الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

على رسلكم...إنه عمرو



وسوء الظن أشد من رمح أصاب قتيل
فمهلا يامن ترمون بالكريم الأباطيل
وما العيب إلا بعين ترى الكبير قليل
فإن رفع هامته فذاك كبر،وإن تواضع فهو ذليل


حث النبي صلى الله عليه وسلم على حسن الظن واجتناب سوء الظن ذلك كما جاء عن صفية بنت حيي أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها ، حتى إذا بلغت باب المسجد مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: (على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي) فقالا: سبحان الله يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً)

كثيرا ما تأملت هذا الموقف الرائع الذى يعلمنا الكثير، ويكاشفنا أمام أنفسنا
فمهما ادعينا الشفافية ونقاء السريرة، إلا أن الشيطان الذى حاول أن يقذف فى قلوب الصحابة شيئا، فلابد وأن يحاول أن يقذف اليوم فى قلوبنا أشياء

ونحن مجتمع يتصيد الأخطاء بل، وينتظرها وينال من الرموز ،ويشوهها لا أدرى هل هذا من فساد الزمن أم من فسادنا ، أم حتى يكون مبررا للمفسد ليعيث فى فساده، وللمذنب راحة لضميره

وكما قال الشاعر

أرى حللا تصان على أناس*** وأخلاقا تداس فلا تصان
يقولون الزمان به فساد ***هم فسدوا وما فسد الزمان


فإن كان الشيطان خاب وخسر قد حاول ان ينال من الرسول وزوجه فى ظن الصحابة

فها هو حاول وبعد قرون أن ينال من داعية له باعٍ كبير من الدعوة إلى الخير فى ظننا به

فنجد أن هناك من يقول إنها صفقة، ومنهم من يقول حسابات خاطئة ،وآخرون يقولون لقد ضل وباع نفسه لحزب سيء السمعة

وإذا مثلنا الموقف بآخر بسيط للغاية

شخص يريد الدخول لفلسطين للجهاد ولمساعدة إخواننا فى فلسطين، وضاقت به السبل، ولم يجد غير التأشيرة الإسرائيلية التى ستلوث جواز سفره

فهل ينتفض ويرفض هذا الدنس ليحتفظ بجوازه ناصع البياض بجانب مستقبل خالٍ من الجهاد أم يقبل مضطرا لأن الهدف ليس سياحة أو نزهة بل أسمى وأرقى.. إنه الطريق إلى الجنة

"ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله"

إن عمرو خالد لم يذهب للإسكندرية لدعاية حزب، ولا مرشح، ولا مهاجماً آخر

لم يذهب إلا ليقول ربى الله..كانت هذه رسالته طيلة سنين دعوته

دعونا نحسن الظن بمن أحسن بشبابنا الظن، وروى بذرة الخير بداخلهم حتى أصبحت شجرة طيبة تؤتى أكلها لمن حولها

كان يمكن لعمرو خالد أن يعلن عن هذا العرض ويرفضه حتى يكسب شعبية أكثر إن صدق قولهم

وهل يسعى لشعبية محلية فى مدينة، وهو يحظى بشعبية ملايين عبر الفضائيات التى هى عالمية وليست محلية!

كان يمكن لعمرو خالد أن يتزعم موقفا بطوليا ..ولكنه لا يسعى لشعبية ولا لشهرة... ولكنها الرسالة

الرسالة التى أخرجته من مصر ..والرسالة التى جعلته يعود لوطن أُبعد عنه..والرسالة التى تملى عليه قوله تعالى

"فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ"

هذه الآية الكريمة أمر من الله عز وجل للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أن يقوم... بتذكير العباد وهي مهمته... و أنه عليه الصلاة والسلام مُذكر وليس بمسلط على العباد لإكراههم وإجبارهم

فمن يحمل رسالة أو دعوة ليس له أن يختار من يذكرهم، ولا المكان الذى ينشر فيه دعوته ورسالته، ولكن يحمى الرسالة من الاستغلال، وقد فعلها عمرو خالد حين أعلن وصراحة انه ليس مع حزب ولا ضد آخر ولا يعلن لمرشح، وإنما قال خلوا بينى وبين الناس من باب إزالة العوائق وكسر الحواجز بين الدعاة والناس حيث لا شروط لمكان أو أشخاص

ففقد كانت الداعية زينب الغزالى رحمها الله تدعو العاهرات وتذهب لهن فى عنبر المستشفى الخاص بهن لعلاجهن من الأمراض التى تتناقل لهم من ممارستهن للرذيلة، وقد كانت سببا فى هداية الكثيرات منهن، وأقامت لهن مشروعات يتكسبن منها بعد تعافيهن

فدعوه لدعوته، وكفوا عن تلاسنكم

فالمجتمع أصبح يتلاسن ، ولا يعمل ، ثم صار ينال من الرموز ويتهمهم بما لايليق

فلو أعرض عمرو خالد عن الدعوة ورفض العودة للوطن لاتهموه بالعمالة... ولو قبل الدعوة، ولبى، اتهموه بالخيانة.. وهو براء من الاثنين

المكان ليس مقرا للحزب الوطنى، ولا توجد لافتة واحدة انتخابية، ولا مرشح الحزب حضر المحاضرة

إذن فما المشكلة؟

هل لأنه لم يظهر العداء ويهلل ولم يكن عنترياً؟

وأيه صفقة التى سرعان ما أُعلن فيها عن طرفين

فلنصبر وننتظر حتى يُعلن عن الصفقة ويوقع كل البائع والمشترى عندها سنقول
((خسرالبيع أبا على))

إنما أن ننسج قصة بناء على ظنون ومشاعر وحمية فهذه طبيعة البشر .....وأن يستمر الدعاة فى طريقهم غير مبالين فهذه هى منهجية الدعاة

دخل الرسول عليه الصلاة والسلام إلى قريش بعد صلح الحديبية ، وقد جلس مع قريش كان يريد الدخول لحق له وهو العبادة ، ومع ذلك جلس مع أباطرة الكفر..وهاهو عمرو خالد جاء بناء على دعوة من جمعية تنموية يتبناها الحزب لينشر كلمة الله التى من واجبه أن ينشرها بين العصاة قبل الطائعين

قد يستغل الحزب عمرو خالد فى الدعاية...قد يكون للحزب حسابات أخرى..ربما يريد الحزب أن يغسل ملابسه الرثة بدعوة عمرو خالد

هذه نواياهم والله أعلم

أما التوقيت الذى توجسنا منه جميعاً وساءنا عدم تأجيله ، فأقول إن عمرو خالد يرى أنه صاحب رسالة لا ينبغى أن يرفض دعوة ، يحسن النوايا، ويعطى مما أعطاه الله من علم
فقد أنزل الله عتابا شديدا لرسوله حينما أعرض عن عبد الله بن مكتوم فقد كان التوقيت الذى طلب فيه عبد الله بن مكتوم من الرسول غير مناسبا، حيث كان مشغولا بحديثه مع زعماء قريش ، فصاحب الرسالة لايتوانى عن طلب ، ولا موعد لطالب علم ،" فما يدريك لعله يزكى"

وما يلزمنا تجاه عمرو خالد هو حسن الظن به، والتماس العذر، فخير الناس أعذرهم للناس

وجب على عمرو خالد الرد ..وحق علينا أن نصدقه القول

وقد أعلن عمرو خالد عن نيته ؛ ليزول الشك كما أعلن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما همَّ صحابيان بالشك

إنما أن نُصر على إساءة الظن ونسج قصص وإبرام صفقات.. فكل ذلك مضيعة للطاقة والوقت

ولمن اعتبر موقف عمرو خالد هو الضلال فلهو ما يعتقد ولكن أقول له

"لا يضركم من ضل إذا اهديتم"

فيا شباب الأمة عليكم أنفسكم قد هداكم الله وجعل عمرو خالد سببا فى هدايتكم فمن كان يعبد الله فان الله حى لا يموت، ومن كان يعبد عمرو خالد فان عمرو خالد قد يصيب ويخطئ

فأن رأيتموه أخطأ فصبر جميل والله المستعان ..واثبتوا على ما أنتم فيه حتى يحق الله الحق بكلماته


فصل القول.....

حسن الظن والصبر وبعد النظر يقودنا جميعا للفهم الصحيح

دور الداعية لا يستند على هوى وحمية ..بل هو رسالة لكل الناس" قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي"

الدعاة لهم منا احترام وتقدير، ولا يصح الطعن والتجريح فى موقف قد لا نستوعبه جيدا حينها، وأدب الاختلاف يدعونا لاحترام من نختلف معهم


ف على رسلكم...إنه عمرو خالد

رفعت الأقلام ....وجفت الصحف

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م