة لقوامتهم بل ويعتبروا القوامة ضربا من التسلط وذلك لتوافق ذلك وطبيعتهم فهناك من الرجال من تتعاظم عنده نزعة التسلط وفرض الرأى ويلصق هذا بالقوامة مرتديا عباءة الإسلام فلينح هواه بعيدا عن الشرعية

(وإن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم)


يقول سبحانه وتعالى

:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}

ولم يكن قوله عز وجل خلقناكم من ذكر ثم أنثى حيث ان ثم تفيد التراخى ويكون هناك مرتبة ثم أخرى بالرغم من آدم خلقت ثم خلق الله حواء

ولكن عز وجل ساوى بين الجنسين فى المرتبة ولا فرق بينهما إلا بالتقوى




ان اسلامنا العظيم لم يكلف الرجل هذه المسؤولية إلا لفطرته التى تؤهله للقيام بذلك
وكما وكّل إليه ذلك أكد عليه فى مواضع من القرآن والسنة بأهمية المرأة وقيمتها وأوصاه بها
وجعلها مساوية له (النساء شقائق الرجال) فى الحقوق والواجبات

ولا تتعارض قيمة المرأة وقوامة الرجل فكما يحتاج البيت إلى المسؤولية والعناء يحتاج إلى العاطفة والحب

كما إن مسؤولية المنزل الإدارية غالبا ما تكون على كاهل المرأة وتكون هى صاحبة القرار فى أمور عدة تتناصف مع القرارات التى يتخذها الرجل شورى مع زوجته


وقد فسر العلماء قوامة الرجل على المرأة بعدة أسباب

*الانفاق عليها
*العقل الذى يغلب على العاطفة بعكس المرأة
*الفطرة الخاصة بكل منهما وقد فطر الله الرجل على تحمل المسؤولية بمشاقها


فماذا لو انتفى أحد هذه الأسباب ؟؟

وماذا لو انتفت جميعها؟؟

وكثيرا ما نرى فى المجتمعات البسيطة غير المثقفة تخرج المرأة للعمل للانفاق على الأولاد والزوج الذى غالبا ما يكون عاطلا برغبته..متقاعسا عن الإنفاق.. سعيدا بإقامته فى المقهى الذى لا يبرحه


تقول (ش)
أعمل فى خدمة تنظيف البيوت واقوم بالصرف على البيت والأولاد وأحيانا أقترض من المخدومين لسد احتياجات الأولاد والزوج
زوجى لا يعمل ويتناول المخدرات ..وعندما أطالبه بأن ينفق على البيت او يترك لى ما اتكسبه للأنفاق على أولادى يقوم بضربى

وبالنسبة لباقى الأسباب التى ارجع العلماء لها قوامة الرجل

العقل والفطرة التى تؤهله لها

فكما أن اغلب النساء تغلب عليهن العاطفة على العقل فأيضا قلة من الرجال لا يغلب عليها عقلا وهناك من يشذ عن الفطرة

فهناك من الرجال من لايملك عقلا واعيا وحسن تصرف لكثير من الأمور او من هو سلبيا فى نهج حياته بأكمله

وبالتالى فهو غير جدير بإسناد القوامة

وتقول (أ)
زوجى سلبيا وضعيف الشخصية ومرجعيته فى كل امورنا هى والدته التى يستشيرها فى كل خاص وعام وهى سيدة غير متعلمة وذات عقلية متخلفة وأفقا ضيقا
وجميع قراراته المستندة على والدته أثرت على حياتنا بصورة سيئة جدا


وهناك من تكتمل فيه مقومات القوامة وبسبب ظروف عمل او سفر يتغيب بصورة مستمرة عن بيته ومن ثم تتحمل زوجته مسؤولية البيت من صنع قرارات أو تنفيذها لان الزوج بعيدا عن حلبة المسؤوليات

تقول (ن)
زوجى فى سفر دائم منذ زواجنا لظروف عمله وبالتالى فأنا أتحمل مسؤولية البيت والأولاد والمدارس وكل شىء ومن غير المنطقى ان أهاتفه فى كل أمر أو قرار أو انتظر قدومه فى فترة أجازته
فقد اعتاد هو أن أتحمل مسؤولية كل شىء واعتدت انا قوامتى فى البيت وتركها هو لى بلا نزاع

فصل القول....

كل التكاليف والأوامر الآلهية والنصوص القرآنية بثوابتها الشرعية ومرونتها الظرفية اختلفت من شخص لآخر من ظرف لآخر

الصلاة..التى هى عماد الدين تحت ظروف معينة جُمعت ..قُصرت ..قُدمت وأُخرت وأُديت.جلوسا ورقودا مراعاة للظروف

وسقطت عن من لا تكتمل فيه شروط إقامتها أو إحدى هذه الشروط كالعقل أو البلوغ

وبالتالى تسقط القوامة عمن لا تكتمل فيه شروطها ..وعلى العلماء التصريح بذلك

الصيام .. تحت ظروف معينة أفطر المريض والمسافر


وهذه أركان الإسلام وعلاقات بين العبد وربه..

والمنطقى ان تكون العلاقة بين المرء ونظيره أكثر مرونة وأعرض مساحة للنقاش
ولكن فى ظل التعتيم الذكورى لمفهوم القوامة يظل مفهوم القوامة . هو قمع الفكر والحرية

ويظل الرجل يمارسه بتسلط وتستقيه زوجته كما يريده

لم يُصرح القرآن الكريم باستثناءات القوامة فى كتابه الكريم
والموضوع ترك لاجتهاد العلماء ليناسب كل عصر وكل ظرف
ولم يخاطبنا الله عز وجل فى مواضع كتابه بأولى النهى إلا لنتجهد ونفكر ولا نضل

وفى السيرة النبوية مواضع كثيرة نُفرد لها مقالا آخر

فياأولى النهى..انصفوا المرأة كما نصفها ربكم وكتابه..
ريم المصرى

النفير...النفير

*النفير...النفير

صاح بها المعتصم بعدما استصرخته الهاشمية، وهى أسيرة فى أيدى الروم، ففزع من مرقده، وقال لبيك لبيك، وغزا عمورية، وأنقذ الهاشمية

يالبيك..

صاح بها الحجاج حين نادته امرأة مسلمة يا حجاج، وقد عرضت لها قبيلة من قبائل الهند، فأخذت السفينة التى كانت عليها، وكان هذا سببا فى فتحهم للسند


أما حادثة سوق بنى قينقاع فجميعنا يعلمها ..وما شدنى أننى كلما قرأت الحادثة فى مصدر أجد لفظة المسلم الذى ((وثب)) على اليهودى فقتله ؛لكشفه سوأة المرأة المسلمة

والوثب فى اللغة هو القفز

نعم الأمر لم يحتمل التفكير أو التمهل..فهى امرأة مسلمة، وأهينت أو تحرش بها اليهودى فلابد وأن ينتفض المجتمع للواقعة

ورغم أن الواقعة الأولى والثانية ليستا تحرش بالمرأة ولكنهما مساس بها..ومع ذلك كانت الحرب

بعد حادثة التحرش الجماعية فى العيد والتى أصبحت وللأسف تتكرر فى كل عيد تقريباً، وكنت أريد طرح الظاهرة التى للأسف خرجت من طور الحادثة للظاهرة

فبالأمس كان التحرش يتم فى منتصف الليل وفى شارع هادىء خالٍ ممن يحملون النخوة والشهامة

اليوم يتم على مدار اليوم على مسمع ومرأى من الناس ..ولا يفرق بين السافرة والمحجبة

ما تم وما استشرى لم يكن بسبب أزمة الزواج، أو كثرة المثيرات.. ليس دفاعا عن هذا أو ذاك..وإنما لنستكشف الأسباب الحقيقية

فقد ذكر الشهود أن بين الضحايا محجبات ومجلببات

فالتبرج والعرى كان فى الستينات أكثر من اليوم..والتحرش ليس بديلا عن حرمان الشاب من ممارسة حقه الطبيعى حيث أنه لم يحقق لفاعله رغبة حُرم منها.. فهذا الفعل الذى لم يتعد ثوان لم يشبع رغبات مكبوتة

فالتحرش ليس إلا إهانة للمرأة.. وطعنة للمجتمع..وبصقة فى وجه الأمن..وصفعة لأخلاقيات اليوم

الوليمة أو الحفلة كما يسمونها والتى قام بها صبية بعضهم لم يبلغ الحلم فى ثانى أيام العيد الماضى تثبت أن التحرش ليس إلا إكمالا لمسلسل غياب القانون وخواء موقع رجل الأمن

وبصرف النظر عما نشر فى صحيفة "واشنطن بوست" عن تحذير وزارة الخارجية الأمريكية لرعاياها فى مصر من التحرش حيث أدرجت الصحيفة مصر فى المرتبة الثانية على دول العالم فى أعلى نسبة تحرش ..

فنحن نفتح القضية ليس لصورة مصر المشوهة أمام العالم فقد مُسخت الصورة من قِبل أشياء عدة، وأولها الفساد الذى طال جميع القطاعات

ولكننا نفتح القضية لنا ومن أجلنا..من أجل كل فتاة وسيدة وكل رجل وشاب

وللأسف المجتمع الذى وثب من أجل المرأة المسلمة والذى لم يكن تخلى عن كل جاهليته حينذاك أصبح الآن مجتمعا أكثر جهلا وجاهلية عندما ينظر للجانى كمجنى عليه..ويمنع الضحية من أن تأخذ حقها ..ويعتم على الجانى لا أعرف تعاطفا.. أم تشجيعا.. أو لأنه يرى المرأة سبية

ولقد عجبت أشد العجب حين قرأت عن نهى رشدى الذى تشبثت بالمجرم الذى تحرش بها وبدلاً من أن يساعدها الناس أو يقتادوه للشرطة طلبوا منها أن تسامحه، وقد اختلقوا له الأعذار , أما من بقيت لديه بعض من نخوة الماضى فقد عرض "علقة" للمجرم مقابل أن تتركه!

ربما عمل نهى رشدى كمخرجة الذى يحتاج لجرأة ودراستها المنفتحة بالجامعة الأمريكية هما من شكلا فكرها المختلف عن فكر المجتمع الذى ينظر للضحية نظرة اتهام

ولكن ليست كل فتاة وسيدة نهى رشدى وإن كنت أطالب بألا تترك الضحية حقها خيفة نظرة عتاب من أسرتها..ونظرة دونية من مأمور القسم، ونظرة اتهام من مجتمع إن عاد للوراء حقباً فسيعود لمجتمع جاهلى أكثر إنصافا..

تحية لنهى رشدى.. ولمن أغاثها.. وللقاضى الذى أصدر الحكم

وتبت أيدى المتحرشين..

________________________

*النفير : نداء القتال



كن دبلوماسيا مع الحياة …‍‍‌‍‌‍

ماذا سيضير الآخرون إذا نظرنا إلى الجانب المظلم؟؟







ماذا سيضير الآخرون إذا نظرنا إلى نصف الكوب الفارغ؟؟







ماذا سيضير الآخرون إذا تعنتنا مع الحياة فزادتنا عنتا و عنتنا نحن؟؟







ماذا سيضير الآخرون إن لم نعش سلاما داخليا مع انفسنا؟؟







ماذا سيفعل الآخرون إن شقينا ؟؟ هل سيتمعون لشكوانا؟؟







على الأكثر ..







يستمعون ويتأثرون ربما يشاركونا الأحزان بعضا من الوقت ثم يندمجون مع مشكلاتهم وأحزانهم.. وينسون ما قد سمعوه وتعاطفوا معه ..



وهل نلومهم؟؟



أبدا ..وإذا وجّهنا لوما لمن يستمع لنا.. فماذا نُقدم لمن لم يستمع؟؟



أو لمن أهدى تلك الأحزان؟



الحياة لا تخلو ممن يقدم لنا هفوة أو إساءة أو طعنة


ولكى نستطع العيش بسلام مع أنفسنا ومع الآخرين ..


علينا أن ننتهج سياسية الدبلوماسية مع الحياة ..


ونضع قوانينا تريحنا.. وتريح الاخرين وتتلخص فى : ..


الإغضاء عن هفوات من نعرفهم أما من لا نعرفهم فلا نُعر الأمر اهتماما ..


التغافل عن زلات من يقتربون مننا و التسامح مع من أحسنا لهم وأساءوا لنا ...



أحيانا من يملك ذاكرة قوية لا تقدم له تلك الذاكرة إلا كل مرير ..فلا يتذكر إلا الأحزان فيجترها ...وتهيج آلامه

ألا بمقدوره أن يستبدلها بأخرى ضعيفة ليتناسى أتراحه ويستبقيها ليتذكر أفراحه...

ولنتذكر دائما الجانب الخيَر


فإذا ضاق الزوج بتصرف من زوجته.. تذكر لها صوابا


وإذا ضاقت الزوجة بشىء من زوجها.. تذكرت له اختياره لها من دون النساء


وإذا ضاقت زوجة بحماتها.. تذكرت لها أهدتها ابنها على طبق من ذهب


وإذا ضاق جار بضجيج جاره.. تذكر ثرثرته التى تؤنس وحشته


وإذا ضاق الصديق بموقف من صديقه.. تذكر له يوما عوَده أو هاتفه


وإذا ضاق طالب بعقاب معلمه.. تذكر له انه علمه ولو حرفا


وإذا ضاق المرء.. بوخزات القدر تذكر ثواب الله


وإذا ضاق احدنا.. بقسوة الأيام تذكر رحمة الله



وقد لخص أحد الشعراء هذه الفلسفة فى أبياتا حكيمة


إذا كنت فى كل الأمور معاتبا *** صديقك لم تلق الذى لا تعاتبه


فعش واحدا أو صل اخاك فانه *** مقارف ذنب مرة ومجانبه


إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى*** ظمئت وأى الناس تصفو مشاربه


ومن ذا الذى ترضى سجاياه كلها*** كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه



من أين تأتينا السعادة... و من أين يأتينا الشقاء ؟؟؟

قال الإمام حسن البنا (إن السعادة التى ينشدها الناس جميعا إنما تفيض عليهم من نفوسهم وقلوبهم ولا تأتيهم من خارج هذه القلوب أبداً, وإن الشقاء الذى يحيط بهم ويهربون منه إنما يصيبهم بسبب هذه القلوب والنفوس كذلك..)

فنحن إذا ساورتنا أفكار سعيدة كنا سعداء..

وإذا تغلبت علينا أفكار سوداوية أصبحنا أشقياء..
وإن تغلبت علينا أفكار مزعجة أصبحنا خائفين جبناء
وإن تملكتنا هواجس المرض شعرنا بالإعياء وسقطنا مرضى

ف..

صفاء النفس ينطبع على صفاء العيش وجمال الخلق ينطبع على جمال الخلقة ونقاء القلوب ينطبع على نقاء أفعالنا

أما السؤال..

كيف نتغلب على همومنا حتى لا نشقى بها؟؟

ومن منا بلا هموم أو ابتلاءات؟؟
فلننظر إلى همومنا وابتلاءاتنا بعين الرضا والحمد لله إن الهم والبلاء جاء فى الدنيا وليست الآخرة ولننظر إلى هذه الدنيا بعين السخرية ولم لا؟؟؟ فهى الدنيا من الدنو

وماأدنى منها إلا أناسا باعوا أُخراهم ولهثوا ورائها وما أغفلهم فلن تعط لاهث ورائها شيئا

أما لو نظرنا إلى همومنا بعين ساخطة وسوء حظ تعاظمت الهموم وأثقلت كاهلنا

وما لنا لا ننظر إلى حياتنا كفترة وتنتهى آجلا أو عاجلا؟؟

فلا نخدع بما تهبه الحياة لنا ...

ولا نجزع بما تعطه الأقدار لنا...

وكيف نتآلف مع أى مأساة نعيشها؟؟

فلنحاول أن نقلل من حجم أى مشكلة نعيشها ونستهين بها

ولنتأمل حجم النعم التى أسبغها الله علينا ... ونعددها بل ونستكثرها على أنفسنا..
لا لنيل الأجر فحسب ...

بل ....

لنستطع العيش بسلام مع أنفسنا..

وكيف نخلق لأنفسنا سعادة؟؟

السعادة ليست شعوراً مؤقتاً أو لحظياً

كما أنها ليست شخصية...تنفصل عن آلام الآخرين ..

فهل يمكنا العيش في سعادة والتمتع بملذات الحياة عند فقد عزيز أو إصابة قريب أو هم ألّم بجار أو لما يحدث في بلاد المسلمين

فان فَّر الحياء ممكن أن تولد سعادة تحت تلك الظروف

ولكن السعادة الحقيقية تكمن في...... مساعدة محتاج.. تفريج كربة لشخص.. إعانة مسلم..

وما أجمل أن تسمع ضحكة طفل باكٍ أسعدته أو تسمع دعاء شخص أعنته أو تلمح مسحة من الفرحة لشخص فرجت كربه
حينئذ تشعر بالسعادة وإنك سعيد لسعادة الآخرين

جرّب...

وإن أردت أن تكيل الأمور بمكيال العقل..فامسك قلمك واكتب جميع ما أُنعمت به بادئاً بأخمص قدميك إلى شعر رأسك
واحص....
واحسب أيام السقم والعافية.... والمحنة والفرج....والضيق والسعة

ستستمر أياماً مصاحباً قلمك معدداً نعماً لا تعد ولا تحصى

وستجد فى مالم تحظ به ومالم تحققه حكمة ...

وقديما قالوا....
إذا لم يكن ما تريد....فأرد ما يكون ...تكتشف جماله

فلنكتشف ونسعد بما هو كائن...ولنأمل بما سيكون... ولا نحزن بما كان

وأخيرا.....

كن جميلا ترى الوجود جميلا...

ريم المصرى

ماذا فعلت سيدة مصر الأولى لسيدات مصر البسيطات ؟


لا أعرف لماذا لايروق لى مصطلح سيدة مصر الأولى ..

ولاأعرف ماهية الترتيب التنازلى الذى تصدرته السيدة الأولى...

وعلى حد علمى المحدود فإن حرف السين ليس أول الحروف الأبجدية .

فقلت لربما كانت ترتيبا نَسَّميا وكل سيدة لها رقم يميزها فهذه السيدة 1587 وتلك 12398

وما يُمنطق هذا المصطلح إنها زوجة الرجل الأول والأوحد ولذا فهى السيدة الأولى

وما يجعل المصطلح أكثر منطقية هو ما تقوم به السيدة حرم الرجل الأول من جهود من أجل سيدات مصر البسيطات وبذلك تستحق لقب سيدة مصر الأولى

فماذا قدمت السيدة الأولى لسيدات مصرالأخريات؟؟


ماذا قدمت سيدة مصر الأولى لتحد من ظاهرة العنف ضد النساء باعتبار أن هناك علاقة طردية بين الفقر والعنف فكاما زادت شدة الفقر زادت حدة العنف..فإذا تم علاج المتغير المستقل ألا وهو الفقريتم علاج المتغير التابع وهو العنف

ماذا قدمت سيدة مصر الأولى للقضاء على التمييزضد المرأة على المستوى الاقتصادى والسياسى والاجتماعى ليس هذا بإثارة ثائرة المجالس القومية للمرأة ومطالبتها بتشريعات وقوانين تُحاك على أفكار من قد آمنّ بها ولم يُنزل الله بها من سلطان ولكن بتفعيل قوانين قد تحرم المرأة من حقوقها فى الضمان الاجتماعى

ماذا فعلت سيدة مصر الأولى لنساء قد عانقت طموحاتهن أفق السحاب وحال دون تحقيق آمالهن مادياتهن ووساطة الأخريات فلماذا لا يكون هناك صندوقا لدعم من لديها العلم والموهبة ولاتملك المال أو الوساطة

ماذا فعلت سيدة مصر الأولى للأرامل والمُطلقات اللاتى لا يحملن سلاحا يواجهن به المجتمع بِحِملانه وذئابه غير معاش زهيد لا يُسمن ولا يُغنى من جوع لتحمى واحدة من زلل وأخرى من التشرد

ماذا فعلت سيدة مصر الأولى لسيدات مصر ممن يقطنّ العشوائيات والمناطق الفقيرة من توفير خدمات صحية وعلاجية لهن وحمايتهن من أخطارالجهل والفقر وبراثن المرض

ماذا فعلت سيدة مصر الأولى لزوجة السجين والمعتقل السياسى حين ينقطع مورد الأسرة ويغيب عائلها الوحيد وقد تواجه الزوجه لأول مرة المجتمع بمناقبه ومثالبه وقد تملك ما يُعينها على العمل من علم وقد لا

ماذا فعلت سيدة مصر الأولى للاهتمام بالمرأة الريفية وتوسيع فرص التنمية أمامها..وخلق فرص عمل فى القطاع الزراعى لتكون أكثر ملائمة لها ولبيئتها


ولكن أهداف سيدة مصر الأولى تعدت أحلام سيدات مصر الفقيرات إلى واقع سيدات إسرائيل فقامت بتأسيس حركة سوزان مبارك للمرأة من أجل السلام وقامت بعقد مؤتمر بشرم الشيح دعت إليه وفد نسائى إسرائيلى وكانت مكافأة هذا التنظيم هو تمويل أجنبى لدعمها وميزانية مفتوحة لعقد المؤتمرات وخلافه

اقتصرت جهود السيدة الأولى على إقامة المجالس القومية للمرأة التى لاتخدم فقيرات مصر بقدر ما تخدم متمرداتها


جميل أن يكون هناك اهتماما بالقراءة ولكن الأجمل أن يكون هناك علاجا لتسرب الأطفال من المدارس بسبب العامل الرئيسى وهو الفقر ليتمكنوا من القراءة

لكى تتربع السيدة سوزان مبارك على القمة وتكون الأولى عن حق ...فلابد أن تهتم بالسفح
وحينئذٍ تستحق السيدة سوزان مبارك لقب سيدة مصر الأولى


ريم المصرى

مولد كرامة المرأة



كان مولد الرسول عليه الصلاة والسلام مولدا لكرامة المرأة حيث جاءنا حبيبنا بأعظم دين كرم المرأة، وانتشلها من براثن الجاهلية.. ونظرة اليهودية المتدنية ..وإنكار النصرانية

رفع الإسلام قدرها، ووصى بها رسوله الكريم حين قال (الله الله فى النساء)

ولد محمد)عليه الصلاة والسلام) وجاء إلى مجتمع جاهلى تسوده علاقة السيد والعبد.. والزوج والجارية..

فقام بثورة فكرية شاملة تغير معها مفاهيم كثيرة، وحمل معه فجراً جديداً لمرأة أرهقتها الأعراف الفاسدة، وكبلتها القيود الدامية

فكان أول شعاع يحمل حرية للمرأة فاختلف مفهوم الزوجة التى تربطها علاقة الخادم بزوجها السيد إلى مفهوم المشاركة والمناصفة
فقال عليه صلوات الله وسلامه عليه(النساء شقائق الرجال)..

نادى بأن التميز ليس بجنس وعنصر؛ ولكنه بعمل
جاء بمعجزته تحمل سورة كاملة للنساء، وأخرى تحمل اسم سيدة(مريم)
كرّم الرسول عليه الصلاة والسلام المرأة بجميع قطاعاتها ومستوياتها..

فكانت زوجته السيدة خديجة أول من تحدث معها عن الوحى ..وهى أول من آمنت به ..جعل الجنة تحت أقدام الأمهات..وحثّ على برها وطاعتها ثلاث مرات.. فكرّم الأم

وقد شاء الله أن يكون الرسول أباً لبنات فى مجتمع جاهلى يستنصر بالولد ويعد الأنثى عارا، ليعطى للبشرية نموذجاً حياً نقتدى به جميعاً

وقد كان رسولنا الكريم قدوة للناس فى ترتبيتهن، وما ينبغى للبنت من حقوق، حتى أن أحد المستشرقين قال إن محمدا محرر النساء

فحث على معاملة البنات معاملة طيبة، وسُرّ كثيرا لولادة ابنته فاطمة وهى الرابعة، ولقبها بالزهراء

كان الرسول مثالاً فى تعامله مع المرأة بالقول والفعل وقال صلى الله عليه وسلم-: "من عال جارتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه"

زوجاً حنوناً وفياً محباًً
لم يستح أن يعلن حبه لزوجته خديجة حين قال "إنى رُزقت حبها"
ودام حبه وإخلاصه لها بعد وفاته.. فكان يرسل لصديقاتها هدية من ذبح شاة
فى مهنة أهل بيته كما قالت السيدة عائشة
لم يضرب امرأة قط بل ويحترم عقلها، ويستشير نساءه فى كثير من الأمور كما فى حادثة الحلق والذبح فى صلح الحديبية
ويطول الحديث وتكثر الأمثلة....ونقف أمام كثير من مواقفه عليه الصلاة والسلام التى نستشهد بها منذ 14 قرنا

هكذا كان الرسول مع المرأة كرمها..ورفع مكانتها ...
طفلة.. وصبية..... فزوجة وأماً




الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

خواطر طفل معاق (3)

لا يختلف كثيرا ليلى عن نهارى...

على الأقل بالنسبة لوجهة نظرهم فيه و..فى

فها أنا مهملٌ فى نهارى رغما عنهم..مهملٌ فى ليلى رغما عنى

متى يأتى فجرٌ جديد يمسك فى تلابيبه نهار يختلف عن أمسه...

يتبارى والدىّ وأخواتى فى تحديد وتجديد نشاط كل يوم جديد...

يقولون......

من لا يملك قوته لا يملك أمره...

وفى قانون عائلتى...

من لا يملك قَّوته(بفتح وتشديد الواو) لا يملك أمره....

وكيف لى وأنا لا أملك قُوتى وقوَّتى....

يتشارك أخوتى دوما فى لهوهم .. ويرونه والدىّ مزعجا

فلماذا لا يتشاركون معى فى لهوى ولعبى، وإن كان تافهاً

يسألون فيجابون...يصرخون فيُدَّللون

أما أنا....

فلغتى لا يفهمونها

صرخاتى تزعجهم

بكائى لا يعنيهم

تلك إعاقتى...

لماذا لا يفهموننى؟؟

ألا توجد لغة مشتركة بيننا ؟!

إن لغة المشاعر أرضية مشتركة بين البشر كافة

وما يسعدهم يسعدنى.....

فما يحزنهم يحزننى....

وما يبكيهم يبكينى..

يخرج إخوتى كثيرا مع والدتى، ويعودون محملين بملابس جديدة

كم هى جميلة!

نعم إنهم يستعدون للعيد.. كما يقولون

ويبدو أنه صُنع خصيصا للأطفال

ليتنى أستطيع الخروج معهم لولا حذائى القبيح الثقيل

دخلت والدتى إلى حجرتى باسمة الثغر فتهللت فرحاً بها

تحمل فى يدها حقيبة بلاستيكية تماما كالتى يحملها إخوتى، وتحوى ملابسنا جديدة بالتأكيد

أخيرا...قد آمنوا بحقي في السعادة مثل إخوتى، ولكن ياليتنى خرجت معهم لأنتقيها مثلهم

ولكن لابأس .. سيفعلون ذلك العام المقبل ..

أخرجت لى والدتى ملابسى التى سأرتديها فى العيد

وياليتها ما فعلت..

إنها ملابس أخى القديمة...قد اشتراها العام قبل الماضى

صرخت..بكيت

لم تفهمنى...

لم تهتم...

ولا تؤمن بحقى فى الحياة ، ولا فى السعادة ... ولا حتى فى العيد

نعم.....جميعهم كذلك

هذه إعاقتهم...


*يقول الشاعر

فـذلـيـلٌ بالأمس صار عزيزاً *** وعـزيـزٌ بـالأمس صار ذليلا
ولـقـد يـنـهض العليلُ سليماً *** ولـقـد يـسـقـطُ السليمُ عليلا
ربَّ جَوعانَ يشتهي فسحة العمـ ** ـرِ وشـبـعانَ يستحثُّ الرحيلا






خواطر طفل معاق (2)

يومٌ كسالفه وتاليه....ظنى هكذا

صحوت متأخرا حيث أن العرض اليومى الذى كنت أصحو مبكرا من أجله لم أعد أراه..بعد فصلا عصيبا من الأحداث... وكما هائلا من الأوراق... وإعلان حالة طوارىء عجيبة

صار البيت بأكمله يصحو متأخرا على غير عادته باستثناء والدى..

توقفت أمى عن إيقاظ إخوتى كل صباح مهرولة بين هذه وذاك..

يستقيظ إخوتى ليشاهدوا التلفاز..فيديرون المؤشر على قنواتٍ يفضلونها وتخليت أنا عن قناتى التى تآلفت معها...وعن حريتى التى نَعِمت بها

يرتدون أحذية رياضية جميلة ..ويخرجون ..

بينما لا أملك إلا حذاءً ضخما.. له أعمدة .. قاتم اللون ...قبيح الشكل

لا تتذكر أمى أن تدير لى القناة من خلال جهاز التحكم الذى تسلمته من إخوتى
وكأنه جهاز حربىّ

فلمَ أشاهد مالا رغبة لى فيه؟؟؟ حتى وإن خرج من لهم رغبة فيه!!!

فأُحملق فى سقف الحجرة ...هذا أفضل من تلك القناة السخيفة...

تدخل أمى وأنا ما زلت مسجلا اعتراضى ..محملقاً فى سقف الحجرة..لتدير القناة فإذا بها...
تمصمص شفتيها فى حسرة وتغلق التلفاز ...
(حقاً.. بتُ أخشى عليهما من سوء استخدامها لهما وكثرة ذلك)

يا آلهى........
أما يفهموا هؤلاء البشر؟؟؟!!!!!

على المائدة المستديرة المنعقدة كل شهر حيث يلتف ابى وامى وإخوتى..

ربما.....

يتخصص لى بعضا من الأوراق المالية ..فقد أكثروا من ترديد اسمى

وأدركت ذلك بعد يومين..

حين أتت إلينا آنسة ..باسمة الوجه.. طيبة القلب ..

تتحدث معى ...تصحبنى خارج غرفتى ..

تنثر أمامى أوراقا.. مثل إخوتى..فأشعر بالزهو

تُرينى صورا كثيرة ..أُشاهد بعضها فى التلفاز والبعض فى منزلى ولا أعرف الأخرى..

كم سعدت بها ..وباهتمامها بى

تصفق لى أحياناً.. وتهدينى بعض الحلوى أحياناً أخرى
فأسعى جاهداً لنيل المزيد من تشجيعها و......حلواها

اتفقنا سوياً على مسميات كثيرة للأشياء...

سَعِدَ بى والدىّ حين أشرت يوما على قناتى المفضلة طالبا إياها..

أصبحت أصحو وأنا أنتظر يوما جديدا ليس كسابقيه..


.حافلا بالصور واللعب و...الحلوى


فاستقبله بابتسامة حاملا بين طيات نفسى إصرارا لمعرفة المزيد..

شهور مرت علىّ لا أدرى ما عددها بالضبط..

وعاد إخوتى يستيقظون مبكرا مرة أخرى ..ويتأنقون فى حللهم ويخرجون

انتظرت معلمتى...تأخرت كثيراً

لعلها تأتى غداً.. أو.. بعد غد...

لكنها لم تأت أبدا.......

أدركت بعد حين سبب عدم قدومها حين التفت أسرتى حول مائدتهم اللعينة..مُقسمين أوراقهم المالية بين تلك وذاك ..



ولم يذكروا هذا---< (أنا)..


فقد اقتصرت ميزانيتهم عليهم فقط ..متعللين بعدم جدوى قدوم معلمتى لى حيث أننى لم أتعلم بعد.... !!!


تباً لهم......... يذهب إخوتى أعواما وأعواما إلى معلميهم ولم يتعلموا بعد!!! فكيف لى أنا بفائدة وجدوى بعد شهور؟؟؟


سجلت اعتراضى فى.. صرخاتى.. وبكائى.. وتعنتى وأنا على يقين من أنهم لن يفهمونى..


كرهت قناتى ..وتناسيت ما تعلمته.. عدت أحملق فى سقف حجرتى.. ذى اللون الأبيض..


ولكن... الأشد بياضا منه...


هو... عقولهم...


قال صاحبى: نراك تشكو جروحاً ***** أين لحن الرضا رخيما جميلا؟

قلت: أنا راضٍ بكل ما كتب الله ***** ومزج إليه حمداً جزيلا

أنا راضٍ بكل صنفٍ من الناس ***** لئيما ألفيته أو نبيلا

لست أخشى من اللئيم أذاه ***** لا ولن أسأل النبيل فتيلا

فسح الله فى فؤادى فلا ***** أرضى من الحب والودادِ بديلا




الأبيات للشاعر محمد مصطفى حمام

خواطر طفل معاق (1)


حركة هنا وهناك..

خطى سريعة ...

أقدام تسبق أجسادها...

أفتح جفناى......

لأجد أخوتى يرتدون ملابسا منمقة جميلة...

حول أعناقهم رابطة كم تمنيت أن أمتلك مثلها..

نفسها كل يوم..

أتساءل.........

لماذا لا ارتدى ما يرتدون؟؟؟

لماذا لا أذهب كما يذهبون؟؟؟

بينما يصحب استيقاظ أخوتى نشاطا وسعادة

الا انه دوما ما يصحب استيقاظى تذمرا وضيقا

حتى وإن نطقت العيون بما تخفيه الشفاة...

عندما ينصرف أخوتى..

تأتى لى أمى بثغر باسم..

لتطمئن علىّ...

شفاك الله يا حبيبى....

دوما ترددها ...أكثر من اسمى

حتى مللتها..

وتنصرف......

لتحضر لى إفطارا..

تطعمنى ما تختاره لى..

وألبس ما تختاره لى..
(ليس فى لباسى كله رابطة عنق واحدة مثل اخوتى)

وأشاهد فى التلفاز ما تختاره لى..

لِم لا تسألنى؟

حتى ولو لم أجب..

يأتى أخوتى من الخارج..

يثرثرون مع أمى كثيرا..

تسعد بثرثرتهم..

اتساءل....

لماذا لا تثرثرين معى يا أمى؟؟

وتنتهى من ثرثرتها معهم

وتأتى إلىّ باسمة الثغر..

تطمئن علىّ...او هكذا تظن

شفاك الله يا حبيبى..

بل.. ربما اعتقدت ان الله قد يكون شفانى منذ أن تركتنى‍‍‍‍‍‍ فى الصباح؟؟؟

ربما‍‍‍‍‍..!!!!!

يجلس أبى مع أخوتي وأمامهم كتبا وأوراقا..

يتحاكون..

يتحدث أبى كثيرا..

يصمتون... ويستمعون

أتساءل.....

لماذا لا يتحدث أبى إلى مثل اخوتى وينثر أمامى أوراقا؟؟؟

سأنصت له..

وإن لم أعِ..

وإن لم أفهم..

سأسعد به..

يأتى إلىّ أبى بعد انتهائه من محاكاة اخوتى...

يُربت علىّ ...

اكرمك الله يا بنى...

ذات يوم....

لم تذهب أختى كعادتها كل صباح

رأيتها راقدة فى غرفتها..

فرحت...

ظننت أن هناك من سيشاركنى يومى..

لكن...

زادت وحدتى..

فلم تطل علىّ أمى هذا الصباح..

ونسيت أن تأتى لى بالافطار..

وظلت بجوار أختى تتحسسها وتعطيها شرابا بالملعقة.......

وتقول لها..

شفاكِ الله يا حبيبتى...

‍‍‍‍‍!!!!!!!

إنها تردد ما تقوله لى

لكنها....... تجلس بجانبها وتحدثها..

ونسيتنى أمى تماما..

حتى تنبهت على صراخى..

الذى دوما استخدمه للاعتراض..

للتمرد..

للتعبير عن الرفض......

لجذب جزء من اهتمامهم...

ليأتوا إلىّ...

.لا .....ليربتوا على كتفى..

لا ..ليعطونى الدواء..

بل ...ليثرثروا معى

ليظلوا بجانبى..

ليهتموا بى...

صباح يوم جديد.....

يبدوا أنني صحوت متأخرا...

فلم اراهم يسرعون الخطى...

ظننتهم قد خرجوا....

حزنت ..فقد فاتنى هذا العرض اليومىّ

حتى لمحت اخوتى..

لم يكونوا مرتدين اربطة العنق الجميلة...

بل ارتدوا حُللا جديدة أجمل...

يدس أبى فى ايديهم أورقا مالية..

ويتبادلوا القبلات...

هاهو أبى ايضا يرتدى حُلة جميلة...

وخرجوا جميعا....

اتساءل.....

لم لا اخرج معهم مرتديا مثلهم؟؟؟؟؟

لم لم يدس أبى فى يدى حتى قصاصة ورق؟؟؟

تطل أمى علىّ كعادتها.....

قالت....

شفاك الله يا حبيبى.....

قلت:أما جروح نفسىفقد عو............دتها بلسم الرضا لتزولَ
غير أن السكوت عن جرح قومى......ليس إلا التقاعس المرذول َ

ريم المصرى

(الأبيات للشاعر محمد مصطفى حمام)





طفلُ هنا..وطفلُ هناك

تسقط دمية من يد طفل هنا... فيذرف عليها دمعا....نسرع ...نهب... نكفكف دمعه ..نلبى طلبه...نعيد له دميته


يسقط اب صريع هناك ..أم ثكلى ... يتهاوى منزل فوق طفل...تسقط قذيفة يتحول جسده الصغير إلى أشلاء متناثرة

هنا...يلهو مع أقرانه.. يجلس أمام حاسوبه

وهناك...يلهو مع حجارته...يرشق بها دبابة ...صهيونى... يجلس على أنقاض منزله

كلاهما طفل...

احدهما يملك كل شىء...الآخر......... لا شىء

ما بقى من أطفال لبنان وفلسطين فى انتظار أن يلحقوا غدا بأقرانهم تحت الأنقاض

كان من الممكن أن يكون أطفالنا هناك...

ماذا يقدم طفلنا هنا لطفلنا هناك؟

يقول رسولنا الكريم

(مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)

علينا فى مثل هذه الظروف أن نزرع فى نفوس وعقول أطفالنا أنهم جزء من جسد يئن ويُشرد هناك

ماذا يجب عليك كعضو فى هذا الجسد أن تقدم غير تعاطفك

بصورة مبسطة لابد أن يشترك أطفالنا فى إحساس طفل لبنان وفلسطين

الانتماء للإسلام واجب حتمى

الجنس والعرق والعروبة واجب وطنى

الواجب الانسانى يمليه الضمير الآدمى

المقت لإسرائيل أرضية مشتركة

تلك تداعيات لابد أن تجمع طفل هنا وطفل هناك بالإضافة إلى تشاركه فى المرحلة والاحتياجات التى سُلب إياها


فرجال هنا قد وهنوا...

وأطفال هناك قد هَرِموا...

اخوك فى لبنان وفلسطين يحتاج لمأوى بعد أن تهدم بيته..فهل تستطيع أن تستضيفه؟

الزمان والمكان يقفان دون تحقيق ذلك

يحتاج إلى من يواسيه ويقف بجانبه

تستطيع ان تتبرع بمصروفك اليوم...ان تمتنع عن تناول الحلوى لمدة يومين

تتنازل عن هدية يوم ميلادك...ترسل برقيات تعزية

لابد من اقناع الطفل بوجود نوعا من التواصل بينه وبين أخيه هناك

حتى وان كانت علاقة معنوية

حين يحين الظلام تذكر ان أطفال فلسطين بلا كهرباء..بلا مصابيح تنير لهم دروبهم

تذكر ان أطفال لبنان تحت ظلمة الأنقاض

فلتهديه قبس من نورك لظلامه

ولتكن دعاء...قطعة حلوى ...لوحة ترسمها تعبر عن مآساته


وينتصف الليل.....

فيلملم طفل هنا لعبه المتناثرة ويجمعها فى خزانته..ينام فى فراشه الوثير يلتحف حضن أمه

وتُلَملم أشلاء متناثرة لطفل هناك فيجمعونها فى قبر..ينام فيه للأبد


ولكن....


من يُلملم أحزان ذويه وأقرانه ...............ومن لا زال يتنفس. .؟

نساء حزب الله ..ونساء الحزب الوطنى

يقولون وراء كل عظيم أمرأة..

ومن ثم فلابد أن يكون وراء رجال حزب الله نساء لسن كنساء المجلس القومى للمرأة

لا أدر ما الذى جعلنى أعقد تلك المقارنة الساخرة ..هل لأننى انتشيت زهوا لبنات جنسى من نساء حزب الله فتذكرت منهن ما يخزينى؟

هل لان نساء حزب الله تأثرن بنموذجين نسائيين إسلاميين، هما السيدة فاطمة الزهراء والسيدة زينب بنت علي بن أبي طالب التي تساق قصتها وخطبتها الشهيرة التي عبّرت فيها عن الظلم الذي لحق بالحسين وأصحابه وفساد ملك يزيد للدلالة على عدم الحرج من وجوب مشاركة المرأة في العمل السياسي والاجتماعي والثقافي.



فى حين أن نساء الحزب الوطنى ممن شغلن أمانة وعضوية المجلس القومى للمرأة تأثرن بعدة نماذج ممن رفعن شعار تحرير المرأة ... من تقاليدها وملابسها فكان ذلك دافعا لهن للعمل الاجتماعى

لم تكن عضوات المجلس القومى للمرأة ممن يؤمن بالعمل الجاد والرغبة الأكيدة فى حل مشكلات المرأة المصرية ولسن ممن حملن على عاتقهن هموم المرأة البسيطة من جهل وفقر ومرض

بل حملن عنهن خادماتهن حقائبهن صيفا إلى شرم و جنوب سيناء وشتاء إلى الأقصر وأسوان لعقد المؤتمرات

لم تكن نساء حزب الله إلا صورة بسيطة للمرأة المسلمة المؤمنة بقضية أمة . لا تريد من الناس جزاء ولا شكورا

وكانت هنا نساء المجلس القومى للمرأة من صفوة المجتمع وزوجات الوزراء والمحافظين اللاتى حملن قضية وقت فراغهن و(البرستيج) الذى يحتم عليهن تحمل عبء هذه المهمة وتكاليفها الباهظة من سفر وتلميع إعلامى وبدلات ومكافآت وخلافه تدفعها بالكامل خزانة الدولة

لم يقتصر دور نساء حزب الله على دعم المقاومين، بل عانين الاعتقال والتعذيب أيضا، ورغم أنه لم يسمح للنساء بالمشاركة في العمل العسكري فإنهن شاركن في الخطوط الخلفية للمقاومة، وقمن بعمليات رصد لتحركات العدو، ونقل السلاح والمعلومات، وجمع الدعم المالي، ونشر ثقافة المقاومة، كما تضع الهيئات النسائية مسألة دعم المرأة الفلسطينية على قائمة نشاطاتها.

ولم يقتصر دور نساء الحزب الوطنى و المجلس القومى للمرأة على حل مشكلات المرأة الريفية و كيفية تنمية المرأة والنهوض بها وتحقيق مطالب فقيرات مصر فى لقمة عيش وكساء وعلاج من مرض عضال ومحو اميتهن
بل تعدى ذلك وشاركن فى كافة المؤتمرات وتحدثن فى شتى البرامج وعجت الصحف بأحاديثهن وصورهن

ليس هذا غيض من فيض

انما هى خاطرة مرت بى حين شردت وتأملت نساء حزب الله


حوار مع أسرة المهندس إبراهيم السيد

وعىٌ... أن يكونَ لك هدفٌ وقضية


بذلٌ... أن تتمحورَ حولهما وتذوب فيهما نسكاً ومحياً وحين تأتى المنية


إيثارٌ...أن تفنى عمراً ..وتبذل جهداً....ووقتاً.. ومن قبلهم حرية... وتلك هى التضحية


سموٌ ورقىّ..... أن يكون بذلك.. وعطاؤك.. ونضالك... لرضا رب البرية


تجتمع هذه الكلمات حينما تُسلب حرية..ويُحجر على فكر..ويُعتقل جسد عشر مرات فى شخص هو..



المهندس إبراهيم السيد















مهندس كهرباء ورئيس قطاع بشركة الإسكندرية للبترول..

الداعية والخطيب وعضو مكتب الإرشاد...

متزوج ورزقه الله من الأبناء أربعة..


وكان ولابد أن نذهب إلى منزل المهندس إبراهيم , لنجرى حوارا مع زوجة غاب عنها زوجها شهورا ,واُعتقل بصورة دورية , وحين يعود بضع شهور أخرى تظل ترتقب وترتعد من سؤال هو ..........

متى الاعتقال القادم؟؟؟؟

بدا صوتها عبر الآثير...رقيقاً... خافتاً...وربما كان واهنا..ً فارتسمت فى ذهنى صورة لسيدة أنهكتها المحن.. ولكن حين رأيتها وتحدثت معها رميت خيالى بالسذاجة..


صعدت الدرج متجهة إلى الدور الذى تقطن به أسرة المهندس إبراهيم ..لم أكن بحاجة لأن استطلع رقم الشقة فقد كان واجهة الباب مُرصعة بالملصقات الدعوية التى وإن دلت فإنما تدل على إيجابية الأسرة وحبها للعمل الدعوى











اللهم آآآمين


استقبلتنى الأسرة ببشاشة وجه وابتسامة عريضة وجاءتنى السيدة ليلى زوجة المهندس إبراهيم

تركيبة فريدة من الهدوء والثبات والقوة والرزانة قلما تجد سيدة تجمعهم فى شخص وشخصية..

وبدأت حوارى معها بعد مقدمة قصيرة.......



السيدة ليلى رجب متزوجة من المهندس إبراهيم منذ 24 عاما ولا أعمل ووهبنى الله من الأبناء

سارة بكلية الصيدلية

محمد بكلية الفنون الجميلة

أحمد بكلية الهندسة

محمود فى الصف السادس الابتدائى بمدرسة المدينة المنورة


ماهى ظروف الاعتقال وكيفيته ومشهده؟

فى الساعدة الواحدة صباحا داهمتنا قوة مدججة إثر طرق شديد للباب , وبمجرد فتحنا للباب انتشروا فى أنحاء البيت , وبدأوا فى التفتيش ورفضوا أن يدخل ابنى غرفته للنوم حيث كان امتحانه صبيحة يوم التفتيش حيث ظلوا للساعة الثالثة صباحا يفتشون المنزل..وأثناء التفتيش سمعنا صراخا خارج البيت واكتشفنا أن أخت المهندس إبراهيم حاولت دخول العمارة لأنها تقطن بها فرفضوا دخولها وتصاعد الشجار بينهم إلى أن وصل إلى تشابك بالإيدى حتى استيقظ الجيران وتدخلوا وسمحوا لهم بالدخول

انقلب البيت رأسا على عقب جراء تفتيشهم حتى السيارة لم تسلم من التفتيش , وفى النهاية أخذوا بعض الأوراق الخاصة بالمهندس إبراهيم ومطويات دعوية

ولله الحمد فقد كنا متوقعين حضورهم فأخفينا بعض المتعلقات التى يستولون عليها بمجرد وجودها عندنا مثل الحاسوب المحمول وبعض الهواتف المحمولة وممتلكات أخرى



سكنٌ بلا أمان وغربة فى أوطان

شعورك أثناء وبعد الاعتقال هل يخفف توقعه وطأته؟

نعم انا متوقعة الاعتقال فى أى لحظة وأنا دوما فى انتظار الاعتقال.. فى أى وقت منتظرة طرق الباب

هذا ليس توقعا.. انما هو افتقاد الشعور بالأمان

نعم... فنحن لا ننعم بالأمان نهائيا على مر هذه السنوات..لدرجة من كثرة تجاربهم السيئة فنحن أصبحنا نفزع من جرس الهاتف فى وقت متأخر..وبالنسبة لى فتجارب الاعتقال تركت لدى آثارا نفسيا شديدة


هل مرحلة الاعتقال تتطلب صبر أو تهيئة نفسية واستعداد؟

بالتأكيد...والفرق كبير فمن تستعد وتتهيىء نفسيا تلحظ الفرق

أولا : فى ثبات الزوجة أمامهم وشعورهم بعدم الخوف منهم وفى رد الفعل أثناء التفتيش فعدم هيبة الموقف رغم قسوته بالتأكيد لهم مردود لدى الجهاز الأمنى, وأنا أقف معهم أثناء التفتيش لمنع مهازل كثيرة تحدث ..وكثيرا ما أوجه لهم الحديث بأن يذهبوا للقبض على اللصوص الذين ينهبون البلد بدلا من القبض على شرفائها

وتعتقدين ما رد الفعل حين يلحظون أن أهل المنزل خائفين ؟

حقيقة لم أجرب ولم أكن خائفة فى يوم ولا للحظة

هل تقومين بحساب أيام غياب المهندس إبراهيم؟

لا..لأنى عندى يقين بالله سبحانه وتعالى إنهم ليس هم بآخذيه بل أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون هذه الفترة أن يكون متواجدا هناك...وأحسبها كتوقيت فقط وليس كغياب..وأكيد ما يحدث هو الخير

وأهم شىء الدعاء بأن يجعل لنا الخير من حيث كان ويرضينا به أياً كان



ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج



هل يختلف اعتقال المرة العاشرة عن ذى قبل؟

نعم أشعر أن هذه المرة تختلف فالبغى والظلم أصبحا أشد وهذه المرة نشعر بظلم أكثر..والناس اصبحت تشعر بما نشعر به من ظلم فليس أهالى المعتقلين فقط بل أصبح الأمر يهم معظم الناس , وهذا الشعور يعطينى الأمل بأن الفرج قريب جدا
وبإذن الله ان بعد العسر يسرا

ما التهمة التى وجهت للمهندس إبراهيم هذه المرة؟

وجود أوراق حزب سياسى قائم على أساس دينى وهذا إدعاء كاذب وافتراء وطبعا بالإضافة إلى التهمة التقليدية الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة


هل تستطعين زيارة المهندس إبراهيم فى الحجز؟ أو الاطمئنان على أحواله بأى صورة؟

حاولت الزيارة وفوجئت بكل صفاقة أن أمناء الشرطة يطلبون منى نقودا وقد قال لى أحدهم أن النصف ساعة ب200 جنيه , وهذه المرة نجد أن يطلبون المال بجرأة غريبة وبالنسبة لوضعه هو فطبعا الحجز فى غرفة تحت الأرض شبيهه بالبدروم أقل ما يوصف به غير آدمى ونحن لا نملك له إلا الدعاء بالثبات والصبر


ما سلبيات وإيجابيات مرحلة الاعتقال؟

سلبياتها..افتقاد الأمان للبيت عامة ولنا خاصة
بعض الناس الذى ينظرون إلى الوضع بصورة مختلفة

إيجابيتها : زيادة وعى الناس فالناس من قبل كان تستقى معلوماتها عن الإخوان من الجرائد وقد تصدق كل ما يقال ..ولكن بانتشار الاعتقال وقربنا من الناس أصبحوا يدركون أن ما يحدث ظلم وما تنشره الصحف المأجورة بهتان ولا يمت بأساس من الصحة


هذا بصفة عامة وبالنسبة فى محيط الأسرة؟

فى محيط الأسرة الأمور كانت أكثر وضوحا..

ف سارة ومحمد وأحمد حصلوا على الثانوية العامة وبتفوق وكان والدهم معتقل فقبل الامتحان بشهر يداهمنا الأمن ليسبب لنا ارتباكا وبلبلة لجو الاستقرار الأسرى المُعين للمذاكرة.. وقد كان الاعتقال دافعا لأن يجتهدوا ويتفوقوا لثبت أنهم لم ولن يقهروننا
وسبحان الله فالأولاد كانوا دوما أكثر تفوقا وهو فى المعتقل ليدخلوا على والدهم الفرحة ويقدموا لهم هدية وهى التفوق وليثبتوا للأمن أننا قادرون وناجحون وهذا توفيق من الله سبحانه وتعالى
وبفضل الله رغم غيابه أحاول أن يكون البيت هادئا وينعم بالاستقرار نوعا ما بعيدا عن التوتر والشد العصبى

وهل يتم الاعتقال قبل الامتحانات مباشرة عن عمد؟

بالتأكيد لأن شهر 5 بالنسبة لنا هو شهر الطوارىء فإن مر تنفسنا الصعداء واختيارهم لنهاية شهر 4 أو أول 5 وقبل الامتحانات قصد وعن عمد

هل تملكون رد فعل لفعل الاعتقال أو كيف يمكن تصورك لرد الفعل؟

أنا أتمنى شيئا تصعيد الموضوع إعلاميا لأن النت ليس متاح لكل الناس

للأسف النت هو الوسيلة الإعلامية المتاحة حاليا لنشر وتدويل القضايا لأن التلفاز والصحف عليها رقابة شديدة , فالحرية ما زال ينعم بها النت

نعم للأسف ولكنها أمنية وأصرح بها

وبما أننا تعرضنا للإعلام ما الدور الإعلامى والاجتماعى لزوجة المعتقل؟

الإعلام مهم جدا ..أتمنى عقد مؤتمرات وندوات ليتحدث الأخوات عن تجربتهن ومعاناتهن ليكون هناك تعبئة وفى هذه الأيام توجد هجمة شرسة فلابد من وجود رد فعل لهذه الهجمة



فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية



وكيف يمكن تصعيد دور زوجة المعتقل على جميع الأصعدة؟

التفعيل هام لصف الأخوات ليكون هناك تبادل خبرات وعرض تجارب السابقين
وبثبات السابقين وعرض تجاربهم يثبت من هم على الساحة حاليا , فنحن نسير على هدى السابقين والوحدة هامة جدا

ما موقف عمل المهندس إبراهيم من غيابه واعتقاله؟

شركات البترول للأسف لها وضع أمنى خاص جدا, وبالتالى فهو مضطهد فى عمله
محروم من امتيازات كثيرة وحتى فى الأعمال المسندة إليه
وبالنسبة لغيابه فالأمور تسير وفقا لقوانين العمل

ولكن لا توجد مساندة من العمل؟

إطلاقا..

ما التأثير النفسى والاجتماعى والاقتصادى للاعتقال على الأسرة ؟

نفسيا علينا جميعا وبصفة خاصة الأولاد لأن وجود الأب أيام الامتحانات له قوة دفع
وخاصة أن والدهم متابع لكل صغيرة وكبيرة وخاصة إنه يقوم واجباته العائلية على أكمل وجه

وبالنسبة للاقتصادى فالاعتقال تدمير لاقتصاديات الأسرة وحسبنا الله ونعم الوكيل

والتواصل مع الناس هل تأثر بتجربة الاعتقال؟

بالنسبة للجيران والمعارف فكلهم يعلمون أننا إخوان ويتواصلون معنا ويوم الاعتقال وهو فى قبضة الأمن خرج الناس ليسلموا عليه ويقبّلونه ويدعون له والمهندس إبراهيم ملتحم مع الناس ومتفاعل معهم ويخطب فى المسجد والجميع يعرفونه وعندما يقومون باعتقاله فلن يغير الناس قناعتهم به , والعكس يحدث والشارع المصرى بأكمله أصبح متعاطف ومتكاتف مع الأخوان وناقم على السياسية الأمنية
ودورى كداعية أركزه فى أن أقوم بإعلام من لا يعلم فدورى لا يكون فى محيط الأخوات بل فى محيط عامة الناس لأنهم لابد وأن يعوا ما يحدث لنا وحقيقته

مصارحة الأولاد وبالأخص فى سن صغيرة هل أنتِ معها أم مع إخفائها؟

مع مصارحة الطفل ولو صغير باعتقال والده وبحقيقة ما يحدث وعلى مدار الاعتقالات العشر لم أخف على أولادى أن والدهم معتقل فأنا أرى أنه شرف

دور الأم والزوجة والداعية أيهم أحب إليكِ وإيهم أكثر مسؤولية؟

بالنسبة لأحب دور لى هو الأم بالطبع
وبالنسبة للمسؤولية فبيتى فى المقام الأول وهو أول مسؤولياتى , ولدى مبدأ أننى لو قمت بتربية أولادى تربية صحيحة ليشبوا فى خدمة الإسلام يكفينى أننى أنشأت بيت مسلم..ومع ذلك لا يتنافى هذا مع دورى كداعية


كيف يكون النضال من أجل القضية؟

بأن يقوم كل فرد بدوره فى موقعه
الام..الزوجة...الداعية..
كل شخص له دور ولابد له وأن يقوم به ويعد هذا نضالا من أجل قضيتنا جميعا


حين يغيب قائد البيت هل تستطيع القيادة النسائية أن تدير الآخرين؟

المهندس إبراهيم قائد ولديه مساعد والمساعد على علم بمهام وأعمال القائد وانا الحمد لله مشاركة له فى قيادة البيت وفى الدعوة وفى كل شىء

ما الصفات التى يجب أن تتحلى بها زوجة الاخ النعتقل لتعينه على ابتلائه ولتشعر هى بسلام داخلى

الرضا ..والدعوة لها أهلها والدعوة لكى تستمر وتصل للناس لابد من الصبر والعزيمة وطبعا الإيمان والوعى
وعندما تكون الزوجة على نفس نهج طريق الزوج يكون هناك استقرار وهدوء
ولابد للزوجة أن تتحمل الدعوة مع زوجها وعندما يكون هناك ثبات ووعى بقضيته التى هى قضيتها يطمئن الزوج المعتقل فى محبسه

كيف انعكست الدعوة منهجا وطريقا على حياة المهندس الأسرية ؟

بفضل الدعوة واتحاد الطريق فالحمد لله ننعم بهدوء واستقرار لان هنا وحدة الهدف والطريق

بالنسبة للمهندس إبراهيم كرب أسرة
فهو كأب صديق لأولاده قبل أن يكون أبا

و كزوج؟

صمتت السيدة ليلى لبرهة....
لا أعرف ماذا أقول؟ واغرورقت عيناها بالدموع وقالت فى صوت هادىء وحالم

هو........... مثال

فأقسمت على دموعها ألا تضعف .. وأنهيت حوارى بهذه الكلمة التى تجمع معان وصفات جمة

سارة

وانتقلت إلى سارة وهى الابنة الكبرى للمهندس إبراهيم فتاة مهذبة ورقيقة وحيّيّة عندما تراها تشعر إنها اختك أو ابنتك وكأنك تعرفها من قبل
متفوقة فى دراستها فى كلية الصيدلة وتنجح كل عام بتقدير جيد جدا وتستعد لآداء الامتحان بعد أيام قليلة


هل كنتى مستيقظة أثناء قدومهم لاعتقال والدك؟

نعم كنت مستيقظة ودخل محمد أخى ليعلمنى بقدومهم وأن ألبس لأخرج ليتم تفتيش حجرتى وقد طلبت منهم ألا يعبثوا بأوراقى لأننى كنت رتبتها للمراجعة

هل كنتِ متوقعة اعتقال والدك؟

من الطريف أننا قبل يومين من الاعتقال كنا نمازحه ونقول له يبدو إنهم نسوك أو لا يريدونك لأن مرت أحداث عدة ولم يعتقلوه فما كان إلا أنهم سمعوا مزاحنا وأخذوه
وأثناء نزوله طلبت منه الدعاء حيث أننى على وشك الامتحانات لأننى اعتدت أن أطلب منه الدعاء وكان دوما يتصل بى من عمله ليطمئن علىّ

هل تقومين بزيارته مع والدتك؟

والدى لا يريد مننا الزيارة فهو سيكون سعيد إن لم أزره وقت الامتحانات وسيكون أسعد حين أقول له أننى نجحت وبتقدير كعادتى , وهذا الذى سيدخل عليه السرور وليس الزيارة وإن شاء الله بعد الامتحانات سأذهب إليه لأبشره

أشعر فى حديثك عن الوالد بود شديد وصداقة عميقة تجمع بينكما هل هذا صحيح؟

بالطبع فوالدى صديق لنا ونجلس كثيرا جميعنا لنحكى له ويستمع لنا بكل حب

ما دورك كابنة لبيت يعمل فى دعوة الله سبحانه وتعالى ولاقى ما لاقاه؟

انا الحمد لله لى دورفى أخوات الجامعة و أقوم بدور توعية بكل ما يحدث وهنا اتعامل مع الزهرات لحبى للأطفال

إنما أخوات الجامعة يعرفون أبعاد القضية ولكن بالنسبة لمن لا يعلمون؟

لى صديقات عاديات طبعا كنت أحدثهن عن بابا وعندما علمن تآزرن معى ويسألن عنه باستمرار ويعلمن حقيقة الإخوان والدور الإصلاحى الذى يقومون به


وان قوتلتم لننصرنكم والله يشهد انهم لكاذبون



من المؤكد لابد من وجود دور لأبناء المعتقلين ..كيف يكون ذلك من وجهة نظرك؟

التفوق.......


لأنهم لم يأتوا ليأخذوا بابا إلا ليأثروا علينا نعم نحن تأثرنا نفسيا بغياب بابا ولكن لابد وأن نتفوق لنسعد والدنا ونُفشل مخططهم ورسالتى لكل أبناء المعتقلين هى التفوق ثم التفوق

دعوت لسارة بالتفوق هذا العام كسابقيه



محمود ...


أصغر أبناء المهندس إبراهيم وهو تلميذ بالصف السادس الابتدائى بمدرسة المدينة المنورة
طفل على أعتاب مرحلة الصبا فى عينيه ذكاء وفى لسانه فصاحة وفى شخصه خفة ظل

محمود أنت شفت بابا قبل ما ينزل؟

لا للأسف ما شفتهوش بس كان نفسى أشوفه علشان اقول له يدعى ليا قبل الامتحانات

بابا وقت الامتحانات كا ن بيذاكر معاك؟

أه كان بيذاكر معايا ويراجع لى

وبعد الامتحانات؟

بابا كان بيلعب معايا وكأنه زيى

وانت مفتقد دعواته ..ولا مذاكرته لك ..ولا لعبه معاك؟

كلهم وانا مفتقد حبه و كلامه الحلو ليا كان دايما يقولى كلام حلو أول ما يجى من الشغل لكن دلوقت مش باسمع كلام حلو

ضحكنا جميعا واتهمنا والدته بتقصيرها فى الكلام الحلو


طيب إيه رأيك تسمعه انت دلوقت كلام حلو لأنه محتاجه فى الظروف دى وهو سمعك وقت ما كنت أنت محتاجه ؟

انا بابا ده فى قلبى وكل صلاة بادعى له أن ربنا يخرجه لنا بالسلامة لأن كل الناس محتاجاه وكل الناس عاوزاه لأنه قدوة لنا

وأكتر حاجة بتحبها فى بابا؟

الطيبة وحبه لينا..

وإيه رأيك فى اللى بيحصل للإخوان دلوقت؟ تحب تبقى زى بابا برضه؟

ما أنا أخ فعلا دلوقت...وبابا ده قدوة ليا

وهاقول إيه يعنى لو حصل لى زى ما بيحصل للإخوان غير

حسبنا الله ونعم الوكيل

وأنهيت زيارتى مع حوار قد استمعت به مع أسرة المهندس إبراهيم داعية لهم بالثبات و التوفيق والسداد






ريم المصرى












 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م