الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

القوامة تكليف ..وليست تشريف


ماذا تعنى القوامة؟

وكيف يستخدمها بعض الرجال ويعتبرها تشريفا وليس تكليفا فيقوم بفرض سطوته على الزوجة ويمنعها حقوقها التى أعطاها الله والمجتمع والقانون إياها ويفقدها أهليتها ويفرض قوامته على فكرها وعقلها وحريتها؟ويعتبرها تابعا فقط له ومنفذا لأوامره وكل ذلك بدافع قوامته


يختلف المفهوم القرآنى للقوامة عن المفهوم الاجتماعى الذكورى

فبينما يراها الإسلام قوامة المسؤوليات والانفاق وتبعاتهما وهى قوامة مبنية على الشورى التى هى أساس الإسلام يراها البعض قوامة القهر

وفى حين ان الإسلام لم يعط القوامة للرجل كتمييزا لعنصره عن الأنثى نجد ان بعض الرجال يزهو بقوامته كما ينتشى بذكوريته

اما ذوو الشوارب الذين يعتبرونه مدعاة لقوامتهم بل ويعتبروا القوامة ضربا من التسلط وذلك لتوافق ذلك وطبيعتهم فهناك من الرجال من تتعاظم عنده نزعة التسلط وفرض الرأى ويلصق هذا بالقوامة مرتديا عباءة الإسلام فلينح هواه بعيدا عن الشرعية

(وإن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم)


يقول سبحانه وتعالى

:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}

ولم يكن قوله عز وجل خلقناكم من ذكر ثم أنثى حيث ان ثم تفيد التراخى ويكون هناك مرتبة ثم أخرى بالرغم من آدم خلقت ثم خلق الله حواء

ولكن عز وجل ساوى بين الجنسين فى المرتبة ولا فرق بينهما إلا بالتقوى




ان اسلامنا العظيم لم يكلف الرجل هذه المسؤولية إلا لفطرته التى تؤهله للقيام بذلك
وكما وكّل إليه ذلك أكد عليه فى مواضع من القرآن والسنة بأهمية المرأة وقيمتها وأوصاه بها
وجعلها مساوية له (النساء شقائق الرجال) فى الحقوق والواجبات

ولا تتعارض قيمة المرأة وقوامة الرجل فكما يحتاج البيت إلى المسؤولية والعناء يحتاج إلى العاطفة والحب

كما إن مسؤولية المنزل الإدارية غالبا ما تكون على كاهل المرأة وتكون هى صاحبة القرار فى أمور عدة تتناصف مع القرارات التى يتخذها الرجل شورى مع زوجته


وقد فسر العلماء قوامة الرجل على المرأة بعدة أسباب

*الانفاق عليها
*العقل الذى يغلب على العاطفة بعكس المرأة
*الفطرة الخاصة بكل منهما وقد فطر الله الرجل على تحمل المسؤولية بمشاقها


فماذا لو انتفى أحد هذه الأسباب ؟؟

وماذا لو انتفت جميعها؟؟

وكثيرا ما نرى فى المجتمعات البسيطة غير المثقفة تخرج المرأة للعمل للانفاق على الأولاد والزوج الذى غالبا ما يكون عاطلا برغبته..متقاعسا عن الإنفاق.. سعيدا بإقامته فى المقهى الذى لا يبرحه


تقول (ش)
أعمل فى خدمة تنظيف البيوت واقوم بالصرف على البيت والأولاد وأحيانا أقترض من المخدومين لسد احتياجات الأولاد والزوج
زوجى لا يعمل ويتناول المخدرات ..وعندما أطالبه بأن ينفق على البيت او يترك لى ما اتكسبه للأنفاق على أولادى يقوم بضربى

وبالنسبة لباقى الأسباب التى ارجع العلماء لها قوامة الرجل

العقل والفطرة التى تؤهله لها

فكما أن اغلب النساء تغلب عليهن العاطفة على العقل فأيضا قلة من الرجال لا يغلب عليها عقلا وهناك من يشذ عن الفطرة

فهناك من الرجال من لايملك عقلا واعيا وحسن تصرف لكثير من الأمور او من هو سلبيا فى نهج حياته بأكمله

وبالتالى فهو غير جدير بإسناد القوامة

وتقول (أ)
زوجى سلبيا وضعيف الشخصية ومرجعيته فى كل امورنا هى والدته التى يستشيرها فى كل خاص وعام وهى سيدة غير متعلمة وذات عقلية متخلفة وأفقا ضيقا
وجميع قراراته المستندة على والدته أثرت على حياتنا بصورة سيئة جدا


وهناك من تكتمل فيه مقومات القوامة وبسبب ظروف عمل او سفر يتغيب بصورة مستمرة عن بيته ومن ثم تتحمل زوجته مسؤولية البيت من صنع قرارات أو تنفيذها لان الزوج بعيدا عن حلبة المسؤوليات

تقول (ن)
زوجى فى سفر دائم منذ زواجنا لظروف عمله وبالتالى فأنا أتحمل مسؤولية البيت والأولاد والمدارس وكل شىء ومن غير المنطقى ان أهاتفه فى كل أمر أو قرار أو انتظر قدومه فى فترة أجازته
فقد اعتاد هو أن أتحمل مسؤولية كل شىء واعتدت انا قوامتى فى البيت وتركها هو لى بلا نزاع

فصل القول....

كل التكاليف والأوامر الآلهية والنصوص القرآنية بثوابتها الشرعية ومرونتها الظرفية اختلفت من شخص لآخر من ظرف لآخر

الصلاة..التى هى عماد الدين تحت ظروف معينة جُمعت ..قُصرت ..قُدمت وأُخرت وأُديت.جلوسا ورقودا مراعاة للظروف

وسقطت عن من لا تكتمل فيه شروط إقامتها أو إحدى هذه الشروط كالعقل أو البلوغ

وبالتالى تسقط القوامة عمن لا تكتمل فيه شروطها ..وعلى العلماء التصريح بذلك

الصيام .. تحت ظروف معينة أفطر المريض والمسافر


وهذه أركان الإسلام وعلاقات بين العبد وربه..

والمنطقى ان تكون العلاقة بين المرء ونظيره أكثر مرونة وأعرض مساحة للنقاش
ولكن فى ظل التعتيم الذكورى لمفهوم القوامة يظل مفهوم القوامة . هو قمع الفكر والحرية

ويظل الرجل يمارسه بتسلط وتستقيه زوجته كما يريده

لم يُصرح القرآن الكريم باستثناءات القوامة فى كتابه الكريم
والموضوع ترك لاجتهاد العلماء ليناسب كل عصر وكل ظرف
ولم يخاطبنا الله عز وجل فى مواضع كتابه بأولى النهى إلا لنتجهد ونفكر ولا نضل

وفى السيرة النبوية مواضع كثيرة نُفرد لها مقالا آخر

فياأولى النهى..انصفوا المرأة كما نصفها ربكم وكتابه..
ريم المصرى

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م