الخميس، 23 فبراير 2012

إطلالة

 

كثيرا ما تستوقفنى أحداث..أشخاص..مواقف قد أكون فيها بطلة، أو كومبارس ..متفرج، أو قارئ 
وليس ما يستوقفنى الحدث نفسه، أو الشخص ذاته.. بل أننى دوما ما أشرد أمام الحدث ، أو أتأمل الموقف ..أو أغوص بداخل الشخص.. فتنجلى لى أمور كثيرة، أو هكذا تبدو لى
من هنا كانت إطلالتى على شخص، أو موقف أو خبر ليس لممارسة دور المتأمل فقط..ولكن لعمق قد أراه بداخل أى منهم

وأثناء وحدتى التى أقتنصها من يومِ مشحون، أمارس تأملاتى من خلال إطلالتى على يوم يطل... أو يطول


الخرطوش لا يزال فى جيبى
كان اختيار  الشرطة فى عهد الدولة العباسية من علية القوم وأهل المكرمة، وصاحب النزاهة لما يلزمها من حفظ للأمن والنظام.. كما كان صاحب الشرطة ينوب عن الأمير إذا غاب  

ويقول صاحب كتاب (سلوك المالك في تدبير الممالك) ما ينبغي أن يكون عليه صاحب الشرطة من خصال  أن يكون حليماً مهيباً، طويل الفكر، بعيد الغور،دائم الصمت

إن ما حدث لصاحب الشرطة كما كان يُطلق عليه، أو لرجل الشرطة، أو رجال الداخلية اليوم من تطور ليس مقصورا على التغيير الجينى لرجل الشرطة، ولا المجتمعى

فرجل الشرطة فى العصر العباسى والأموى للعصر المباركى والطنطاوى اختلف تمام الاختلاف

فمن صاحب الشرطة النزيه الحليم لرجل الشرطة الكريه ، ومن دائم الصمت لسليط اللسان ، أما طول الفكر فقد تحول لطول اليد

وإن كان الصمت والحكمة من خصال صاحب الشرطة سالفا ..فاليوم نجد أن الكذب المستفز، والسفه فى الفكر والفعل هم خصال الداخلية اليوم

وفى المثل الدارج  "كدب مساوى ولا صدق ملخبط 

ولكن الداخلية اتبعت مسلك  "الكدب الملخبط" فى  تناولها للأمور 

عندما نرى إصابات الثوار بالخرطوش والرصاص الحىّ، ونجد فوارغ الخرطوش ملقاة على الأرض كما تصورها الكاميرا

فيخرج علينا وزير العسس أقصد الداخلية قائلااااا  (نحن لم نطلق الخرطوش)

وهنا اقتناعا وإيمانا منا بما قاله بن أبى ربيع فى كتابه سلوك المالك فى تدبير الممالك من نزاهة وحلم وحكمة صاحب الشرطة لا نملك إلا أحد اختيارات ثلاثة

*إما أن العالم دى بتحب تؤذى نفسها، وتخرطش روحها،وتفقع عينها وجاية ترمى بلاها على الداخلية

*أو العالم دى كانت بتهزر مع بعض،والهزار قلب جد، وجايبين الخراطيش دى من بيت أبوهم الخرشطى

*إما أن تكون الداخلية حاشا وكلا وهو احتمال بعيد بتكدب، وفعلا أطلقت الخرطوش فى ساعة شيطان......... ويابخت اللى ما قدرش وعفى

نسأل الله الصواب فى الوصول للإجابة


ما أشبه اليوم بالبارحة

قبل أن تتحول نيبال  لجمهورية منذ سنوات كانت الصحف النيبالية قد نشرت فضيحة عندما لم يسدد ملك نيبال وأقاربه فواتير الكهرباء المستحقة عليهم والخاصة بالقصر الملكى لشركة كهرباء حكومية منذ سنتين تقريبا والتي تبلغ قيمتها نحو 880 ألف دولار

اعتبر الشعب النيبالى وسانده الإعلام أن المال العام ليس سبيلا ولامشاعا للقائمين عليه

وقبل أن ترحل الأسرة المالكة فى نيبال  كان عليها تسديد فواتيرها..ولكن الأسرة الحاكمة فى مصر يسدد لها الشعب فواتيرها فى أكبر مستشفى

فالمال العام فى اى دولة أو مملكة ليس سبيلا ، ولا مشاع , ولا ملك خاص لمن يقومون عليه كما في مصر

فينما تعهد رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك بالتبرع براتبه الرئاسى للفقراء والمحتاجين والمؤسسات الرعاية الاجتماعية طوال خمس السنوات التي سيقضيها في السلطة نجد فقراء ومحتاجين مصر هم من تبرعوا لعلاج رئيس سابق قاموا بثورة من أجل إسقاطه (كبير يا قلب المصريين)

والحكومة المصرية لا تنظر إلا لتاريخها هى ولا تعتبر بقراءة تاريخ الآخرين وإن قرأته فلن تفهمه ولا تكرر إلا تجاربها السالفة التى تثبت فشلها وتوثق عدم ثقة الشعب بها

وما يدعونى لهذا الكلام هى الحملة التى أُطلقت للاستغناء عن المعونة الأميريكية هنا والأمر مقبول بل نرحب به

فمصر ثرية بثروات لم تسثمر بعد ... وبثروات منهوبة كمنجم السكرى الذى هو من أكبر مناجم الذهب بالعالم،  ودخل قناة السويس  الذى يقدر بالملايين يوميا، وثروات مسكوبة فى رواتب بالملاين لمستشارين لا جدوى منهم فى الأجهزة الإدارية، ورواتب بالملايين لما يسموا خبراء استرايجيين ؛ ليدافعوا عن السلطة وملايين هناك وهناك

ولكن كانت المفاجأة هو الاسغناء على كل هذه الملايين المهدرة والاستغناء عن المعونة الأميريكية التى لا يرى منها الشعب سنتا واحدا، والإجهاز على آخر ما تبقى من ملاليم بحوزة أى فقير وبسيط

وهنا تذكرت الحملة التى أطلقتها الحكومة فى الثمانينات تحت مسمى "سداد ديون مصر"،  واقتطعت الحكومة جزءا من مرتبات الموظفين قسرا، وكنت حينها طفلة، ولكن إدارة المدرسة المتمثلة فى السلطة لم تترك لى قروشى البسيطة وسطت عليها بدعوى حب مصر  

الحملة كانت من قبل تحت رداء  الحزب الوطنى ولكن اليوم تحت عباءة الدين وبمباركة شيخ الأزهر الذى سوف يطلق الحملة وتشجيع رموز وهيئات دينية بارزة

وما أشبه اليوم بالبارحة

ولكننا اليوم مثخنو الجراح ... فدعونا وجراحنا

ولا هو "موت وخراب ديار"
 
 
العوض على الله

اعتدنا على قول هذه العبارة ليست دليلا على التسليم الشديد بقضاء الله..وإنما لقلة الحيلة

ومن الممكن اجتماع الاثنين، ولكن هناك فرق بين

الإيمان بالقضاء، وبين قلة الحيلة 

بين القصاص الذى لا يتحقق ، وبين العفو عند المقدرة

بين الرحمة والتراحم بين البشر، وبين السذاجة والتفريط فى الحق

وكأن المظلوم أمام أمرين إما أن يعفو، أو يستعوض ربنا، وكلاهما من حسن الإيمان فى الدين 

ألم يرد القصاص حتى تستمر الحياة  فى نفس الدين الذى لم يروا فيه إلا العفو فى اضطرار

حكم البراءة الذى حصل عليه قتلة ثوار السيدة زينب، وعين شمس لا شك هو تأجيج لنار تشتعل داخل صدور أهالى الشهداء سينال الجميع من ألسنتها

ومعارك القضاء كمعارك الحياة ينتصر فيها الباطل حينا ، والحق أحيانا بيد أن القضاء هو المعنى بتحقيق العدل فى معركة الحياة  

وفى معركة قضائية انتصر فيها الحق ولكن فى هونج كونج كما ورد بصحيفة "ساوث تشينا مورنينج"فقد  حصل رجل على تعويض قيمته مليون دولار أمريكي بعد أن صدمه فى رأسه نموذج مصغر لطائرة مروحية تدار بجهاز تحكم عن بعد، و أصبح قعيدا على كرسى متحرك

وإن كان فى مصر العوض على الله، ففى هونج كونج فهو على من تسبب فى ضرر

وإن كان القضاء فى مصر لم ينصف المظلوم، ولم يعاقب الظالم فهل يتجه أهالى الشهداء نحو القضاء "الهونجى كونجى "؟

تذكرت قول الفاروق لأبى عبيدة " نّفر من قدر الله إلى قدر الله"

وأقول لأهالى الشهداء  

فروا من قضاء مصر إلى قضاء الله فى هونج كونج

الاثنين، 13 فبراير 2012

ونفس وما سوّاها


لاشك أن قيمة النفس هى أعظم وأنفس ما فى الوجود، وقد كانت المحافظة على النفس من إحدى الضرورات الخمس التى طالب الإسلام بحفظها

وقد عنى بالنفس الإنسانية واحترمها و أجّلها فقد بين أن قتل النفس الواحدة بغير حق هى كقتل الناس جميعا فى استجلاب غضب الله وعذابه

وبقدر حث الإسلام فى الحرص على سلامة النفس وتقديرها كان الترهيب فى إيذائها  فمن لن يكف يده عن إيذائها تقديرا لها فليكن ذلك خوفا من رب العالمين

 فى قوله تعالى على لسان قابيل (( لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ))

وقد جعل الإسلام للقتل عقوبة دنيوية تتمثل فى القصاص من القاتل فى قوله تعالى (( يأيها الذين أمنوا كتب عليكم القصاص فى القتلي))

وجعل له أيضا عقوبة أخروية فى قوله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه، وأعد له عذابا عظيما)

فهذه هى تعاليم الإسلام العظيم الذى قدّر النفس وجعل حرمة دم المسلم أشد عند الله من حرمة الكعبة

والتى يشتد احتياجنا لها فى هذه الأيام حيث تستباح الدماء بغير حساب فيُعتدى على المعارضين والثوار، والنساء، والمسنين .. بل على من لا ناقة له ولاجمل فى جريمة انتقامية مثلما حدث منذ أيام فى مذبحة استاد بورسعيد

إن إزهاق الروح أو إيذائها ظلما لهى جريمة تستحق النار فإن كانت امراة دخلت النار فى هرة حبستها، وهى روح حيوان، ولكن افرد لها الحديث عن الفعل وعقابه

فمابالنا بروح الإنسان!

أفلا يقبع من ذبح شبابنا فى الدرك الأسفل من النار؟

إن ما يحدث من اعتداء يعود فى حقيقته إلى تفكك المجتمع بشرائحه وضعف الوازع الدينى لمن يصمتون ..وغياب الضمير لمن يوّلون.. وسبات القانون لمن يعتدون ...وغياب العقل لمن يأمنون

ومن نفس قد كرّمها الإسلام وقد صنفها فى قوله تعالى (ونفس وما سواها ..فألهمها فجورها وتقواها..قد أفلح من زكاها ..وقد خاب من دساها)) لنفس قد أسهب المحللّون فى فهمها، و تقويم اعوجاجها

فبداية فإن فجور النفس قد يكون فى هذه الشخصية السيكوباتية التى تمثلت فى البلطجية

هؤلاء البلطجية الذين تضعف لديهم وظيفة الضمير، وتتصف شخصياتهم بعدم القدرة على التوافق مع أنظمة المجتمع ،كما نجد أنهم شخصيات عنيفة بطبعها تخلو قلوبهم من الرحمة  سلوكهم متطرف إجرامى

لكن نجد ان من بزمامهم الأمر لا يريدون لهم إصلاحا.. فهم منفذون لمخطاطاتهم الشيطانية

إن شخصية البلطجى تشبعت عنفا، وشربت دما حتى الثمالة

وقد انتشرت ظاهرة البلطجة مع زيادة استبداد النظم الديكتاتورية..فالعلاقة طردية بين سطوة البلطجية التى هى إفراز للداخلية بكل قمعها وبين استبداد النظم الديكتاتورية التى تمثلت اليوم فى حكم العسكر

وإذا ما انتقلنا إلى نفوس هؤلاء المحرضين الحاضنين لذوى النفوس الخربة نجدهم لا يختلفون كثيرا فنفوسهم الأمارة بالسوء هى ما تقوم بتسييرهم

وفى مشهد لآخرين نجد أن هناك نفوسا تتكلم حينا، وتصمت أحيانا..  تنصر مرة، وتخذل أخرى.. تهب ساعة، وتخمد يوما

قد نصفها بالنفس اللوامة، ولكنها إذا ما لعنت الشرفاء لن تكون إلا أمارة
فمن لم يستطع أن ينصرهم، ولا يفعل فعلهم ،فلا يلعنهم

 ألا وهم النفوس المطمئنة التى تهون على أصحابها، فيقدمونها طواعية رغبة فى الحرية التى ينالها الجميع، وهم من فقدوا أرواحهم من أجلها

ولكل نفس من هؤلاء رسالة أوجهها لصاحبها أو من بيده أمرها

 *إن النفس الخربة لا تملك لنفسها إصلاحا ،وإن صلاحها فى من قام على خرابها من مجتمع وظروف ومسؤولين، وقد يحتاج تأهيلها أمد طويل
وحتى نتجنب مزيدا من نفوس مريضة، وشخصيات سيكوباتية، و بلطجية المستقبل علينا برعاية أطفال الشوارع الذين هم مشروع لبلطجية محترفين بما يرونه من قسوة الظروف، ونظرة المجتمع الازدارئية لهم واعتبارهم جناة، وهم ضحايا لظروف شديدة الصعوبة

*إن رادع النفس الأمارة بالسوء ليس ضمير ولا أخلاق وإنما القانون والعقاب فإن الله يزع بالسطان مالا يزع بالقرآن..

*أما النفس اللوامة فلا أقول لها إلا اثبتى على حق ولا تمكثى على باطل حتى يأتيك اليقين

*أما أصحاب النفس المطمئنة والتى تهون على أصحابها فيبذلونها راضين من اجل غيرهم فلا أقول لهم إلا طابت مساعيكم وطيب الله ثراكم

إن الثائر الذى هانت عليه نفسه وروحه، وسالت دماءه  وارتقت روحه ليستحق منا أعظم تقدير، كما استحق من خالقه أعظم جزاء..فهم من يحمون الثورة، ويجهضون محاولات تفريغها من محتواها وهم من يقفون فى وجه السلطة

ولكن أن يُحقر البعض من فعلهم...ويزجون بهم فى زمرة الفوضويين.. لهو فعل اللئام الذى يعجزون عن فعله، ولتجدنهم أحرص الناس على حياة بلا كرامة، وقد اعتادوا العبودية، وألفوا قيدها ..واستعذبوا ذلها

إن شهداء الثورة فى
فى ميدان التحرير
فى شارع محمد محمود
فى شارع منصور
فى شارع قصر العينى
أمام وزارة الداخلية
أمام ماسبيرو
فى الاستاد
...
....
فى أى بقعة على أرض المحروسة هم أشرف وأنبل من فى مصر

وهم أشد حبا لترابها، حتى إنهم آثروا أن يدفنوا فيه.. بدلا من أن يُذّر فى أعينهم وهم صامتون

وإننى كلما نظرت إلى صورهم لخُيّل لى أن نفوسهم تهتف قائلة

يا قاتلى أين ستذهب من نفس أزهقتها يوم الحساب
فأين العدل الذى يفصل بيننا  وقد ظل سؤال بلا جواب
فقاتلى أعمى وشركاؤه بكم فى ظل قانون حضر وغاب
وكل نفس ذائقة الموت وسيكون موتك سكرات من عذاب
ولا أخشى حق أهدر وأريق فهنيئا ما فى صحيفتي من ثواب


الأحد، 5 فبراير 2012

كلاكيت ثانى مرة



وطبول الحرب تدق..
وغسق ليلٍ فجره يأبى أن يشق
فعابد فى جوف الليل قنط
وثائر فى ميدان الحق ربط
وكل لتراب الوطن عشق
عامل الكلاكيت هو ذاك الشخص الذي يمسك خشبة صغيرة سوداء في يده محركا إياها قبل تصوير أي مشهد معلنا رقم المشهد الذى يقوم الممثلون بأدائه، وعندما لا يؤدى الممثلون المشهد كما يرام يطالب المخرج بالإعادة عندها يصيح عامل الكلاكيت (كلاكيت ثانى مرة)
إن إعادة مشهد الثورة ليس احتفالا بها ، وليس اعترافا بفشلها ، إنما تأكيدا على مطالبها ، وتحقيقا لأهدافها
إن السنة الأولى فى تاريخ الثورات العالمية لم تحقق كل الأهداف ..
إن عدم تحقيق أهداف الثورة ليس دليلا على فشلها..إنما استمراريتها هو نجاحها
فالثورة الكوبية استمرت 6 سنوات حتى تحققت أهدافها مع الاختلاف
والثورة الفرنسية امتدت لسنوات طويلة ما بين صعود وهبوط
والثورة التشيكية وهى التى تسمى بالمخملية ؛ لكونها ثورة سلمية حدث بعدها انفلات أمنى لفترة ثم مع استمراريتها استقرت الأوضاع
قد لا تحقق الثورة كل مطالبها ، مع بذل صانعيها للأرواح
عندها نهتف ..
كلاكيت ثانى مرة
لأن مصر لم تصبح حرة
فالمجرمون بلا محاكمة فى طرة
والثوار فارق أعينهم الكرى
كلاكيت ثانى مرة
لأن القتلة برأهم القضاء
فضاعت دماء الشهداء
ونامت أعين الجبناء
كلاكيت ثانى مرة
لأن المشهد لم يكتمل
واليأس يغتال الأمل
والكسل يقتل العمل
فقد ظن المصريون أن عهد الطوارئ قد اختفى، وأن القمع قد انتهى، وأن انتهاكات الشرطة قد وّلت
فإذا بالعهد الجديد ليس إلا كلاكيت ثانى مرة من النظام القديم
إن الثورة نجحت ؛ لكنها لم تحقق مطالبها كلها ..
عندها لن نسلم بفشلها، ونكتفى بما حصلنا عليه فأرواح الشهداء لن تكون عنا راضية … ومقل الأحياء التى استُهدفت غالية
إحياء ذكرى الثورة ليست بنجاح قوى على أخرى، أو مكسب أشخاص
وليس باحتفال صاخب ..ومازال العدل غائبا
إن إحياء ذكرى الثورة هو تجديد لأهدافها ، وتجدد لمطالبها ، وتحديا لمن يحاولون وأدها
كان لابد من نزول التحرير فى الذكرى الأولى للثورة من أجل أن نجدد ذكرى مشاهد تبعث فى النفس الأمل
كان لابد لنا أن ننزل حتى نرى أن المصريين لم تذهب ريحهم
استوقفنى مشهدا ل صورة الشهيد الشيخ عماد عفت ، ووجدت من يرفعها يدق الصليب على يده، فكان هذا أبلغ من سطور أخطها فى تأكيد الوحدة الوطنية
هتفت إحدى المحجبات مطالبة برد حق الشهيد مينا دانيال
تحملنا اختلافنا..توحدت أهدافنا…تعالت هتافاتنا..
وكان استرجاع أخلاق الميدان من أهم مكتسبات ثورة 25
وحتى يكون هناك قدر من التراضي، والتسامح، والاستعداد على صياغة رؤية مستقبلية مشتركة بين كافة القوى، والثوار
لابد من القصاص
لابد من محاكمة رؤوس الفساد التى تقبع رؤوسهم بالداخل وتعبث أذنابهم بالخارج
لابد من الاستماع إلى الناس وتحقيق العدالة، وتحقيق المساواة، ومحاربة الفساد حتى لا تتحول الثورة من منطق الإيمان بالعدالة للثأر والإثارة
لابد من المسارعة فى إعادة بناء وهيكلة مؤسسات الدولة التى ساهم النظام فى غيابها أو تغييبها ،وتمكينها من القيام بعملها
لابد من إنهاء حالة الاستقطاب السياسى، والذى شتت جهود قوى الثورة، والتركيز على إدارة المرحلة الانتقالية ، وإقامة نظام سياسى ديمقراطى
لابد من ضغط شعبى وتحرك لكى تتحقق أهداف الثورة
لابد من توافق النخب السياسية، والقوى السياسية على ملامح المرحلة الانتقالية، والإعداد لها
والثورة مستمرة وباقية…حتى تكتمل أهدافها…
و25 ذكرى ثورة نحييها وليس احتفال عيد
فبرئ وراء قضبان وحق ضائع ، وفقيد
يهب له كل كهل ، وقد يشب الوليد
وقسما سيعود يوما حق كل مصابٍ وشهيد

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م