الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

خواطر طفل معاق (3)

لا يختلف كثيرا ليلى عن نهارى...

على الأقل بالنسبة لوجهة نظرهم فيه و..فى

فها أنا مهملٌ فى نهارى رغما عنهم..مهملٌ فى ليلى رغما عنى

متى يأتى فجرٌ جديد يمسك فى تلابيبه نهار يختلف عن أمسه...

يتبارى والدىّ وأخواتى فى تحديد وتجديد نشاط كل يوم جديد...

يقولون......

من لا يملك قوته لا يملك أمره...

وفى قانون عائلتى...

من لا يملك قَّوته(بفتح وتشديد الواو) لا يملك أمره....

وكيف لى وأنا لا أملك قُوتى وقوَّتى....

يتشارك أخوتى دوما فى لهوهم .. ويرونه والدىّ مزعجا

فلماذا لا يتشاركون معى فى لهوى ولعبى، وإن كان تافهاً

يسألون فيجابون...يصرخون فيُدَّللون

أما أنا....

فلغتى لا يفهمونها

صرخاتى تزعجهم

بكائى لا يعنيهم

تلك إعاقتى...

لماذا لا يفهموننى؟؟

ألا توجد لغة مشتركة بيننا ؟!

إن لغة المشاعر أرضية مشتركة بين البشر كافة

وما يسعدهم يسعدنى.....

فما يحزنهم يحزننى....

وما يبكيهم يبكينى..

يخرج إخوتى كثيرا مع والدتى، ويعودون محملين بملابس جديدة

كم هى جميلة!

نعم إنهم يستعدون للعيد.. كما يقولون

ويبدو أنه صُنع خصيصا للأطفال

ليتنى أستطيع الخروج معهم لولا حذائى القبيح الثقيل

دخلت والدتى إلى حجرتى باسمة الثغر فتهللت فرحاً بها

تحمل فى يدها حقيبة بلاستيكية تماما كالتى يحملها إخوتى، وتحوى ملابسنا جديدة بالتأكيد

أخيرا...قد آمنوا بحقي في السعادة مثل إخوتى، ولكن ياليتنى خرجت معهم لأنتقيها مثلهم

ولكن لابأس .. سيفعلون ذلك العام المقبل ..

أخرجت لى والدتى ملابسى التى سأرتديها فى العيد

وياليتها ما فعلت..

إنها ملابس أخى القديمة...قد اشتراها العام قبل الماضى

صرخت..بكيت

لم تفهمنى...

لم تهتم...

ولا تؤمن بحقى فى الحياة ، ولا فى السعادة ... ولا حتى فى العيد

نعم.....جميعهم كذلك

هذه إعاقتهم...


*يقول الشاعر

فـذلـيـلٌ بالأمس صار عزيزاً *** وعـزيـزٌ بـالأمس صار ذليلا
ولـقـد يـنـهض العليلُ سليماً *** ولـقـد يـسـقـطُ السليمُ عليلا
ربَّ جَوعانَ يشتهي فسحة العمـ ** ـرِ وشـبـعانَ يستحثُّ الرحيلا






خواطر طفل معاق (2)

يومٌ كسالفه وتاليه....ظنى هكذا

صحوت متأخرا حيث أن العرض اليومى الذى كنت أصحو مبكرا من أجله لم أعد أراه..بعد فصلا عصيبا من الأحداث... وكما هائلا من الأوراق... وإعلان حالة طوارىء عجيبة

صار البيت بأكمله يصحو متأخرا على غير عادته باستثناء والدى..

توقفت أمى عن إيقاظ إخوتى كل صباح مهرولة بين هذه وذاك..

يستقيظ إخوتى ليشاهدوا التلفاز..فيديرون المؤشر على قنواتٍ يفضلونها وتخليت أنا عن قناتى التى تآلفت معها...وعن حريتى التى نَعِمت بها

يرتدون أحذية رياضية جميلة ..ويخرجون ..

بينما لا أملك إلا حذاءً ضخما.. له أعمدة .. قاتم اللون ...قبيح الشكل

لا تتذكر أمى أن تدير لى القناة من خلال جهاز التحكم الذى تسلمته من إخوتى
وكأنه جهاز حربىّ

فلمَ أشاهد مالا رغبة لى فيه؟؟؟ حتى وإن خرج من لهم رغبة فيه!!!

فأُحملق فى سقف الحجرة ...هذا أفضل من تلك القناة السخيفة...

تدخل أمى وأنا ما زلت مسجلا اعتراضى ..محملقاً فى سقف الحجرة..لتدير القناة فإذا بها...
تمصمص شفتيها فى حسرة وتغلق التلفاز ...
(حقاً.. بتُ أخشى عليهما من سوء استخدامها لهما وكثرة ذلك)

يا آلهى........
أما يفهموا هؤلاء البشر؟؟؟!!!!!

على المائدة المستديرة المنعقدة كل شهر حيث يلتف ابى وامى وإخوتى..

ربما.....

يتخصص لى بعضا من الأوراق المالية ..فقد أكثروا من ترديد اسمى

وأدركت ذلك بعد يومين..

حين أتت إلينا آنسة ..باسمة الوجه.. طيبة القلب ..

تتحدث معى ...تصحبنى خارج غرفتى ..

تنثر أمامى أوراقا.. مثل إخوتى..فأشعر بالزهو

تُرينى صورا كثيرة ..أُشاهد بعضها فى التلفاز والبعض فى منزلى ولا أعرف الأخرى..

كم سعدت بها ..وباهتمامها بى

تصفق لى أحياناً.. وتهدينى بعض الحلوى أحياناً أخرى
فأسعى جاهداً لنيل المزيد من تشجيعها و......حلواها

اتفقنا سوياً على مسميات كثيرة للأشياء...

سَعِدَ بى والدىّ حين أشرت يوما على قناتى المفضلة طالبا إياها..

أصبحت أصحو وأنا أنتظر يوما جديدا ليس كسابقيه..


.حافلا بالصور واللعب و...الحلوى


فاستقبله بابتسامة حاملا بين طيات نفسى إصرارا لمعرفة المزيد..

شهور مرت علىّ لا أدرى ما عددها بالضبط..

وعاد إخوتى يستيقظون مبكرا مرة أخرى ..ويتأنقون فى حللهم ويخرجون

انتظرت معلمتى...تأخرت كثيراً

لعلها تأتى غداً.. أو.. بعد غد...

لكنها لم تأت أبدا.......

أدركت بعد حين سبب عدم قدومها حين التفت أسرتى حول مائدتهم اللعينة..مُقسمين أوراقهم المالية بين تلك وذاك ..



ولم يذكروا هذا---< (أنا)..


فقد اقتصرت ميزانيتهم عليهم فقط ..متعللين بعدم جدوى قدوم معلمتى لى حيث أننى لم أتعلم بعد.... !!!


تباً لهم......... يذهب إخوتى أعواما وأعواما إلى معلميهم ولم يتعلموا بعد!!! فكيف لى أنا بفائدة وجدوى بعد شهور؟؟؟


سجلت اعتراضى فى.. صرخاتى.. وبكائى.. وتعنتى وأنا على يقين من أنهم لن يفهمونى..


كرهت قناتى ..وتناسيت ما تعلمته.. عدت أحملق فى سقف حجرتى.. ذى اللون الأبيض..


ولكن... الأشد بياضا منه...


هو... عقولهم...


قال صاحبى: نراك تشكو جروحاً ***** أين لحن الرضا رخيما جميلا؟

قلت: أنا راضٍ بكل ما كتب الله ***** ومزج إليه حمداً جزيلا

أنا راضٍ بكل صنفٍ من الناس ***** لئيما ألفيته أو نبيلا

لست أخشى من اللئيم أذاه ***** لا ولن أسأل النبيل فتيلا

فسح الله فى فؤادى فلا ***** أرضى من الحب والودادِ بديلا




الأبيات للشاعر محمد مصطفى حمام

خواطر طفل معاق (1)


حركة هنا وهناك..

خطى سريعة ...

أقدام تسبق أجسادها...

أفتح جفناى......

لأجد أخوتى يرتدون ملابسا منمقة جميلة...

حول أعناقهم رابطة كم تمنيت أن أمتلك مثلها..

نفسها كل يوم..

أتساءل.........

لماذا لا ارتدى ما يرتدون؟؟؟

لماذا لا أذهب كما يذهبون؟؟؟

بينما يصحب استيقاظ أخوتى نشاطا وسعادة

الا انه دوما ما يصحب استيقاظى تذمرا وضيقا

حتى وإن نطقت العيون بما تخفيه الشفاة...

عندما ينصرف أخوتى..

تأتى لى أمى بثغر باسم..

لتطمئن علىّ...

شفاك الله يا حبيبى....

دوما ترددها ...أكثر من اسمى

حتى مللتها..

وتنصرف......

لتحضر لى إفطارا..

تطعمنى ما تختاره لى..

وألبس ما تختاره لى..
(ليس فى لباسى كله رابطة عنق واحدة مثل اخوتى)

وأشاهد فى التلفاز ما تختاره لى..

لِم لا تسألنى؟

حتى ولو لم أجب..

يأتى أخوتى من الخارج..

يثرثرون مع أمى كثيرا..

تسعد بثرثرتهم..

اتساءل....

لماذا لا تثرثرين معى يا أمى؟؟

وتنتهى من ثرثرتها معهم

وتأتى إلىّ باسمة الثغر..

تطمئن علىّ...او هكذا تظن

شفاك الله يا حبيبى..

بل.. ربما اعتقدت ان الله قد يكون شفانى منذ أن تركتنى‍‍‍‍‍‍ فى الصباح؟؟؟

ربما‍‍‍‍‍..!!!!!

يجلس أبى مع أخوتي وأمامهم كتبا وأوراقا..

يتحاكون..

يتحدث أبى كثيرا..

يصمتون... ويستمعون

أتساءل.....

لماذا لا يتحدث أبى إلى مثل اخوتى وينثر أمامى أوراقا؟؟؟

سأنصت له..

وإن لم أعِ..

وإن لم أفهم..

سأسعد به..

يأتى إلىّ أبى بعد انتهائه من محاكاة اخوتى...

يُربت علىّ ...

اكرمك الله يا بنى...

ذات يوم....

لم تذهب أختى كعادتها كل صباح

رأيتها راقدة فى غرفتها..

فرحت...

ظننت أن هناك من سيشاركنى يومى..

لكن...

زادت وحدتى..

فلم تطل علىّ أمى هذا الصباح..

ونسيت أن تأتى لى بالافطار..

وظلت بجوار أختى تتحسسها وتعطيها شرابا بالملعقة.......

وتقول لها..

شفاكِ الله يا حبيبتى...

‍‍‍‍‍!!!!!!!

إنها تردد ما تقوله لى

لكنها....... تجلس بجانبها وتحدثها..

ونسيتنى أمى تماما..

حتى تنبهت على صراخى..

الذى دوما استخدمه للاعتراض..

للتمرد..

للتعبير عن الرفض......

لجذب جزء من اهتمامهم...

ليأتوا إلىّ...

.لا .....ليربتوا على كتفى..

لا ..ليعطونى الدواء..

بل ...ليثرثروا معى

ليظلوا بجانبى..

ليهتموا بى...

صباح يوم جديد.....

يبدوا أنني صحوت متأخرا...

فلم اراهم يسرعون الخطى...

ظننتهم قد خرجوا....

حزنت ..فقد فاتنى هذا العرض اليومىّ

حتى لمحت اخوتى..

لم يكونوا مرتدين اربطة العنق الجميلة...

بل ارتدوا حُللا جديدة أجمل...

يدس أبى فى ايديهم أورقا مالية..

ويتبادلوا القبلات...

هاهو أبى ايضا يرتدى حُلة جميلة...

وخرجوا جميعا....

اتساءل.....

لم لا اخرج معهم مرتديا مثلهم؟؟؟؟؟

لم لم يدس أبى فى يدى حتى قصاصة ورق؟؟؟

تطل أمى علىّ كعادتها.....

قالت....

شفاك الله يا حبيبى.....

قلت:أما جروح نفسىفقد عو............دتها بلسم الرضا لتزولَ
غير أن السكوت عن جرح قومى......ليس إلا التقاعس المرذول َ

ريم المصرى

(الأبيات للشاعر محمد مصطفى حمام)





طفلُ هنا..وطفلُ هناك

تسقط دمية من يد طفل هنا... فيذرف عليها دمعا....نسرع ...نهب... نكفكف دمعه ..نلبى طلبه...نعيد له دميته


يسقط اب صريع هناك ..أم ثكلى ... يتهاوى منزل فوق طفل...تسقط قذيفة يتحول جسده الصغير إلى أشلاء متناثرة

هنا...يلهو مع أقرانه.. يجلس أمام حاسوبه

وهناك...يلهو مع حجارته...يرشق بها دبابة ...صهيونى... يجلس على أنقاض منزله

كلاهما طفل...

احدهما يملك كل شىء...الآخر......... لا شىء

ما بقى من أطفال لبنان وفلسطين فى انتظار أن يلحقوا غدا بأقرانهم تحت الأنقاض

كان من الممكن أن يكون أطفالنا هناك...

ماذا يقدم طفلنا هنا لطفلنا هناك؟

يقول رسولنا الكريم

(مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)

علينا فى مثل هذه الظروف أن نزرع فى نفوس وعقول أطفالنا أنهم جزء من جسد يئن ويُشرد هناك

ماذا يجب عليك كعضو فى هذا الجسد أن تقدم غير تعاطفك

بصورة مبسطة لابد أن يشترك أطفالنا فى إحساس طفل لبنان وفلسطين

الانتماء للإسلام واجب حتمى

الجنس والعرق والعروبة واجب وطنى

الواجب الانسانى يمليه الضمير الآدمى

المقت لإسرائيل أرضية مشتركة

تلك تداعيات لابد أن تجمع طفل هنا وطفل هناك بالإضافة إلى تشاركه فى المرحلة والاحتياجات التى سُلب إياها


فرجال هنا قد وهنوا...

وأطفال هناك قد هَرِموا...

اخوك فى لبنان وفلسطين يحتاج لمأوى بعد أن تهدم بيته..فهل تستطيع أن تستضيفه؟

الزمان والمكان يقفان دون تحقيق ذلك

يحتاج إلى من يواسيه ويقف بجانبه

تستطيع ان تتبرع بمصروفك اليوم...ان تمتنع عن تناول الحلوى لمدة يومين

تتنازل عن هدية يوم ميلادك...ترسل برقيات تعزية

لابد من اقناع الطفل بوجود نوعا من التواصل بينه وبين أخيه هناك

حتى وان كانت علاقة معنوية

حين يحين الظلام تذكر ان أطفال فلسطين بلا كهرباء..بلا مصابيح تنير لهم دروبهم

تذكر ان أطفال لبنان تحت ظلمة الأنقاض

فلتهديه قبس من نورك لظلامه

ولتكن دعاء...قطعة حلوى ...لوحة ترسمها تعبر عن مآساته


وينتصف الليل.....

فيلملم طفل هنا لعبه المتناثرة ويجمعها فى خزانته..ينام فى فراشه الوثير يلتحف حضن أمه

وتُلَملم أشلاء متناثرة لطفل هناك فيجمعونها فى قبر..ينام فيه للأبد


ولكن....


من يُلملم أحزان ذويه وأقرانه ...............ومن لا زال يتنفس. .؟

نساء حزب الله ..ونساء الحزب الوطنى

يقولون وراء كل عظيم أمرأة..

ومن ثم فلابد أن يكون وراء رجال حزب الله نساء لسن كنساء المجلس القومى للمرأة

لا أدر ما الذى جعلنى أعقد تلك المقارنة الساخرة ..هل لأننى انتشيت زهوا لبنات جنسى من نساء حزب الله فتذكرت منهن ما يخزينى؟

هل لان نساء حزب الله تأثرن بنموذجين نسائيين إسلاميين، هما السيدة فاطمة الزهراء والسيدة زينب بنت علي بن أبي طالب التي تساق قصتها وخطبتها الشهيرة التي عبّرت فيها عن الظلم الذي لحق بالحسين وأصحابه وفساد ملك يزيد للدلالة على عدم الحرج من وجوب مشاركة المرأة في العمل السياسي والاجتماعي والثقافي.



فى حين أن نساء الحزب الوطنى ممن شغلن أمانة وعضوية المجلس القومى للمرأة تأثرن بعدة نماذج ممن رفعن شعار تحرير المرأة ... من تقاليدها وملابسها فكان ذلك دافعا لهن للعمل الاجتماعى

لم تكن عضوات المجلس القومى للمرأة ممن يؤمن بالعمل الجاد والرغبة الأكيدة فى حل مشكلات المرأة المصرية ولسن ممن حملن على عاتقهن هموم المرأة البسيطة من جهل وفقر ومرض

بل حملن عنهن خادماتهن حقائبهن صيفا إلى شرم و جنوب سيناء وشتاء إلى الأقصر وأسوان لعقد المؤتمرات

لم تكن نساء حزب الله إلا صورة بسيطة للمرأة المسلمة المؤمنة بقضية أمة . لا تريد من الناس جزاء ولا شكورا

وكانت هنا نساء المجلس القومى للمرأة من صفوة المجتمع وزوجات الوزراء والمحافظين اللاتى حملن قضية وقت فراغهن و(البرستيج) الذى يحتم عليهن تحمل عبء هذه المهمة وتكاليفها الباهظة من سفر وتلميع إعلامى وبدلات ومكافآت وخلافه تدفعها بالكامل خزانة الدولة

لم يقتصر دور نساء حزب الله على دعم المقاومين، بل عانين الاعتقال والتعذيب أيضا، ورغم أنه لم يسمح للنساء بالمشاركة في العمل العسكري فإنهن شاركن في الخطوط الخلفية للمقاومة، وقمن بعمليات رصد لتحركات العدو، ونقل السلاح والمعلومات، وجمع الدعم المالي، ونشر ثقافة المقاومة، كما تضع الهيئات النسائية مسألة دعم المرأة الفلسطينية على قائمة نشاطاتها.

ولم يقتصر دور نساء الحزب الوطنى و المجلس القومى للمرأة على حل مشكلات المرأة الريفية و كيفية تنمية المرأة والنهوض بها وتحقيق مطالب فقيرات مصر فى لقمة عيش وكساء وعلاج من مرض عضال ومحو اميتهن
بل تعدى ذلك وشاركن فى كافة المؤتمرات وتحدثن فى شتى البرامج وعجت الصحف بأحاديثهن وصورهن

ليس هذا غيض من فيض

انما هى خاطرة مرت بى حين شردت وتأملت نساء حزب الله


حوار مع أسرة المهندس إبراهيم السيد

وعىٌ... أن يكونَ لك هدفٌ وقضية


بذلٌ... أن تتمحورَ حولهما وتذوب فيهما نسكاً ومحياً وحين تأتى المنية


إيثارٌ...أن تفنى عمراً ..وتبذل جهداً....ووقتاً.. ومن قبلهم حرية... وتلك هى التضحية


سموٌ ورقىّ..... أن يكون بذلك.. وعطاؤك.. ونضالك... لرضا رب البرية


تجتمع هذه الكلمات حينما تُسلب حرية..ويُحجر على فكر..ويُعتقل جسد عشر مرات فى شخص هو..



المهندس إبراهيم السيد















مهندس كهرباء ورئيس قطاع بشركة الإسكندرية للبترول..

الداعية والخطيب وعضو مكتب الإرشاد...

متزوج ورزقه الله من الأبناء أربعة..


وكان ولابد أن نذهب إلى منزل المهندس إبراهيم , لنجرى حوارا مع زوجة غاب عنها زوجها شهورا ,واُعتقل بصورة دورية , وحين يعود بضع شهور أخرى تظل ترتقب وترتعد من سؤال هو ..........

متى الاعتقال القادم؟؟؟؟

بدا صوتها عبر الآثير...رقيقاً... خافتاً...وربما كان واهنا..ً فارتسمت فى ذهنى صورة لسيدة أنهكتها المحن.. ولكن حين رأيتها وتحدثت معها رميت خيالى بالسذاجة..


صعدت الدرج متجهة إلى الدور الذى تقطن به أسرة المهندس إبراهيم ..لم أكن بحاجة لأن استطلع رقم الشقة فقد كان واجهة الباب مُرصعة بالملصقات الدعوية التى وإن دلت فإنما تدل على إيجابية الأسرة وحبها للعمل الدعوى











اللهم آآآمين


استقبلتنى الأسرة ببشاشة وجه وابتسامة عريضة وجاءتنى السيدة ليلى زوجة المهندس إبراهيم

تركيبة فريدة من الهدوء والثبات والقوة والرزانة قلما تجد سيدة تجمعهم فى شخص وشخصية..

وبدأت حوارى معها بعد مقدمة قصيرة.......



السيدة ليلى رجب متزوجة من المهندس إبراهيم منذ 24 عاما ولا أعمل ووهبنى الله من الأبناء

سارة بكلية الصيدلية

محمد بكلية الفنون الجميلة

أحمد بكلية الهندسة

محمود فى الصف السادس الابتدائى بمدرسة المدينة المنورة


ماهى ظروف الاعتقال وكيفيته ومشهده؟

فى الساعدة الواحدة صباحا داهمتنا قوة مدججة إثر طرق شديد للباب , وبمجرد فتحنا للباب انتشروا فى أنحاء البيت , وبدأوا فى التفتيش ورفضوا أن يدخل ابنى غرفته للنوم حيث كان امتحانه صبيحة يوم التفتيش حيث ظلوا للساعة الثالثة صباحا يفتشون المنزل..وأثناء التفتيش سمعنا صراخا خارج البيت واكتشفنا أن أخت المهندس إبراهيم حاولت دخول العمارة لأنها تقطن بها فرفضوا دخولها وتصاعد الشجار بينهم إلى أن وصل إلى تشابك بالإيدى حتى استيقظ الجيران وتدخلوا وسمحوا لهم بالدخول

انقلب البيت رأسا على عقب جراء تفتيشهم حتى السيارة لم تسلم من التفتيش , وفى النهاية أخذوا بعض الأوراق الخاصة بالمهندس إبراهيم ومطويات دعوية

ولله الحمد فقد كنا متوقعين حضورهم فأخفينا بعض المتعلقات التى يستولون عليها بمجرد وجودها عندنا مثل الحاسوب المحمول وبعض الهواتف المحمولة وممتلكات أخرى



سكنٌ بلا أمان وغربة فى أوطان

شعورك أثناء وبعد الاعتقال هل يخفف توقعه وطأته؟

نعم انا متوقعة الاعتقال فى أى لحظة وأنا دوما فى انتظار الاعتقال.. فى أى وقت منتظرة طرق الباب

هذا ليس توقعا.. انما هو افتقاد الشعور بالأمان

نعم... فنحن لا ننعم بالأمان نهائيا على مر هذه السنوات..لدرجة من كثرة تجاربهم السيئة فنحن أصبحنا نفزع من جرس الهاتف فى وقت متأخر..وبالنسبة لى فتجارب الاعتقال تركت لدى آثارا نفسيا شديدة


هل مرحلة الاعتقال تتطلب صبر أو تهيئة نفسية واستعداد؟

بالتأكيد...والفرق كبير فمن تستعد وتتهيىء نفسيا تلحظ الفرق

أولا : فى ثبات الزوجة أمامهم وشعورهم بعدم الخوف منهم وفى رد الفعل أثناء التفتيش فعدم هيبة الموقف رغم قسوته بالتأكيد لهم مردود لدى الجهاز الأمنى, وأنا أقف معهم أثناء التفتيش لمنع مهازل كثيرة تحدث ..وكثيرا ما أوجه لهم الحديث بأن يذهبوا للقبض على اللصوص الذين ينهبون البلد بدلا من القبض على شرفائها

وتعتقدين ما رد الفعل حين يلحظون أن أهل المنزل خائفين ؟

حقيقة لم أجرب ولم أكن خائفة فى يوم ولا للحظة

هل تقومين بحساب أيام غياب المهندس إبراهيم؟

لا..لأنى عندى يقين بالله سبحانه وتعالى إنهم ليس هم بآخذيه بل أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون هذه الفترة أن يكون متواجدا هناك...وأحسبها كتوقيت فقط وليس كغياب..وأكيد ما يحدث هو الخير

وأهم شىء الدعاء بأن يجعل لنا الخير من حيث كان ويرضينا به أياً كان



ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج



هل يختلف اعتقال المرة العاشرة عن ذى قبل؟

نعم أشعر أن هذه المرة تختلف فالبغى والظلم أصبحا أشد وهذه المرة نشعر بظلم أكثر..والناس اصبحت تشعر بما نشعر به من ظلم فليس أهالى المعتقلين فقط بل أصبح الأمر يهم معظم الناس , وهذا الشعور يعطينى الأمل بأن الفرج قريب جدا
وبإذن الله ان بعد العسر يسرا

ما التهمة التى وجهت للمهندس إبراهيم هذه المرة؟

وجود أوراق حزب سياسى قائم على أساس دينى وهذا إدعاء كاذب وافتراء وطبعا بالإضافة إلى التهمة التقليدية الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة


هل تستطعين زيارة المهندس إبراهيم فى الحجز؟ أو الاطمئنان على أحواله بأى صورة؟

حاولت الزيارة وفوجئت بكل صفاقة أن أمناء الشرطة يطلبون منى نقودا وقد قال لى أحدهم أن النصف ساعة ب200 جنيه , وهذه المرة نجد أن يطلبون المال بجرأة غريبة وبالنسبة لوضعه هو فطبعا الحجز فى غرفة تحت الأرض شبيهه بالبدروم أقل ما يوصف به غير آدمى ونحن لا نملك له إلا الدعاء بالثبات والصبر


ما سلبيات وإيجابيات مرحلة الاعتقال؟

سلبياتها..افتقاد الأمان للبيت عامة ولنا خاصة
بعض الناس الذى ينظرون إلى الوضع بصورة مختلفة

إيجابيتها : زيادة وعى الناس فالناس من قبل كان تستقى معلوماتها عن الإخوان من الجرائد وقد تصدق كل ما يقال ..ولكن بانتشار الاعتقال وقربنا من الناس أصبحوا يدركون أن ما يحدث ظلم وما تنشره الصحف المأجورة بهتان ولا يمت بأساس من الصحة


هذا بصفة عامة وبالنسبة فى محيط الأسرة؟

فى محيط الأسرة الأمور كانت أكثر وضوحا..

ف سارة ومحمد وأحمد حصلوا على الثانوية العامة وبتفوق وكان والدهم معتقل فقبل الامتحان بشهر يداهمنا الأمن ليسبب لنا ارتباكا وبلبلة لجو الاستقرار الأسرى المُعين للمذاكرة.. وقد كان الاعتقال دافعا لأن يجتهدوا ويتفوقوا لثبت أنهم لم ولن يقهروننا
وسبحان الله فالأولاد كانوا دوما أكثر تفوقا وهو فى المعتقل ليدخلوا على والدهم الفرحة ويقدموا لهم هدية وهى التفوق وليثبتوا للأمن أننا قادرون وناجحون وهذا توفيق من الله سبحانه وتعالى
وبفضل الله رغم غيابه أحاول أن يكون البيت هادئا وينعم بالاستقرار نوعا ما بعيدا عن التوتر والشد العصبى

وهل يتم الاعتقال قبل الامتحانات مباشرة عن عمد؟

بالتأكيد لأن شهر 5 بالنسبة لنا هو شهر الطوارىء فإن مر تنفسنا الصعداء واختيارهم لنهاية شهر 4 أو أول 5 وقبل الامتحانات قصد وعن عمد

هل تملكون رد فعل لفعل الاعتقال أو كيف يمكن تصورك لرد الفعل؟

أنا أتمنى شيئا تصعيد الموضوع إعلاميا لأن النت ليس متاح لكل الناس

للأسف النت هو الوسيلة الإعلامية المتاحة حاليا لنشر وتدويل القضايا لأن التلفاز والصحف عليها رقابة شديدة , فالحرية ما زال ينعم بها النت

نعم للأسف ولكنها أمنية وأصرح بها

وبما أننا تعرضنا للإعلام ما الدور الإعلامى والاجتماعى لزوجة المعتقل؟

الإعلام مهم جدا ..أتمنى عقد مؤتمرات وندوات ليتحدث الأخوات عن تجربتهن ومعاناتهن ليكون هناك تعبئة وفى هذه الأيام توجد هجمة شرسة فلابد من وجود رد فعل لهذه الهجمة



فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية



وكيف يمكن تصعيد دور زوجة المعتقل على جميع الأصعدة؟

التفعيل هام لصف الأخوات ليكون هناك تبادل خبرات وعرض تجارب السابقين
وبثبات السابقين وعرض تجاربهم يثبت من هم على الساحة حاليا , فنحن نسير على هدى السابقين والوحدة هامة جدا

ما موقف عمل المهندس إبراهيم من غيابه واعتقاله؟

شركات البترول للأسف لها وضع أمنى خاص جدا, وبالتالى فهو مضطهد فى عمله
محروم من امتيازات كثيرة وحتى فى الأعمال المسندة إليه
وبالنسبة لغيابه فالأمور تسير وفقا لقوانين العمل

ولكن لا توجد مساندة من العمل؟

إطلاقا..

ما التأثير النفسى والاجتماعى والاقتصادى للاعتقال على الأسرة ؟

نفسيا علينا جميعا وبصفة خاصة الأولاد لأن وجود الأب أيام الامتحانات له قوة دفع
وخاصة أن والدهم متابع لكل صغيرة وكبيرة وخاصة إنه يقوم واجباته العائلية على أكمل وجه

وبالنسبة للاقتصادى فالاعتقال تدمير لاقتصاديات الأسرة وحسبنا الله ونعم الوكيل

والتواصل مع الناس هل تأثر بتجربة الاعتقال؟

بالنسبة للجيران والمعارف فكلهم يعلمون أننا إخوان ويتواصلون معنا ويوم الاعتقال وهو فى قبضة الأمن خرج الناس ليسلموا عليه ويقبّلونه ويدعون له والمهندس إبراهيم ملتحم مع الناس ومتفاعل معهم ويخطب فى المسجد والجميع يعرفونه وعندما يقومون باعتقاله فلن يغير الناس قناعتهم به , والعكس يحدث والشارع المصرى بأكمله أصبح متعاطف ومتكاتف مع الأخوان وناقم على السياسية الأمنية
ودورى كداعية أركزه فى أن أقوم بإعلام من لا يعلم فدورى لا يكون فى محيط الأخوات بل فى محيط عامة الناس لأنهم لابد وأن يعوا ما يحدث لنا وحقيقته

مصارحة الأولاد وبالأخص فى سن صغيرة هل أنتِ معها أم مع إخفائها؟

مع مصارحة الطفل ولو صغير باعتقال والده وبحقيقة ما يحدث وعلى مدار الاعتقالات العشر لم أخف على أولادى أن والدهم معتقل فأنا أرى أنه شرف

دور الأم والزوجة والداعية أيهم أحب إليكِ وإيهم أكثر مسؤولية؟

بالنسبة لأحب دور لى هو الأم بالطبع
وبالنسبة للمسؤولية فبيتى فى المقام الأول وهو أول مسؤولياتى , ولدى مبدأ أننى لو قمت بتربية أولادى تربية صحيحة ليشبوا فى خدمة الإسلام يكفينى أننى أنشأت بيت مسلم..ومع ذلك لا يتنافى هذا مع دورى كداعية


كيف يكون النضال من أجل القضية؟

بأن يقوم كل فرد بدوره فى موقعه
الام..الزوجة...الداعية..
كل شخص له دور ولابد له وأن يقوم به ويعد هذا نضالا من أجل قضيتنا جميعا


حين يغيب قائد البيت هل تستطيع القيادة النسائية أن تدير الآخرين؟

المهندس إبراهيم قائد ولديه مساعد والمساعد على علم بمهام وأعمال القائد وانا الحمد لله مشاركة له فى قيادة البيت وفى الدعوة وفى كل شىء

ما الصفات التى يجب أن تتحلى بها زوجة الاخ النعتقل لتعينه على ابتلائه ولتشعر هى بسلام داخلى

الرضا ..والدعوة لها أهلها والدعوة لكى تستمر وتصل للناس لابد من الصبر والعزيمة وطبعا الإيمان والوعى
وعندما تكون الزوجة على نفس نهج طريق الزوج يكون هناك استقرار وهدوء
ولابد للزوجة أن تتحمل الدعوة مع زوجها وعندما يكون هناك ثبات ووعى بقضيته التى هى قضيتها يطمئن الزوج المعتقل فى محبسه

كيف انعكست الدعوة منهجا وطريقا على حياة المهندس الأسرية ؟

بفضل الدعوة واتحاد الطريق فالحمد لله ننعم بهدوء واستقرار لان هنا وحدة الهدف والطريق

بالنسبة للمهندس إبراهيم كرب أسرة
فهو كأب صديق لأولاده قبل أن يكون أبا

و كزوج؟

صمتت السيدة ليلى لبرهة....
لا أعرف ماذا أقول؟ واغرورقت عيناها بالدموع وقالت فى صوت هادىء وحالم

هو........... مثال

فأقسمت على دموعها ألا تضعف .. وأنهيت حوارى بهذه الكلمة التى تجمع معان وصفات جمة

سارة

وانتقلت إلى سارة وهى الابنة الكبرى للمهندس إبراهيم فتاة مهذبة ورقيقة وحيّيّة عندما تراها تشعر إنها اختك أو ابنتك وكأنك تعرفها من قبل
متفوقة فى دراستها فى كلية الصيدلة وتنجح كل عام بتقدير جيد جدا وتستعد لآداء الامتحان بعد أيام قليلة


هل كنتى مستيقظة أثناء قدومهم لاعتقال والدك؟

نعم كنت مستيقظة ودخل محمد أخى ليعلمنى بقدومهم وأن ألبس لأخرج ليتم تفتيش حجرتى وقد طلبت منهم ألا يعبثوا بأوراقى لأننى كنت رتبتها للمراجعة

هل كنتِ متوقعة اعتقال والدك؟

من الطريف أننا قبل يومين من الاعتقال كنا نمازحه ونقول له يبدو إنهم نسوك أو لا يريدونك لأن مرت أحداث عدة ولم يعتقلوه فما كان إلا أنهم سمعوا مزاحنا وأخذوه
وأثناء نزوله طلبت منه الدعاء حيث أننى على وشك الامتحانات لأننى اعتدت أن أطلب منه الدعاء وكان دوما يتصل بى من عمله ليطمئن علىّ

هل تقومين بزيارته مع والدتك؟

والدى لا يريد مننا الزيارة فهو سيكون سعيد إن لم أزره وقت الامتحانات وسيكون أسعد حين أقول له أننى نجحت وبتقدير كعادتى , وهذا الذى سيدخل عليه السرور وليس الزيارة وإن شاء الله بعد الامتحانات سأذهب إليه لأبشره

أشعر فى حديثك عن الوالد بود شديد وصداقة عميقة تجمع بينكما هل هذا صحيح؟

بالطبع فوالدى صديق لنا ونجلس كثيرا جميعنا لنحكى له ويستمع لنا بكل حب

ما دورك كابنة لبيت يعمل فى دعوة الله سبحانه وتعالى ولاقى ما لاقاه؟

انا الحمد لله لى دورفى أخوات الجامعة و أقوم بدور توعية بكل ما يحدث وهنا اتعامل مع الزهرات لحبى للأطفال

إنما أخوات الجامعة يعرفون أبعاد القضية ولكن بالنسبة لمن لا يعلمون؟

لى صديقات عاديات طبعا كنت أحدثهن عن بابا وعندما علمن تآزرن معى ويسألن عنه باستمرار ويعلمن حقيقة الإخوان والدور الإصلاحى الذى يقومون به


وان قوتلتم لننصرنكم والله يشهد انهم لكاذبون



من المؤكد لابد من وجود دور لأبناء المعتقلين ..كيف يكون ذلك من وجهة نظرك؟

التفوق.......


لأنهم لم يأتوا ليأخذوا بابا إلا ليأثروا علينا نعم نحن تأثرنا نفسيا بغياب بابا ولكن لابد وأن نتفوق لنسعد والدنا ونُفشل مخططهم ورسالتى لكل أبناء المعتقلين هى التفوق ثم التفوق

دعوت لسارة بالتفوق هذا العام كسابقيه



محمود ...


أصغر أبناء المهندس إبراهيم وهو تلميذ بالصف السادس الابتدائى بمدرسة المدينة المنورة
طفل على أعتاب مرحلة الصبا فى عينيه ذكاء وفى لسانه فصاحة وفى شخصه خفة ظل

محمود أنت شفت بابا قبل ما ينزل؟

لا للأسف ما شفتهوش بس كان نفسى أشوفه علشان اقول له يدعى ليا قبل الامتحانات

بابا وقت الامتحانات كا ن بيذاكر معاك؟

أه كان بيذاكر معايا ويراجع لى

وبعد الامتحانات؟

بابا كان بيلعب معايا وكأنه زيى

وانت مفتقد دعواته ..ولا مذاكرته لك ..ولا لعبه معاك؟

كلهم وانا مفتقد حبه و كلامه الحلو ليا كان دايما يقولى كلام حلو أول ما يجى من الشغل لكن دلوقت مش باسمع كلام حلو

ضحكنا جميعا واتهمنا والدته بتقصيرها فى الكلام الحلو


طيب إيه رأيك تسمعه انت دلوقت كلام حلو لأنه محتاجه فى الظروف دى وهو سمعك وقت ما كنت أنت محتاجه ؟

انا بابا ده فى قلبى وكل صلاة بادعى له أن ربنا يخرجه لنا بالسلامة لأن كل الناس محتاجاه وكل الناس عاوزاه لأنه قدوة لنا

وأكتر حاجة بتحبها فى بابا؟

الطيبة وحبه لينا..

وإيه رأيك فى اللى بيحصل للإخوان دلوقت؟ تحب تبقى زى بابا برضه؟

ما أنا أخ فعلا دلوقت...وبابا ده قدوة ليا

وهاقول إيه يعنى لو حصل لى زى ما بيحصل للإخوان غير

حسبنا الله ونعم الوكيل

وأنهيت زيارتى مع حوار قد استمعت به مع أسرة المهندس إبراهيم داعية لهم بالثبات و التوفيق والسداد






ريم المصرى












حوار مع عائلة د. على بركات


بسم الله الرحمن الرحيم
( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)
مما لاشك فيه إن للعلماء فضلا على الناس فهناك من العلماء من يتصدق بوقته وعلمه بل وحريته من أجل إعلاء كلمة حق

وقد كان الدكتور على بركات..........
الأستاذ بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية وأحد قيادات الإخوان
متزوج وله ثلاث أبناء
حسين (ثانوية عامة)
عمر فى المرحلة الإعدادية
سمية فى الصف الخامس الابتدائى

كان علينا أن نلتقَ بنصف الدكتور على الآخر لنتعرف على الزوجة المثابرة او كما يقولون الجندى المجهول فى جلسة بوح بما فى الصدور...

توجهت إلى منزله وكما يقولون (البيت يظهر من عنوانه)
كان الدور الذى تقطن به أسرة الدكتور على يبدو متميزا بلوحاته وزينته وتنسيقه

طرقت الباب فاستقبلتنا ابنته الصغرى(سمية) زهرة جميلة فى العاشرة من عمرها تقطر رقة ووداعة

لفت نظرى لوحة من الفيبرتتصدر الردهة مدونا عليها (الأسرة الصابرة جزاؤها الجنة)

تقليد جميل تتبعه الأسرة وتدون على اللوحة بصفة منتظمة آية قرآنية , حديث شريف,قول مأثور أو حكمة

((وكانت المقولة مناسبة لحال الأسرة))

رحبت بى المهندسة نيفين زوجة الدكتور على ببشاشة وجه وابتسامة جميلة شجعتنى على أن أبدأ معها الحوارفى ظل ظروف متوترة كغياب الدكتور على وامتحانات حسين


المهندسة نيفين...عرفينا بنفسك

أنا خريجة كلية الفنون الجميلة (قسم عمارة) دفعة 89
تزوجت أثناء دراستى وكان الدكتور على أستاذاً لى..وتخرجت ولم أعمل حيث كنت وقتها أنجبت حسين أكبر ابنائى

هل كان الدكتور على رافضاً لمبدأ العمل؟

على كان رافضا لمجال العمل وليس لمبدأ العمل ...فمجال عملى يصعب على أى أنثى بين العمال والسقالات وخلافه

وقد اخترت المجال الأهم والأكثر احتياجاً لى وهو البيت والأولاد..واعتقد ان هذا هو دورى الأساسى

إذن تنازلت عن عملك من أجل دورك كزوجة وأم؟

أعمل بجانب ذلك ..فلدى دار تحفيظ أقوم بإدارتها والإشراف عليها


س.الدكتور على بركات قُبض عليه أثناء توجهه إلى نادى القضاة بالقاهرة للمشاركة مع قضاة مصر من أجل استقلال القضاء
وكان ذلك نابعا من إحساسه بمسؤوليته عن إعلاء كلمة الحق
فهل كنتِ من المؤيدين لسفره الذى كان سببا فى اعتقاله؟أم عارضتِ مخافة عليه عاقبة ذلك؟

ليست هذه اول مرة يسافر فيها على لمساندة أحد أولقضاء أمر أو للعرض فقد كان كثير الأسفار لهذه الشؤون .ولم يكن بداخلى أدنى شك فيما سيحدث

فأنا على يقين من انطلاقه فى طريق نحن نُؤجر عليه إن شاء الله

ولكن من المفارقات العجيبة إنه يطلب منى توصيله .. وهذا مالم يحدث من قبل



لابد للأخ ان يرتبط بزوجة تدرك أبعاد الرسالة الدعوية وتبعاتها كيف تعاملت من هذا المنطلق واذكرى لنا بعض المواقف التى قدمتِ فيها الأخت على الزوجة

ج على إنسان خلوق جدا وقد تزوجنى وكان أخاً ولم أكن اختاً .وكثيرا ما أقول إننى تربيت فى بيت أهلى ولكن تربيتى الحقيقية أتت بعد الزواج
فقد تعلمت على يديه الكثير

خاصة أنك تزوجتِ فى سن صغيرة ومازلتِ طالبة بالجامعةولم تكن شخصيتك النهائية قد تشكلت بعد

ج يعتبر صغير بالنسبة لمتوسط سن الزواج الآن ..وليس صغر السن هو عامل تأثرى ب على
انما يرجع ذلك لحسن خلقه وطبيعته فمكارم الأخلاق فى على تؤثر أى شخص لذا اعتبرته قدوة لى وكان ذلك دافعا لى لكى أكون أختا لأتلمس منه أخلاقه وطباعه..ووجدت نفسى شيئاً فشيئاً أصبح أختاً..ودوما أقول ل على إنه كان يستحق أختا أكبر منى


إذن الدكتور على كان أستاذا لكِ فى الحياة كما كان أستاذا فى الدراسة

بالفعل



س .الدكتور على بركات الأستاذ بكلية الهندسة وزوجته المهندسة..كيف أثرت دراستكما على نهج حياتكما؟
بمعنى..............
كيف أصبحت السنتيمترية مُوظفة لخدمة الدعوة بدقة؟
وكيف يمكن للإنسان أن تكون الدعوة منهج حياة بأكملها؟

ج عندما كنت طالبة وتزوجنا كنت أسأله ما الذى لفت نظرك لى؟

فأجابنى جديتك فى التعامل وخاصة مع المحيطين و..النظام
وعلى من النوع الدقيق جدا كل الأمور تمشى بحيثيات ولابد لها من نظام معين
وقد استشعر اننى مثله من طريقة تعاملى ودراستى لانه كان أستاذى
وقد أدى ذلك إلى حدوث تقارب شديد بيننا.. وبعد زواجنا لم تكن هناك عراقيل لأن نضع بنودا لسير حياتنا

وكيف كل ذلك وُظِفَ لخدمة الدعوة؟

وظفت لخدمة المجتمع والدعوة معاً فما من عمل يخرج من تحت يد على إلا أن يكون على مستوٍ عالٍ من الدقة

س عمل دعوى أو عمل أكاديمى؟

ج كلاهما.. دوما يخرج من تحت يديه ثمرة يستشعر فيها المرء معنى الإخلاص مجمل الدقة و التفانى و الإتقان وتخليص نيته لله سبحانه وتعالى يُكسب العمل مذاقا خاصا بالإضافة إلى أخلاقيات على



كان الدكتور على أحد قادة المطالبة باستقلال الجامعات..وله مشاركة فعالة لرفع الحراسة عن نادى المهندسين. ومن تاريخ الدكتور على يتبين أنه الأخ الباحث دائما عن الاستقلال
فهل يؤمن الدكتور على باستقلالية الزوجة أم يعتبرها تابعا للزوج؟

ج العكس تماما على من أشد الناس حرصا على استقلالية الزوجة من خلال مواقف كثيرة

هل ممكن أن تذكرى لنا بعض المواقف؟

ج أقرب مثال لو أمر مالى والمال خاص بى وأحببت أن أشركه في اتخاذ القرار فيجيبنى ان لابد أن يكون القرار فى هذا الأمر راجعا لى

ومن حيث القرارات المشتركة فالشورى موجودة بيننا ...ولو حدث أن أخطأ فى قرار ما... فمن الطبيعى جدا أن يتراجع ويعتذر

س0 تمر بالزوجة مواقف صعبة حين يكون الزوج بعيدا فتتولى مسؤولية الأب والأم معا حدثينا عن بعض تلك المواقف

ج ربنا ينظم الأمور بصورة تدريجية.. فمن قبل موضوع الأعتقال وعلى أصبح يُقدمنى فى أمور لم أتقبل القيام بها فى البداية كمتابعة أى شىء فى البيت يحتاج لصيانة وكنت أُحدث نفسى لماذا لم يقم بها هو ويُريحنى!
ولكنه كان يؤهلنى لتحمل المسؤولية وتدبر الأمور وهذا من تدبير الله سبحانه وتعالى..فقبل الابتلاء لابد أن يهىء عبده لتحمله
لذا فشعورى بتحمل بالمسؤولية كلها لا يثقلنى أو يرهقنى والأمر بالنسبة لى طبيعى جدا
كما أن الأولاد يساعدوننى فى ذلك ويدعموننى ويحملونها معى


العلاقة بين الدكتور على وابنائه كيف هى وخاصة ان لكم اولاد فى سن الصبا والشباب فهل بفتقدون الأب الصديق أم يحاولون أن يحلوا محل (رجل البيت)

علىّ على المستوى الإنسانى وكأب حنون جدا جدا ويحب أولاده بدرجة غير طبيعية وفى بعض الأحيان (أفرمله)
فمن الصعب أن ينام ومازال أحدا من الأولاد مستيقظا..فلابد أن يطمئن عليهم نائمين وتحت غطائهم

ومن المؤكد أنهم يفتقدونه الآن..أم كيف يتعاملون مع الموقف؟

من قبل اعتقاله وعلى يربى الأولاد على تحمل المسؤولية خاصة حسين فقد أعطى الله سبحانه وتعالى له منحة اعتقاله أثناء انتخابات مجلس الشعب.. وكنت قلقة جدا لأنه يعانى من أزمة صدرية ويحتاج للأدوية
اما والده فكان مطمئنا عليه ويقول لى هو فى معية الله
وقد ربى حسين وعمر على أن يكونا رجالا



اشترك الدكتور على فى تظاهرة مع الطلبة فى حين ان السائد أن يمنع الأستاذ طلبته بدلا من أن يلتحم معهم...فكيف كانت علاقة الدكتور على بطلبته ؟ وهل هم على علاقة بكم الآن؟

ج هو كشخصية أستاذ يلتحم جدا مع طلبته وانا كنت تلميذته وعاصرت ذلك ..وبعد زواجنا كان كثيرا ما يتنازل عن أوقات راحته ليذهب إلى (السكاشن) المعروف انها مهمة المعيدين وذلك من أجل طلبته
المشروع ..كان أيضا يشرف عليه وكان من النوع الذى يتابع كل صغيرة وكبيرة
وسوف أذكر موقفا أثر فى جدا
أثناء يوم زيارتنا ل على وجدت شابين معنا وكانوا فى المعتقل معه وخرجوا لآداء الامتحانات وهما من خارج الإسكندرية وقد حضرا خصيصا لكى يسلما عليه وكانا يمطراه بقبلاتهما فى كل مكان 0
وقالا لى الدكتور على أكثر من أب
ومازال البعض من طلبته يسألون علينا ويوم وقفة الجامعات كانا كثير من طلبته يساندوننا

(بالنار يختبر الذهب)
ما موقف الأصدقاء والجيران من اعتقال الدكتورعلى؟

ج كل من يعرف على يحبه جدا لأنه شخصية مؤثرة فى كل الناس وردود أفعال الناس تتراوح ما بين إيجابى وسلبى

وكل جيرانى يسألوننا أى طلب لإجابته حتى غير الملتزم منه نسمع دعواته وتأييده..و هذه المواقف تؤثر فينا وتؤكد لى أننا على الحق

وأكبر مثال لذلك سؤالنا للجهة التى المفروض أن تكون من المعارضين مثل زملاء على المسيحين كانوا يحبونه جدا ويشهدون له بكل خير

أما ردود الأفعال السلبية أن بعض من المعارف خشى أن ينضم معنا فى التظاهرة التى عبرنا عن اعتراضنا على اعتقاله


علمنا أن للدكتور على ظروفا صحية خاصة فهل تُراعَ فى المعتقل؟

باالنسبة للأدوية نجح المحامون جزاهم الله خيرا أن يقوموا بإدخالها له بعد 10 ساعات
ومرفق فى أوراقه الخاصه التقرير الطبى لحالته لكى يُراعَ
ولكن أعتقد مسأله نظامه الغذائى الخاص به لا تُراعى


ما وقع تجديد الحبس للدكتور على عليكم جميعا ؟

ج لم أفكر كثيرا فى حتمية التجديد أم لا انما كنت اتمنى أن يكون موجودا معنا لمساندة حسين أثناء امتحاناته


ما النصيحة التى توجهينها لكل زوجة تفتقد زوجها ؟وكيف تتعامل مع واقع الاعتقال؟ وكيف تشرح ذلك لأولادها؟


ج سوف ابدأ من كيفية شرح واقع الاعتقال لأولادها لأن هناك كثيرا من الأمهات الذين يخفون الأمر عن أولادهم
وأقول ان هذا الأمر شرف لنا جميعا ودرجة سوف يرفعنا بها الله سبحانه وتعالى فى الجنة فلابد أن نتعامل مع الأمر بشىء من الفخر
فقد جمعت أولادى وشرحت لهم منذ اول يوم ما حدث والمفروض ان نتكاتف لأن العبء سيكون أكبر ولابد ان نعرف انه أمتحان من الله سبحانه وتعالى

ومن عدة أيام وجدت سمية تبكى لانها تفتقد والدها فقلت لها انتِ بذلك سوف تنقصى من أجرنا فاثبتى لأن بذلك سوف يكون هو فى درجة أعلى ونحن فى درجة أقل فعلينا أن نصبر لننال هذه الدرجة
(ألا ان سلعة الله غالية ألا ان سلعة الله هى الجنة )

بالنسبة لتعاملى مع واقع الاعتقال..

من فضل الله علينا أن الاخوة والاخوات لا يتركونا وهذا يخفف كثيرا من وطء الاعتقال
والأخت عندما تكون مستشعرة الأجر ومعانى الإيمان يهون عليها كل شىء
ولكى نجد لنا مكان فى الجنة فلابد من دفع ثمن ذلك
فكل من اعتقلوا أدوا دورهم فأين دورى أنا ؟وموقعى من هذه الرسالة
فلابد ان استخدم كل الامكانات لكى أوجد لنفسى مكانا

النصيحة التى أقدمها لكل زوجة تمر بظروف اعتقال زوجها
#الصبر
#السداد
لأن هناك من تصبر ولكن لاتحسن التصرف
فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنى الصبر والسداد فى كل قول وفعل
ولعل كل ما عملناه من أعمال ليست هى السبيل إلى الجنه ولكن دخولنا للجنة بفضل صبرنا الآن


فى النهاية نشكر المنهدسة نيفين لاستضافتها لنا و للفائدة العظيمة التى خلصنا بها من هذا اللقاء

داعين الله عز وجل أن يرد لها الدكتور على قريبا .. ويرزقها بالصبر والسداد والثبات إنه سميعٌ مجيب

وكان لابد أن نلتق مع احد ابناء الدكتور على ولتكن أصغر اولاده وهى الرقيقة سميه

عندما تراها تشعر إنها طفلة فى برائتها ورقتها ولكن عندما ضايفتنى بنفسها وألحت على فى تناول المزيد من الحلوى
أحسست إنها تملك عقلا لا يتناسب وسنها الصغيرة فكانت تتصرف من منطلق مسؤوليتها عن هذا البيت

سمية فى مدرسة المدينة المنورة بنات نجحت فى الصف الرابع وكان ترتيبها الثانية على المدرسة

هل كان اعتقال بابا دافعا لتفوقك؟

الحمد لله انا دائما من المتفوقات ..وبرغم افتقادى لبابا وكنت كثيرا أن يكون بجانبى أوقات الامتحانات ليؤازرنى ..الا ان اعتقاله كان دافعا لأن أفعل أى شىء لأسعده وليكن نجاحى خبرا يدخل على قلبه السرور..وكانت ماما تحثنى على ذلك دائما

هل كان صديقاتك ومدرساتك فى المدرسة يعرفون أمر اعتقال بابا؟

لى صديقة كانت تعلم والباقى لا يعلمن ولا أدر هل مدرساتى يعلمن أم لا ولكن كانت الأمور تسير كما كانت من قبل ولم أجد داعٍ لأن أقول


هل مرت عليكِ لحظات أحسستى فيها بوحشة غياب بابا عنك؟

بابا حنون جداا وطبيعى أن نفتقده ..ومنذ عدة أيام كنت أبكى بمفردى لانه وحشنى جدا ولكن ماما قالت لى اننا بهذا الأمر سوف انتقص أجرى ولا أكون معه فى درجة الجنة..فصبرت حتى لا افترق عنه فى الجنة

ما الكلمة التى تحبى ان تقوليها لكل بنت فى سنك وتمر بظروف تفتقد فيها والدها

ماما كانت تقول لى كثيرا اننا مهما دفعنا من ثمن فالجنة تستحق أكثر بكثير مما ندفعه

متى أخر مرة زرت بابا؟

ماما عندما كانت تزوره كانت تأتى لى برسالة شفهية أو مكتوبة تعبر عن حبه لنا وذهبت مع ماما

منذ أسبوعين وكنت بحاجة لأن يحتضتنى بقوة ويضمنى إلى صدره كما كان يفعل دائما


قريبا إن شاء الله سيخرج ليضمكم جميعا لصدره

فى بيت يظلله الحب والمودة بين أفراده نتركهم سائلين الله عز وجل أن يثبتهم ويؤجرهم ويرد لهم الدكتور على قريبا إنه سميعٌ مجيب


ريم المصرى


الجمعة، 21 أغسطس 2009

ياليت...



يا ليت قلبى حجارة ألقيتها...


يا عمرى لحظة أفنيتها..


يا ليت مشاعرى نفس قتلتها..


يا ليت إحساسي ورقة مزقتها..


فما الحب إلا أكذوبة صدقتها..




وأصبحت الوعود رمادا ذرته الرياح...


فأضحى القلب قتيلا أصابته الرماح..


وأمسى همس الشفاه نواح..


وصارت نظرة حانية وجها يشاح..


وباتت أعين ساهرة فأدماها دمع مباح..




فلم؟؟؟؟؟


فلم صار أقصى الأمانى المنون؟


ولم صار دمع الفراق دمعاً هتون؟


ولم صار ذكرى الحب الجميل ذكرى شجون؟


ولم هجر طير الحما وسكن عشه الظنون؟


ولم تساقط ثمر المودة ولم يبق غير العرجون؟




فيا قلبي جرحك لن يندمل...


ويا عقلى كف عن الأمل..


ويا عمرى ضاعت أيامك في شقاق ظلوم وذلل..


ويا جسدى أضنتك الهموم والعلل..


ويا عينيى لا تبك علّى.. فمن الحب ما قتل ..





فحنانيك يا سوط زمان ضن فيه الوفاء...


فما أنا إلا امراة وهبت نفسها لمن تحب فداء..

و أهدت قلبها فقُتل ولم تتلق فيه العزاء..


لحبيب لم تضن عليه بروحها فهجر وساء..


وبكت عيناى وقلبى بالدماء..


وما بكت عليه الأرض ولا السماء...

هى؟؟؟؟؟


…..تطل برأسها

فى كل يوم….فى كل حين

من كل بهو ….من كل ثغرة

وفى كل مرة

تطل برأسها القبيح

كأفعى لها فحيح

بل ليت لها الفحيح

فلا صوت ولا سمت

ولا لغة إلا الصمت

أنتظرها أو لا أنتظرها فتأتينى فى كل وقت

كانتظار المحتضر لملك الموت

أكرهها…..

أمقتها…..

أتمني أن أسحقها

ولكنها أبدا لا تموت

بل…..

ستودى بى إلى التابوت

ولكن….أين مفرى؟؟؟؟ولا أملك إلا السكوت

فاغربى عن وجهى أيتها الحقيرة

ولتلقى بسمومك فى الخلاء أو الحظيرة

ولا ترينى وجهك فى المساء أو الظهيرة

وأغرب أنا عن وجهها…..

أجوب فى شوارع المدن ودروبها

لعلى أتوه عنها أو تتوه عنى

ولكن…

أعود لأجدها فى لهفة تنتظرنى

كلهفة الأم على عودة ابنتها

بل……

لهفة اللبؤة لافتراس ضحيتها

وفى قسوة تعتصرنى

ويمر اليوم….ويحين النوم

وتلازمنى

فى غفوتى ويقظتى

ترى…

أهى عدوتى؟؟؟؟

أم غدت رفيقتى وصديقتى

سئمت منك

وتعودت عليك

فلا مفر إلا إليك

ولامسكن إلا لديك

وها أنا عدت إليك

أيتها الوحدة الشرسة

أرجوك يا حبيبى..



أرجوك ….. يا حبيبى

لا تطوق هذا الحبل حول جيدى

لا تقطع بتلك المدية وريدى

لا تحجب الشمس التى تنير طريقى

لا تغل يدك وابسطها لحب غريق


أرجوك…..ياحبيبى

اقذف بعيدا بتلك الحجارة

لا تبن بها جدارا

لا تنزع الأشواك وتلق الثمارا

لا تهجر العمران وتقطن القفارا

لا تجعل حبنا هشيما يعصف به إعصارا


أرجوك…..يا حبيبى

لا تكن داء بل دواء

لا تجعل حبنا نيزكاً بل نجما فى السماء

لا تسق حبنا دمعاً بل عطفاً وهواء

لا تهدم بيدك سعادة وتبن باخرى شقاء

لا تهجر قلباً أحبك فتجف فيه الدماء

لا تمح ذكريات أحيا بها فتكون زبدا و تذهب جفاء

لا تقتل حبا بريئا وتتلق فيه العزاء


أرجوك…..يا حبيبى

كن لى فى حبك كزهرة تنشر الرحيق

كن كطير فى السماء يجوب ولا يضل الطريق

كن صدراً حنونا أحتمى فيه من زمن صفيق

كن لى محباً فى حاضرك كماضيك


أرجوك……يا حبيبى

كن لى حبيبا…..كن لى صديقا……كن لى رفيقا

أحبك...


مثلما تحتضن السماء نجومها

مثلما تحتضن الأشجار ثمارها

..مثلما تحتضن الآم وليدها

مثلما تحتضن الأزهار عبيرها

فهكذا……

يحتضن قلبى حبك

ويسير مع دمى اسمك

وتنبض كل نبضة من نبضات قلبى

أحبك…أحبك

تحسها يداى

وتفضحنى عيناى

فتنطقها شفتاى

فهذا الحب الذى..

تغلغل فى كيانى

واهتز له وجدانى

وملا علىِ ساعاتى وأيامى

ورافقنى فى يقظتى وأحلامي

ولا أدرى!!!

أهودوائى ؟ أم مصدر الآمى؟

أفيه شقوتى؟أم سعادتى وسلامى؟

فصورتك فى مخيلتى وأمامي

وصوتك يغرد فى آذانى

أصبحت أنت

أمسى وغدى وحاضرى وزمانى

فبك استغنى عن كل الآنام

وفى حبك أرى غايتى ومرامى

وبقربك اشعر بأنني فى الجنان

وأحلق معك فى السماء العنان

وتهمس روحى كما ينطق لسانى

أحبك

ما حييت..

**مرت الثوانى وكأنها الساعات

مرت الدقائق وكأنها الأيام

مرت الساعات وكأنها السنون

مرت الأيام وكأنها القرون

وجفا عيني النوم…

وعلى من ألقى اللوم؟؟

على قلبى!

أم على قسوتك!!

أم على قسوة الدهر!!!

ما أقسى فراق الروح عن الجسد

وما آلم عنقى وحوله هذا المسد

فقد نثرت دموعى مع رياح العدم

وبح صوتى من نبرة الألم

أحس جسدى بآلام الهرم

وما زلت أقول وما كلَ القلم

أحبك

طال الفراق.. وهان عليك

وما بال شوقى يزداد إليك؟؟

إلى نظرة آنية فى عينيك

إلى لمسة حانية من يديك

إلى حضن دافئ بين ذراعيك

فيا لحماقة قلبى….ويا لهفى عليك

أن أظل أردد ..أرسل إليك

أقول ..أحبك

وسأظل أحبك

ما حييت

عشقٌ


**أعشق هذا الليل

أعشق ذاك القمر

أعشق هذا السكون

لأستريح من ضجيج البشر

أفتح نافذتى لأطل منها

على السماء….

فها هى تتلألأ بالنجوم

تخلو من الغيوم

وهاهى الارض تمتلىء بالهموم

فى السماء كان آدم فى جنة

وفى الأرض صار فى غمة

أغمض عينى وأسرح

وأترك نفسى تمرح

وأراها فى جنة تخلو من البشر

من الكراهية والضجر

من الدماء والعداء

بل فيها النقاء والصفاء

وأسهر حتى السحر

وحتى يغيب القمر

وأفتح عينى

لأجد الفجر قد بثق

وأجد البشر قد لاحوا

فأقفل النافذة

وأذهب إلى فراشى

لأغمض عينى

ثانية…

وأحلم
.

غرقى




**يتصارع

يتدفق

يتجدد

ولا يتبدد

الحزن بقلبى

ويشق صدرى

و ينسل خارجا

متلصصا..

ليرتسم على وجهى

ويقبع فى مقلتاى

وتهجر شفتاى

الابتسامة الزائفة

التى كنت أرسمها

على وجهى

البائس

اليائس

العابس

أشعر بالشيب يزحف لراسى

أشعر بالهرم يدغدغ جسدى

أشعر بالمرارة تسكن حلقى

لما آراه حولى

هل كتب علينا ان نكترع الثمالة حتى الثمالة؟؟؟

هل كتب علينا ان نرتشف العذاب رشفات بعد رشفات؟؟

ان تنزف دماءنا قطرات قطرات

ان تسيل دموعنا رغما عنا

وتصير بحورا تغرقنا

نسبح فيها

عُزلا

عرايا

محملين بالخطايا

مثقلى الكواهل

ضالى المناهل

فنلتفت حولنا

لنلقى حملنا

ولا نستطيع

ولا نجد عونا لنا

بل تزداد أثقالنا

ونبحث ثانية

عمن يعولنا!!

ووسط أحزاننا

نجد يدا قد امتدت لنا

فنسرع

فلعلها نجدتنا أو ملاذنا

ونسبح

ونسبح

ونجد اليد التى امتدت لنا

تشدنا وتشدنا

وتغوص بنا

وتتركنا

نحو القاع

وتغرقنا

ونصرخ

ونصرخ

هل من منقذ لنا؟؟؟؟؟

ولا نجد

إلا….

أصداء أصواتنا

الخميس، 20 أغسطس 2009

أعدلُ ما نحن فيه ؟!


تمر علينا أحايين كثيرة..
حين نحيط حياتنا بنظرة شاملة
فنجد أنها قد تغيرت تماماً..
وتغيرت معها نظرتنا للمستقبل..
وتغير معها الهدف..
وبالتالى تغيرت خطتنا نحو الهدف...
فنقف وقفة ...
أو نتأمل لحظة
أهو عدل ما نحن فيه؟؟
ونتغافل بعض الأسباب
ونفىء إلى الله سريعا
ونحمده..
فلعل عدم بلوغنا إلى هذه الأهداف رحمة بنا
و نتصنع السعادة بأقدارنا...
هكذا دوما أقول...
تصنع المراد من صفة أو فضيلة يجعلك تبلغه
فمثلما الحلم بالتحلم..
والصبر بالتصبر
فالسعادة إن شاء الله تكون بافتعالها..
ونتيقن أنه العدل الذى لا يجور...
ورحمته وكرمه قد سبقا عدله..
إن حِلّك وارتحالك..صحتك ومالك..
متغيرات، وليست ثوابت
إن إيمانك بالقضاء والقدر
من الثوابت
وهدفك الأعلى من الثوابت
ولكن الوسيلة إليه هى المتغير
وحين تتسلح الوسيلة بالإيمان
فثق أنها ستبلغ الهدف مهما كانت المتغيرات
من رحمة الله
أن للجنة أبواب عدة وطرق مختلفة
وللهدف وسائل كثيرة
وللنجاح نكهات مختلفة
قد يظل الهدف معلقاً
لحكمة يعلمها سبحانه
وقد تتغير كل متغيراتك فى الحياة
تفقد عزيزاً..تترك وطنك..تعتل صحتك..تخسر مالك
وبالتالى ..وسيلتك قد أعيقت..وهدفك لن يتحقق
عندها تشبث بثوابتك، وعض عليها النواجذ
فلحكمة لن تدركها ، ولعلم لا تطلّع عليه
يظل ما أنت فيه هو الخير لأنه العدل

نتأمل القصص القرآنى..
فى سورة الكهف...
إذ تجلت حكمته سبحانه وتعالى
في
خرق السفينة...
وقتل الغلام....
وبناء الجدار....
وفى مواضع أخرى تظل حكمته خافية علينا لنعلمها بعد حين... أو لا نعلمها
كما لم يعلمها من قبلنا...
حتى.....
عاد رجع موسى إلى أمه...

واجتمع شمل يوسف وأسرته...

قرأت القصة التالية ورغم عدم ثبوت صحتها إلا أن المعنى فيها يجعلنا نعتبرها ولو من القصص الهادفة وقط...

روى أن امرأة دخلت على داود عليه السلام

قالت:يا نبى الله

أربك...!!! ظالم أم عادل ؟؟

فقال داود: ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور

ثم قال لها: ما قصتك؟

قالت: أنا أرملة عندى ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي

فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء

و أردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه، وأبلّغ به أطفالي

فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ.. و أخذ الخرقة و الغزل و ذهب،
و بقيت حزينة لاأملك شيئاً أبلّغ به أطفالي.

فبينما المرأة مع داود عليه السلام فى الكلام

إذا بالباب يطرق على داود.. فأذن له بالدخول

وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده : مائة دينار

فقالوا يا نبي الله أعطها لمستحقها

فقال لهم داود عليه السلام: ما كان سبب حملكم هذا المال

قالوا يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح وأشرفنا على الغرق

فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء وفيها غزل.....فسددنا به عين المركب..

فهانت علينا الريح وانسد العيب

ونذرنا لله أن يتصدق كل واحد منا بمائة دينار

وهذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت

فالتفت داود عليه السلام إلى المرأة وقال لها:

ربك يتجرلك فى البر والبحر وتجعلينه ظالما؟؟؟

وأعطاها الألف دينار وقال:انفقيها على أطفالك

سبحانك يا رب..

لا علم لنا إلا ما علمتنا...

أنت العليم ونحن الجهلاء

وأنت الحكيم ونحن السفهاء

حقاً وصدقاً
إنه العدل
ويسبق عدله
الرحمة والكرم

وإن جهلت عقولنا..وغشيت قلوبنا..وعميت أبصارنا

بولوتيكا ساخرة ووأد الحلم قبل أن يخرج للواقع فى (ظاظا)



شاهدت هذا الفيلم منذ فترة وما دعانى إلى نشرالمقال هو المقام الذى سوف يتكرر الفترة القادمة



فالفيلم ليس حديثاُ ولا يعرض حاليا بدور العرض ، ولم يحظ بكتابة نقدية حوله بالرغم من أنه يستحق نظرا لموضوعه الشائك فى بلد يؤمن بالحديث عن الديمقراطية وليس أكثر



الفيلم تدور أحداثه حول انتخابات الرئاسة الجمهورية التى تضطر مصر لإجرائها بشكل صورى تحت ضغط المطالبة بأجندة التغيير



ف ظاظا مواطن بسيط من أبناء الشعب الذين يعيشون على الأحلام يهرب من واقع الأزمات إلى أحلام يغوص بها ؛ لينسى همومه


وأرض أحلامه هى (الكوز) الذى يملأه بالماء ويتخيل أنه "فخفخينا" و يغرق فيه متناسيا الواقع بهمومه وفشله فى تحقيق أحلامه به ويعمم ذلك فى حياته مؤثرا الهروب والعيش فى الخيال بتطبيق نظرية الكوز، فالحلم والوهم سواء ,وقد أصبحا سبيل الشباب للهروب من حجيم الواقع



وتدور انتخابات الرئاسة الجمهورية ومرشح الرئاسة الوحيد هو الرئيس الحالى( كمال الشناوى) ولتكملة الصورة الديمقراطية يدور البحث حول مرشحين للتنافس الصورى ؛ وذلك بضغط من أمريكا كما يتضح من زيارة وزيرة الخارجية والسفير الأمريكى، وتهديده بفتح ملف الإصلاح ؛ فيتم الإيقاع بظاظا بعد محاولات لترشيحه كمنافش شكلى للرئيس الحالى حيث رفض فى البداية ترشيح نفسه معددا الحوداث والفضائح التى حدتثت لمن تجرأ ؛ ولكن بالضغط عليه يقبل الترشيح ؛ ليكون عجينة لينة وصورة للمنافس الضعيف أو مسخ لا يعرف شيئا عن السياسة



ولكن كان الاختيار يدل على أن الخبرة السياسية ليست هى الفيصل ومعيار الأفضلية ؛ ولكن هناك معايير أخرى فى مقدمتها شعور ظاظا بالشعب، وحبه للوطن، ورغبته الحقيقية فى التغيير



كان مشهد المناظرة بين كمال الشناوى الرئيس الحالى وظاظا الرئيس المنتخب بسيطا وعميقا، واستحوذ من خلاله على مشاعر الشعب البسيط، وبينما كان رمز كمال الشناوى الحمامة كان رمز ظاظا هو الكوز "الحلم" الذى يعبر عن آمال شعب بأكمله... فعبرعن أحلام كل مصرى فى كلمات بسيطة وقليلة فاقت خطبة كمال الشناوى "الرئيس الحالى"



وينجح ظاظا ليحمل أحلام الشعب البسيط على عاتقه ليحولها إلى واقع..ولم تمكنه أمريكا فكبلته بمواثيق وعقود قد ارتبط معها من كان قبله



وفى زيارة للسفير الأمريكى له يطلب منه تسهيلات عسكرية لضرب دولة عربية مجاورة لأن رئيسها (دماغه ناشف)، وفى المقابل تقديم معونات لمصر فيرفض ظاظا الخضوع، ويقرر أنه لابد من امتلاك مصر لسلاح نووى يحميها من الآخرين



فيسافر لعقد صفقة شراء أسلحة وحين يعلن لشعبه فى أول حديث شعبى عن امتلاك مصر للقوة التى تمكنها من رفض الذل تأتيه رصاصات غادرة بإيعاز من أمريكا



وهنا يظهر وجه أمريكا المزدوج الذى يطالب بالتغيير، ولكن التغيير المشروط كما تريده هى، ودعم المرشح الذى تضمن ولاءه ،وفى نفس الوقت تصدر الإرهاب الذى يقضى على بارقة أمل فى الاستقلالية والتغيير



سقط ظاظا مضرجًا فى دمائه والتف حوله الشعب البسيط مساعدا إياه لينهض ويقف بينما كانت الحكومة جالسة فى مقاعدها الوثيرة ،وهنا أراد المخرج أن يقول لنا ان الشعب لن يتخلى عن من يقف بجانبه



كان ال"master seen " للفيلم هو المشهد الأخير حيث كان بالغ الروعة، بينما كان ابن ظاظا يُولد وهو يمثل الأمل كان ظاظا فى مشهد الرحيل وهو يمثل الواقع، وهنا أراد القيلم أن يقول ان التغيير لابد له من ضحايا، وقد يُولد الأمل غدا على جثة مناضل اليوم




الفيلم مليء بالإسقاطات السياسية الواضحة وبالرغم من بعض الرسائل السلبية التى توحى بصعوبة التغيير بزعم تكبيلنا بمواثيق أراد ظاظا الفكاك منها من الأفضل تجاهلها وعدم الحديث عنها حتى تظل الرسائل الإيجابية عالقة بالأذهان لتكون عجلة دفع لإرادة الشعب




السيد راضى كان واضحا إنه يمثل دور زكريا عزمى وقد كان الريس يناديه بإدريس كناية عن اسم الخادم



المذيعة العميلة لأمريكا رمز للإعلام المصرى الذى توجهه أصابع أمريكية صهيونية



انتهاكات وزارة الداخلية كانت واضحة من خلال عدة مواقف



فبركة المداخلات التى تمت أثناء لقاء وزير الداخلية على الهواء مع المذيعة



اغتيال المرشحين الذين تقدموا من قبل للرئاسة



الموسيقى التصويرية لمحمود طلعت كان مناسبة



أغنية النهاية لمدحت صالح كانت بالغة التعبير والجمال



النشيد الوطنى الذى طالب به ظاظا حين كان رئيساً ساخراً ومعبراً عن الحال



تترات الفيلم الكارتونية جريئة، و تحكى قصة واقعنا السياسى



طارق عبد الجليل المؤلف قدم لنا كوميديا سوداء تحاكى أحلام الشعب المقهور



انتاج هانى جرجس فوزى كان سخياً



اعتدنا من المخرج على عبد الخالق تقديم أفلاما لها عمق سياسى وتطرح قضايا تمس واقع المجتمع المصرى


فأخرج لنا سيمفونية مستخدما كل مقومات فرقته الموسيقية من نص وفنانين وانتاج وموسيقى وتصوير



هانى رمزى البطل كان جيداُ ولولا الإفيهات الخارجة، وبعض المشاهد غير اللائقة بالفيلم التى لن يؤثر حذفها فى السياق الدرامى، لكان ظاظا فيلما تستطيع الأسرة المصرية أن تشاهده دون حرج



فيا ليت تتوفر لدينا سينما هادفة تستطيع كل أسرة مصرية ملتزمة أن تشاهدها مستمتعة دون خجل

ومن حكومة النهب .. لثقافة النصب

لا شك أن طيلة الحقبة الماضية لم تطل علينا السينما بثقافة إيجابية تتناولها و تُرسخ لها فى الأذهان بل والأعماق

فمن ثقافة الفقر التى كانت تتناولها السينما المصرية فتبرمج المشاهد بموجبها بحيث يبقى فقيرا للأبد فلا تمرد ولا عصيان على الأوضاع.. معددة له حسنات الفقر والمخاوف والمحاذير التى من الممكن أن يقع فيها إذا تمرد على مسببات فقره وخرج من شرنقته

ومن ثقافة العنف والجريمة إلى ثقافة الجنس كانت تتنوع السينما المصرية إلى الثقافة الميكافيللية فيخرج علينا البطل الطامح للعلا بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة

وبالرغم من فساد تلك الثقافات بداية من ثقافة الفقر الذى عدته السينما نعمة وتمنى سيدنا على بن أبى طالب أن يتجسد له رجلا فيقتله ولكن كانت السينما بنظرة أعمق تجسد لنا الإنسان الفقير سعيدا حتى ندعو للحكومة بالرخاء لتدِم علينا الفقر

وإلى هنا ربما كان هناك ولو إيجابية بسيطة وراء الحيلة التى انطلت على بسطاء الوطن ألا وهى الرضا بالمقسوم من شظف العيش وإن لم يحاولوا تغيير أسبابه فتقدم لنا السم فى العسل


لا أدعِ انتظار مبادىء أو قيمة تقدم من خلال هذا الإعلام الموجه ولكن على الأقل العشر دقائق التى كانت تتوسط الفيلم أو تنهيه فيأتى البطل لنا بحكمة نافذة ..أو يصحو ضميره فيندم على ساعة ونصف من المهزلة الأخلاقية التى تجرعها المشاهد

إما وأن تطل علينا السينما هذا العام بثقافة النصب وتأصّلها وتعمقها فى نفوس الناس حتى يألف الناس مصطلح النصب بل ويتغير مفهومه ومضمونه من خلال فيلمين شاهدتهما

وكما قيل دوما أن السينما ليست إلا محاكاة للواقع وكان هذا هو واقع الحال ومن قبله واقع الوزارة التى أطلت علينا بهذه الثقافة وواقع الحكومة التى ضمتها

ولم لا تُدعم وترسخ الحكومة قيمة النصب وهى من تمارسها على أبنائها, فتقول أن النهب ليس حراما, والنصب أصبح فضيلة فليسع كل مواطن إلى أخذ الدورات المكثقة فى تعلم النصب

ولا عجب فى أن نر بعد ذلك إعلانات فى الصحف عن المعاهد التعليمية التى تمنح الدارس دبلومة النصب والمراكز التى تؤهلك لدورة النهب



فيلم (الشبح) لعمرو عرفة وبطولة أحمد عز وفيلم (كده رضا) لأحمد نادر جلال وبطولة أحمد حلمى


فالفيلم الأول(الشبح) تنتهى أزمة البطل فيه بتكتيك عالى لينصب مبلغ 10 مليون جنيه عن طريق الخداع وينتهى الفيلم والبطل وأصدقاؤه يحلمون بتوزيع الثروة التى جاءت لترسم السعادة على الوجوه بعد عناء والبسمة على الشفاة بعد شقاء

أتصور أن الفيلم كان من الممكن أن ينتهى دون تنفيذ عملية النصب أو تراجع البطل عنها ولن يخل حذفه بالعمل الدرامى حيث أن الفيلم بوليسيا ويعتمد على كشف لغز منذ بدايته

ولكنها القيمة التى أردات السينما أن تقدمها وهى أن لن تنجح أو تصبح غنيا إلا من خلال عملية نصب ..وهنا لا قيمة للعمل ولا للأخلاق ولا لأى قيمة

أما الفيلم الثانى (كده رضا) فلن يختلف كثيرا عن الأول فالبطل الذى يجسد ثلاث شخصيات يعتمد فى عمله على النصب ولا شىء إلا النصب

فالفيلم يدور حول عمليات النصب الذى يقوم بها الشخصيات الثلاثة فى رغبة قوية لإقناع وإضحاك المشاهد
وهنا ولا زلت أنتظر أن يفيق أحد الشخصيات التى يجسدها نفس البطل ليتمرد على عمله ويزاول عملا شريفا

ولكن تتصاعد أحداث الفيلم وتتصاعد معه طرق النصب حتى يخسر البطل كل ما كسبه نصبا من خلال عملية نصب أيضا


وهنا وكان من الممكن أن ينته الفيلم برسالة جيدة ولكن فى آخر عشر دقائق تأتى الرساله بعملية نصب كانت مفاجأة لباقى الشخصيات فيهللون ويبتهلون وكأنها جائزة السماء

وينتهى الفيلم وسط سعادة الجميع وتصفيق الجمهور وحزنى الدفين على الجمهورالذى كان معظمه من الشباب فترسخ لديه رسالة بألا تحزن فربما يمن عليك الله بعملية نصب كبيرة فلا تعمل ولا تدرس ولا حتى تحلم حلماً شريفاً فلربما يخرج حلمك للواقع

فقط........


تعلم .........كيف تصبح نصابا؟؟

الأربعاء، 19 أغسطس 2009

فى ذكرى صاحب القلم الرحيم



صاحب القلم الرحيم هكذا أطلقوا عليه..لم يكن ذا قلم رحيم فقط بل كان ذا قلب رحيم ونفس كريمة ويد معطاءة ...وعقل حكيم ..


إنه عبد الوهاب مطاوع


عبد الوهاب مطاوع...الفارس ..الإنسان فى زمن عُدِم فيه الفارس وندر فيه الإنسان

عبد الوهاب مطاوع ..الكاتب الذى لم يمت إلا جسدا...ولم يغب إلا نفّساً


كتب فى باب بريد الجمعة الإسبوعى بجريدة الأهرام لما يقرب من ربع قرن لم أتخلف مرة عن قرائته منذ أن بدأت فى متابعته

صدر له أكثر من ثلاثين كتابا ما بين المقالات وأدب الرحلات والقصص الإنسانية

كان زملاؤه فى مؤسسة الأهرام يأتون مكاتبهم صباحاً ليجدوه على حالته منذ أن تركوه غارقا فى هموم الناس بين أوراقه ورسائلهم

حصل على جائزة على أمين ومصطفى أمين الصحفية كأحسن كاتب يكتب فى الموضوعات الإنسانية ولم لا وهو الإنسان من قمة رأسه إلى أخمص قدميه

فكم من حزين وجد بصيصا من السعادة فى كلماته..وكم من حامل هم رسم بقلمه النورانى لوحة أمل له..

كانت كلماته تعانق كل وحيد بحنان...وتطبب كل مريض برفق ..وتفرج هم كل مكروب بحكمة

مازالت كلماته ترن فى أذنى رغم رحيله..ومازالت حكمته استحضرها فى كل مشكلة..ولا زالت كتبه تزين مكتبتى ولابد من كتاب له على وسادتى يرافقنى إلى أن يداهمنى النوم

كانت ثقافته تبهرنى وعلمه أوسع من أن يغوص قارىء فى بحره.. فقد كان مطلعا على ثقافة الغرب بكل صورها..ملتزما بالدين والشرع بكل حدوده

حمل عبد الوهب مطاوع هموم وأحزان من لا سند لهم متناسيا همومه وأحزانه حاملا صفات نادرة من النبل والإخلاص

بل دفعه نبله لأن يبث الأمل فى نفوس المرضى مخففا عنهم آلامهم وهو من كان يحملها كاتما إياها فى صدره وفى خضم هذه الآلام يخفف عن قرائه ويدعوهم للأمل وصراعهم مع المرض اللعين وهو من مات به

لم تعرف الحياة بعد بستانى كعبد الوهاب مطاوع يعرف كيف يغرس الأمل ..ويروى الحلم .. ويترك حصاد كل هذا ليرحل ويتركنا مع أحزاننا نفتقد كلماته ونتلمس آراءه ... ونستحضر حكمته.. ونلتاع لرحيله


وتمر الذكرى تلو الأخرى لفارس الكلمة..ومصباح الحكمة.. ولم ينقطع قراؤه ومحبيه عن تذكره والدعاء له فكيف ينساه الناس ولم ينقطع عمله ومازلت كتبه تنير قلوبنا قبل دروبنا

إن أردت أن تعرف عبد الوهاب مطاوع فاقرأ كتابا له فسوف تتيقن أن الزمن جاد بإنسان لم يبخل قط بعلمه وعمله ووقته وماله


ومن أقوال عبد الوهاب مطاوع التى لا تُنسى..

" كلما ازداد الإنسان فهماً لدينه ازداد إقبالاً على الحياة و انتفاعاً بها .. و استمتاعاً بمتعها المشروعة العديدة ، و قويت همته أيضاً على استثمار رحلته القصيرة في الأرض فيما يقربه من ربه و يرشحه للسعادة الأبدية في الدار الآخرة "

وكلما تواضعت مطالبنا من الحياه ازدادت فرصنا للسعاده والرضا عما حققناه لانفسنا من مطالبنا البسيطه‏.‏

* من الإنصاف أن نضع سعادة الآخرين في اعتبارنا ونحن نطلب سعادتنا وألا ننسى حقوق الآخرين علينا ونحن نطلب حقوقنا.


لماذا تُعذب نفسك طالما الحياه تتكفل بذلك


انه من الحكمة ان تخلو حياة المرء الخاصة مما يسوؤه ان يعرفه عنه الآخرون


كانت حياة عبد الوهاب مطاوع الخاصة فخرا له وكانت أعماله الخيرية التى حاول كثيرا أن يخفيها نورا له فى آخرته التى رحل إليها

رحم الله عبد الوهاب مطاوع وأسكنه فسيح جناته

الأربعاء، 5 أغسطس 2009

إطلالة (8) إنفلونزا المسؤولين

كثيرا ما تستوقفنى أحداث..أشخاص.مواقف قد أكون فيها بطلة أو كومبارس ..متفرج أو قارئ وليس ما يستوقفنى الحدث نفسه, أو الشخص ذاته.. بل أننى دوما ما أشرد أمام الحدث...أو أتأمل الموقف ..أو أغوص بداخل الشخص.. فتنجلى لى أمور كثيرة..أو هكذا تبدو لى ومن هنا كانت إطلالتى على شخص أو موقف أو خبر ليس لممارسة دور المتأمل فقط..ولكن لعمق قد أراه بداخل أى منهموأثناء وحدتى التى أقتنصها من يومِ مشحون , أمارس تأملاتى من خلال إطلالتى على يوم يطل أو يطول

لم يبق فى القلب مكان لحزن آخر

مات أطفال مصر بين ذراعى ذويهم بسبب سرطان التهم طفولتهم فى ظل ممارسات وزارة الزراعة التى يثرها النظام

مات أطفال مصر عندما احتضنهم أسلاك مكشوفة, وابتلعتهم بالوعات تغافل رؤساء الأحياء عن تغطيتها بعد سرقة الأغطية القديمة ,وكأنما لسان حالهم يقول (المركب اللى تودى)

مات أطفال مصر بسبب الفشل الكلوى والكبدى ,نتيجة تلوث المياة , أو انعدامها

مات أطفال غزة على معبر رفح طلبا للعلاج.. والدواء ..والغذاء

مات أطفال مصر على يد مخدومة تجرد قلبها من الرحمة أودعها الأب إياها ليستطع أن يصرف على باقى أبنائه.. أو على يد مُعلم أو معلم يعلم تلميذه أو صبيه فيقتله.. والمحُرض على كل هذا غياب القانون

مات أطفال مصر كمداً وحزناً على اعتقال أب برىء لم يفعل سوى أن قال ربى الله

حين يموت فى كل أسرة طفل يظلم القلب , و تهاجر السعادة , وتتحجر المشاعر .. فلا يصبح هناك مكانا لحزن آخر كما يقولون

حقاً...رحم لله كل أطفال مصر ...ورحم لله حفيد رئيس مصر

ولكن لا تصدق يا ريس أننا قد نحزن لفراق حفيدكم أكثر من حزننا لفراق من فقدناهم ولا تصدق من يقول لك غير ذلك

حتى وإن تم عسكرة الموت

لأن............... لم يعد فى حنايا القلب مكان لحزن آخر





إنفلونزا المسؤولين


وبينما أطالع أخبار الإنفلونزا التى اجتاحت العالم ما بين الطيور والخيول والخنازير ..وجدت نفسى الأمارة بالسوء تتساءل ألا توجد إنفلونزا المسؤولين

ولماذا يا أيتها النفس الخبيثة..هم المسؤولين فاضين للإنفلونزا ولا للقضاء عليها أقصد لو أصابتهم

فردت فى سخرية

إن المسؤولين المصريين ليس لهم مثيل فهم ليسوا مثلنا وإن كنا ولاد تسعة فهم ولاد 60

فنحن نأكل خبزا يشابه سمار الوجوه التى تعانى.. فهم لا يأكلون إلا ريتش بيك

ونشرب المر قبل أن نشرب مياة النيل فهم يشربون دماء الفقراء بعد أن كانوا يكتفون بمصها قديما

وإن كنا نمرض..فكلنا نتذكر عندما مرض مسؤول كبير وحوكم من تجرأ بهذا الاعتقاد الذى ساوى بينه وبين عامة شعبه الذى يعتصره المرض والفقر

وإن كانوا هم كالخيول فى الأ صالة.. فهاهى الخيول قد ماتت من الإنفلونزا

وإن كانوا كالطيور فى الحل والارتحال لأنهم خفاف على الكراسى كما هم خفاف على قلوبنا.. فهاهى انفلونزا الطيور قضت على ثروة داجنة بمخطط إهمال وعمد من المذكورين

أما الخنازير بالطبع لا وجه شبه بينها وبين مسؤولينا على الإطلاق

ولكن بما أن الفيروس أصاب أدنى المخلوقات وأكثرها ضرراً.. فمن الممكن أن يصيب صفوة المخلوقات وأكثرها نفعا لنا ألا وهم مسؤولينا

فحقا..لو تحور وتمحور الفيروس..وأصاب لأناب

حينها سيسامحه أصحاب والمحلات التى أغلقها لهم المسؤولين ..والأمصال الفاسدة التى أهلكت المزراع وقد جلبها المستوردين...والطعام الذى بات خاليا من أى بروتين فى معظم بيوت المصريين ..والخنازير التى كاد يُحرم ذبحها بحجة أنها أصبحت مصدر رزق وطعام للمستضعفين من المسيحيين

فتمتمت لنفسى الحالمة

آمين..آمين




زواج عتريس من فؤادة باطل


بسبب خصم يوم من راتبه أقدم موظف بأحد المصانع الكبري علي طعن رئيسه في العمل خمس طعنات قاتلة (ولا أدر لماذا لم تكن واحدة)

باعت أم اثنين من أبنائها الثلاث، أحدهما عمره عام والآخر عامان، بينما استغلت الابنة الكبرى في أعمال التسول معها، بسبب عجزها عن الإنفاق على أولادها بعد وفاة زوجها.

«أمين شرطة» اتهم بجريمة تعذيب لصبي «16 سنة» معاق ذهنياً. بأن احتجزه وقام بإيثاقه من قدميه, وعلقه فوق جذع شجرة، وقام بضربه وصعقه بالكهرباء وكسر فكيه، وحطم خمس من أسنانه،

مزق زميله بمطواة من أجل 30 جنيها اقترضها ولم يسددها

قذف زوجته بموقد الجاز لأنه طالبته بمصروف البيت

مزق أحشاء جاره بسبب مشاجرة بين اطفاله وأطفال الجار

إنه غيض من فيض

نعم ..فالعنف وليد ولقيط

كما ينجب الفقر والجوع وقلة الحيلة عنفاً

أيضا نجد أن العنف لقيط للثروة والنفوذ

ومثلما قرأنا مئات الحوادث التى يتمزق ضحاياها من الفقراء بسبب الفقر والجوع وقلة الحيلة وغياب القانون

لن نعجب إذا قرأنا حادثة أو حوادث يتمزق ضحاياها بسبب السلطة والنفوذ والثروة وأيضا غياب القانون

زواج عتريس من فؤادة باطل ليس لأن عتريس أجبر فؤادة ولكن عتريس اليوم امتلك السلطة والمال وكل منهما فتنة استخدمها عتريس فى كل ما هو خارج عن القانون وخارق للناموس

وتزاوج النفوذ والثروة لن يفرز إلا....

هشام طلعت مصطفى وسوزان تميم.




 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م