الثلاثاء، 17 يوليو 2012

خارطة مقسومة..ومرحلة مأزومة


نستطيع حقا أن نصف هذه المرحلة الحرجة بأنها مرحلة مأزومة..حيث أننا من تسببنا فى هذا التأزم
قمنا بثورة من أجل تحرير الوطن..فإذا بنا نجعل من أنفسنا عبيدا للمناصب والأهواء..ونقدم الوطن قربانًا لكل ذلك

الجميع فى خلاف..الكل يختلف..ليس لدينا ما يسمى بأدب الاختلاف
ولكن إذا كان هذا بالنا وحالنا..فماذا عن من يختلفون حتى فى الثوابت ..والمسلمات ؟

 إنه ضرب من ضروب العجب أن نستمع باهتمام لنعلم ونعى ما يحدث، فإذا بنا نزداد تيها وانقساما وحيرة

فمواد القانون والدستور ثابتة ، فكيف لفقهاء دستوريين  يختلفون فى هذه الثوابت
شفرة كل هذه الطلاسم عند المجلس العسكرى الذى يستخدم مصطلح القضاء واحترامه وقتما يشاء، ومصطلح "دولة القانون" الذى يتحصن به كل الأطراف المشتركة فى هذه الأزمة

 فى حين أن مصطلح دولة القانون لن يكون صحيحا حتى يرفع  نظام الحكم  يده عن القضاء ؛ فتتحقق حياديته وعدله تجاه كل الأطراف المتنازعة فى الدولة

 وهذا لن يحدث طالما أن الجيش يحاول أن يحاكى النموذج التركى الذى عانى منه الشعب كثيرا، ويحتفظ بالرقابة الأساسية على العملية السياسية

 ولا يخفى على أحد أن  نموذج الدولة العميقة فى تركيا هو المسار الذي اختارته تركيا بعد أن أصبح نجم الدين أربكان رئيساً للوزراء في عام 96

وما زال التاريخ يذكر عندما حظرت المحكمة الدستورية عام 89 حزب "الرفاة" أكبر أحزاب البرلمان بتهمة انتهاك علمانية الدستور  بتخطيط  ممنهج ومحكم من الجيش

كل ذلك  بعيدا كل البعد عن الديمقراطية التى ننشدها، والتى يزعم العسكر إرساءها ، ولم تتخلص تركيا منه على  الساحة السياسية إلا في السنوات القليلة الماضية 

ونأتى لقرار الرئيس فى إلغاء حكم المحكمة الدستورية ، والذى اختلف عليه فقهاء القانون الدستورى

فهناك من رأى أنه إجراء صحيح لم يمس جوهر الحكم القضائى ، وإنما هو منازعة للمشير فى قرار إدارى بحل البرلمان

وهناك  من رأى أنه عدم احترام لحكم المحكمة الدستورية ، وأن هناك جانبا سياسيا تداخل مع الجانب القانونى

و رأى آخرون أنه  قرار جرئ وصائب لانتزاع السلطة التشريعية من المجلس العسكرى دون المساس بحكم المحكمة

فى حين صرح أحدهم  بأنه أكثر خزيا من هزيمة 67

أما خلاصة الآراء غير الهجومية ، والتى يمكن أن نستخلص منها رأيا محايدا

أن هناك صراعا سياسيا قضائيا بين البرلمان والسلطة القضائية بسبب هجوم بعض نواب  البرلمان على القضاء،  ومحاولته تغيير قانون المحكمة الدستورية

كما أن قرار الرئيس فى هذا التوقيت أثار مخاوف البعض من أن هدف جماعة الإخوان هو السيطرة على السلطة بعيدا عن تحقيق الإصلاحات التى تعهد بها الرئيس فى برنامجه

وقرار الرئيس فى هذا التوقيت عمّق الخلاف والانقسام داخل المجتمع، وزاد من اتهامات كل طرف يختلف مع الآخر بالتخوين و هو ما نعانى منه منذ بداية الثورة
وهنا تتدخل الأهواء......و طالما أن هناك ترسبات ؛ لننحى مصطلح احترام القضاء ودولة القانون جانبا
 
إن خارطة الوطن الآن مقسومة فى صراع بين الدولة العميقة التى يسعى لها العسكر، وبين الدولة المدنية التى يسعى لها الثوريون، وإن انضم لهم الإخوان مع إضافة المرجعية الإسلامية للدولة المدنية 

إننا اليوم فى مواجهة

أزمة دستورية

أزمة مؤسساتية

أزمة حزبية

أزمة اقتصادية

أزمة مجتمعية 

يتحمل المجلس العسكرى قدرا كبيرا من هذه الأزمة بتمسكه بالسلطة وانتزاعه لصلاحيات ليس منوطا بها فى إعلان دستوري مجحف

ويتحمل البرلمان قدرا آخر بأدائه المتواضع مما جعل  البعض يرحب بحله وإهدار 4 مليار جنيه فى انتخابات برلمانية

ويتحمل القضاء جزءا منها فى أحكام غير عادلة صدرت مؤخرا ، مما أفقد القضاء نزاهته، وأفقد الشعب ثقته فيه

وتتحمل الأحزاب جزءا من هذه الأزمة حين طالبت بقانون انتخابات حذر منه الفقهاء الدستورين 

تتحمل القوى الثورية جزءا ليس قليلا بسبب انشقاقها وصراعها مما جعل المجلس العسكرى ينتهز الفرصة فى إثبات إنه  الأصلح بعيدا عن هذه الصراعات

ويتحمل فيه الرئيس جزءا أخيرا بقرار تداعياته السلبية أكثر من تداعياته الإيجابية ..وكانت هناك قرارات أخرى من الأولى اتخاذها ؛  لتخمد الفتن، وتطمئن القلوب

أخشى أن تجرنا  الأحدث الحالية إلى مزيد من الانقسام.. والاختلاف... وإشعال الفتن

فقرار إلغاء حل البرلمان  ليس " قميص عثمان"



إطلالة 5



كثيرا ما تستوقفنى أحداث..أشخاص..مواقف قد أكون فيها بطلة، أو كومبارس ..متفرج، أو قارئ

وليس ما يستوقفنى الحدث نفسه، أو الشخص ذاته.. بل أننى دوما ما أشرد أمام الحدث ، أو أتأمل الموقف ..أو أغوص بداخل الشخص.. فتنجلى لى أمور كثيرة، أو هكذا تبدو لى

من هنا كانت إطلالتى على شخص، أو موقف أو خبر ليس لممارسة دور المتأمل فقط..ولكن لعمق قد أراه بداخل أى منهم

وأثناء وحدتى التى أقتنصها من يومِ مشحون، أمارس تأملاتى من خلال إطلالتى على يوم يطل... أو يطول

طماطم ولا.... كوسة


ارتفعت أسعار الطماطم فى إسرائيل بسبب موجة الحرالشديدة  التى اجتاحت دول المنطقة،  وقد أوردت صحيفة هاآرتس خبرا عن ارتفاع أسعار الطماطم إلى معدلات قياسية 

ونقلت الصحيفة عن استيراد الطماطم من تركيا والأردن وإيطاليا و...........مصر

ليس فقط  تعليقى عن مصر بعد الثورة التى ستساهم فى حل أزمة الطماطم لإسرائيلية

وليس فى محصول((الكوسة)) التى يتصدر صادراتنا

ويبدو أن مصر بعد الثورة صارت أكثر شهامةً وإخلاصا للغريب .. فتهب لنجدة من يستحق، ومن لا يستحق

ما استفزنى ليس تصدير مصر للطماطم التى تصل عندنا أحيانا ل10 جنيهات وربما أكثر...وإنما لسياسة إسرائيل مع تعاملها مع الأزمة 

فقد طالب وزير الزراعة الإسرائيلى هيئة الضرائب بتخفيف حجم الضرائب المفروضة على الطماطم المستوردة

وقال إن لم تكن هذه الإجراءات كافية فستقدم الحكومة تسهيلات واسعة للمزارعين ((زى عندنا بالظبططططط)) 

ما استفزنى أيضا ....

ليس ما يحدث عندنا حينما تجد طبق الكشرى الذى خلى من الصلصة، وقد تضاعف سعره بسبب الطماطم  

وليس بسبب المحشى الذى بات تكلفته عالية بسبب الطماطم ، فأضحى وحيدا بلا رفيق يسانده

وليس بسبب القلقاس الذى ؛ يرتفع سعره أيضا لأنه أصيل، ويُطهى دون طماطم

ولكن...

بسبب تعامل إسرائيل بكل عدم انسانيتها مع العالم .. بإنسانية مع مواطنيها 

فقد اضطرت بعض المطاعم لتغيير قوائم طعام بأكملها لا تعتمد على الطماطم حتى لا ترفع أسعارها للمواطنين

ماذا أقول غير
ناس لها طماطم ..وناس لها كوسة


المتغلغل والمتغلغل فيه

فى محاولاتى لاستثارة أى حس إنسانى ووطنى عند بعض البسطاء من مؤيدى شفيق

كان حوارى مع أمن العمارة الثلاثى بعد عودتى من رحلة علاج للمرارة إثر المحاولات الأولى فى انتخابات الرئاسة والتى انتهت بالآتى 

سيكورتى 1------------ انتخب حمدين  ..وهذا أقصى ما انتهيت إليه وقد انتخبه " علشان خاطرى" مش علشان الوطن ولا الضمير...  لذلك أشكككك فى كلامه

سيكورتى 2---------- بعد حوار طوووويل لأنه كان ناوى ينتخب موسى  حاولت اقناعه بأبو الفتوح ، أو أبو العز الحريرى ، أو حتى أبو لهب أرحم من شفيق

وقد اقتنع بأبو العز الحريرى وأثنيت على اختياره ..

وعندما سألته بعدما انتهت الانتخابات  وجدته اختار عمرو موسى ، لأنه الخبرة والكفاءة والإدارة .. وال... 

فحوقلت ولم أسهب فى الحوار حيث أن الفاس وقعت فى الرأس ..فأرجأت كلامى لجولة الإعادة

سيكورتى 3----------- لم أفهم حقيقةً من سينتخب ، لأنه سب ولعن فى الجميع.. إلا أنه قال لى فيما معناه( إنه أكبر منى ،وأكتر خبرة عنى،  وبالتالى يفهم أحسن منى)

وربما لذلك  عُين مساعد مدير أمن فى موقع سيكورتى العمارة

وفعلا الرجل المناسب فى المكان المناسب

قبيل جولة الإعادة كان عليا معاودة الكرة وبعد الحوار والخوار كانت الإجابات كالتالى

سيكورتى 1-----------  بصى هو لا بمزاجك ولا بمزاجى كده كده شفيق جااااى 

سيكورتى 2----------- قالى إلااااااامرسى  ... الإخوانجية دول بتوع مخدرات،  ومعررروف أن مرسى ده بيتاجر فى المخدرات

طيب قتالين قتلة ومااااشى عارفينها  (قتلوا السادات وعبد الناصر وقطز)

كدابين ومااااشى برضه

إنما بتوع مخدرات دى  جديدةةةة

أضاف الرجل متهماً إياى...   انتِ أصلك متغلللللغلللة فيهم .....وفى قول آخر متغللللغللين فيكِ

والله معرفتش إيه كم الغللغلللة دى  .... إنما فكرنى بالمبرررررر  بتاع شفيق

ما آثار قلقى أن بكم هذا التغلل المتغلل أكيد قفش انى مخزنة(( البوضاعة)) بتاعتهم عندى فى الشقة ..

وبكده لو كسب شفيق لا قدر الله لن أستطيع التصرف فى ((البوضاعة))  لأن ممكن وطنيته تنقح عليه و يبلغ عنى

المهم أن أقصى ما توصلت إليه معه هو إبطال صوته ..بدلا من أن يعطيه لشفيق

أفلح إن صدق 

سيكورتى 3--------- مازال ثابتا عند موقفه من الجميع.. لذلك(( احترمه جدا ))..ومازلت لا أفهم هو هينتخب مين بالظبط!!

الرجل فعلا فوق مستوى فهمى 
 

اللهم ارزقنى فهم النبيين


محاكمة غير مُحكمة

براءة الظباط المتهمين بقتل الثوار، وتخفيف الحكم على أمين شرطة الزاوية الحمراء من الإعدام إلى السجن خمس سنوات ،  جعل الشعب لا يستبشر بنتيجة محاكمة رموز النظام السابق وخاصة مبارك

ولا تعليق على أحكام القضاء

ومحاكمة مبارك وأعوانه  كانت من الأمور التى ستعزز ثقة المصريين فى نجاح ثورتهم..

ولكن ..

لا تعليق على أحكام القضاء

طالعت باهتمام تعليقات الصحف الأجنبية على الحكم ، وكانت باختصار
"الواشنطن بوست" قالت أن المحكمة قد فشلت فى التعامل مع قضية الديكتاتور رغم مسؤوليته عن جرائم الفساد والانتهاكات التى ارتبطت به فى عهده ، واعتبرت أن المحاكمة كانت هزلية، ولم تكن جادة بشكل كبير

وأضافت أن حكم المؤبد الذى صدر سوف يؤدى لمزيد من الانقسام داخل المجتمع المصرى

وطرحت الصحيفة تساؤلا وجيها   كيف يُتهم مبارك والعادلى بالتقاعس عن منع قتل المتظاهرين ويُحكم عليهما بالمؤبد بينما مسؤولى الشرطة المباشرين يتم تبرئتهم ؟؟

الأمر الذى توقع معه خبراء القانون أن يتم عكس الحكم فى الاستئناف  
وقتها  لن نعلق على أحكام القضاء
أما صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية  تحت مانشيت بعنوان "تحية للمجرمين" 

قالت فيه كيف برأت المحكمة ساحة الزبانية الستة بينما حكم القضاء على آلاف الشباب بعد الثورة لمجرد مخالفات بسيطة؟
وانتقدت صحيفة "الموندو" الأسبانية وصف المحاكمة بأنها عادلة، واستنكرت الحكم على نجلىّ مبارك بالبراءة

وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الحكم على مبارك وحده لن يطفئ غضب المصريين

بينما قالت  "هيومان رايتس ووتش"  أن تبرئة ستة مسؤولين يعزز ثقافة الإفلات من العقاب لدى الشرطة

وتساءل الكاتب "الكسندر قطب" فى عموده بجريدة "لوموند" الفرنسية     مافائدة الحكم؟ 

العالم الخواجات هى اللى بتعلق على الحكم

إنما عندنا

فلا تعليق على أحكام القضاء

ولكن التعليق

إذا كان المصريون لم ينطلِ عليهم الحكم ولا المسرحية

ولم ينطلِ على الخواجات

إذن فمن أجل من؟؟؟؟؟

فنحن بلد الفن والسيما والمسرح..ومش ناقصين أفلاااام

قضيت ليلتى فى قراءة ممتعة لآداب القضاء فى الإسلام

ازددت فخرا.. وزهوا ..وإعجابا  بدينى وقضائه وعدله 

ومما قرأته..

روى عن سيدنا علىّ  أنه ولى أبو أسود الدؤلى القضاء ثم عزله فقال له : لم عزلتنى ؟ وما خنت ولا جنيت؟  فقال له سيدنا علىّ أنى رأيت كلامك يعلو فوق كلام خصمك


ولا تعليق على أحكام علىّ



 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م