السبت، 24 يناير 2009

غزاوية على الأراضي المصرية





قد يُخيل إليك حين تزورهم إنك ستفوت إلى حوانيتِ اليأس لتبتاع الألم..


أوإلى أرضٍ بور ترويها دموع لا تطرح إلا العدم ..


أو ستمر فى طرقاتٍ معتمة لا ترى فيها أين يخطو القدم؟


ولكن المفاجأة أننا زرنا الأملَ يطل من شرفاتِ القلوب..والنية الصامدة فى الدروب..والهدف الذى يشرق بلا غروب
إنهم جرحى بلا جروح..فى جسدهم كُلم لا يمس الروح..فى قلوبهم إيمان بالعيون يبوح..وفى الصدور نية بالشهادة تلوح
إخواننا فى غزة..رمز للعزة
فى وفد من المبادرة النسائية لنصرة فلسطين، وبالتنسيق مع اتحاد الأطباء العرب كان اللقاء فى مستشفى الهلال الأحمر ومستشفى فلسطين بالقاهرة




لا نتوقع من إسرائيل إلا الأسوأ
أحمد..شاب فى الحادى والعشرين من عمره أصيب بقذيفة فى ظهره أدت إلى أصابته بشلل نصفى ..
تهدم منزله.أُصيب أخوه..فقد كثير ..حتى زهرة شبابه
فلا عمل..ولا مأوى ..وكما قال الحصار سوانا ومن ثم كانت المجزرة
ومع ذلك لا يأمل فى المفاوضات فقد قالها خاله ومرافقه
ماذا تتوقع من مؤتمر القمة أو المفاوضات؟
صار لنا سنين فى المفاوضات....إسرائيل لا تعرف السلام ولن نتوقع إلا الأسوأ
كم نسبة الشعب الفلسطينى الذى يؤيد المقاومة؟
الشعب كله مع المقاومة
لا أطلب من الشعوب العربية غير الدعاء.
نفقد أعضاءنا ولا نفقد كرامتنا
عدنان جميل
أصابته قذيفة فتم استئصال إحدى الكليتين وثلاث فقرات من العمود الفقرى
ومع ذلك تشع الوجوه بالرضا..وتنتطلق الكلمات من الأفواه مدججة بالإيمان والثقة
ماذا تطلب من المصريين؟
الشعب المصرى معنا قلباً وقالباً ..يحمل القضية معنا..يشد أزرنا بكل السبل ..ومعنوياتنا ترتفع بزيارتكم لنا



المقاومة شرفنا
وانت يا خليل شرف للعرب
من سرايا القدس كان خليل 18 سنة
جُرِفت مدرسته
طلب الشهادة واستبسل من أجلها ونالها أخوه
تمزق فى المعدة وبترت ساقه..ولكن قويت إرادته
خليل ينتظر الخروج ليرجع مرة أخرى فى صفوف المقاومة
الفرق بين الظلمة والنور شمعة
الفرق بين الحزن والبكاء دمعة
الفرق بين الموت والشهادة نية
الفرق بين إنسان وآخر قضية
إن أردت أن تعرف الفرق بين عمار وشخص آخر فلتسمع قصته
عندما دخل اليهود أراد عمار أن يصنع غمامة سوداء من أطر السيارات حتى لا يرى اليهود المواقع التى سيقذفونها من الطيارات ..فأخذ يشعل أطر السيارات والقذف يلاحقه
أصابه العدو فقطعت رجله ويده وكسرت الأخرى وأصيب ظهره ومقعدته إصابة بالغة وانتشرت الحروق فى جسده
عائلة عمار صورة من البسالة فأعمامه فى السجون الإسرائيلية وله أخ مصاب



لا تسقنى ماء الحياة بذلة........ بل فاسقنى بالعز كأس الحنظل






أم حسن..أصابها صاروخ سقط جانب بيتها فى ساقها وظهرها
لديها من الأولاد ستة جميعهم ببيت لاهيا عند جيرانها
تتصل يومياً بأولادها لتطلب منهم الخروج من دارهم لمقاومة الاجتياح ..
بل وتنذرهم بأن من لا يخرج فهو ليس بولدها
الحاجة هنية قنديل
استشهد ولدها..وإصابتها خطيرة..وتسأل الله الشهادة





هل رأيت رجل اليوم بطفولة الأمس؟



أحمد...طفل تشع البراءة من وجهه وإن نطق بالإلم...من مخيم الشاطىء
أصابته شظايا صاروخ واستقرت فى رأسه
ولكنه ليس كأى طفل..بالأحرى ليس كأطفالنا
فإن كنا نعد أطفالنا غدا ليصيروا رجالا..فهاهو الواقع الذى صنع
من أطفال غزة أبطالا ومحى بالأمس هراء كانوا يعدونه طفولة



حالات عدة..أغلبها خطيرة
فهذا فقد ساقه أو ساقيه..وتلك فقدت الابن..وذاك فقد الحياة
ولكن الروح واحدة..
البسالة..المقاومة حتى النصر أو الشهادة
إنه المرار التى يستغيه هولاء الأبطال
إنه الحنظل الذى أصبح طعامهم
ماذا تبقى له من إنسان غير إنسانية؟
قد يخذلنى القلم عندما أصف..وتعجز الكلمات لتسطر..حيث أن المشاعر التى سيطرت علينا كانت أكبر من الوصف والسطور
خمسون حالة شاهدناها..
لم نر غير روح واحدة ..والأعجب أننا قد نجد كلماتهم تسبق كلماتنا ..فيثنون علينا قبل أن نثنى على فدائيتهم..
نساء ورجال..الكل سواء..الأجر أكبر من العطية..والجنة تتزين لاستقبالهم
نعم.......
استوقفنا جسدا صامدا عاش لله نسكاً ومحيا ومماتا
نظرات عيون اكتحلت بظلام غزة ..أوباتت تحرس أجنادا
لمسات يد قد عجنت خبز لمقاوم, أو بترت أناملها استشهادا
أطراف باتت فى ثراها قد كانت تحمل للجند عتادا
لم نسع إلا أن قلنا فى حفظ الله يا جنود تحمل أبدا للشرف والعزة قلادة






ريم أبو الفضل

كابوس الواقع أم واقع الكابوس؟ (قصة قصيرة)

صرختُ فيها ...وهممت بأن أصفعها

تعاندنى على الدوام ..وأحيانا أشعر أنها تتلذذ باستفزازى

فإن قلتُ لها يمينا سارت يسارا..

كثيرا ما يأتى جيرانى على صوتى ...بل صوتينا

فلا تتوانى أن تجعل صوتها يعلو على صوتى ..وكثيرا ما تتطاول بألفاظ أخشى أن يسمعها جيراني

فأُسرع لأُوصد نوافذى قبل أن أُغلق فاها

كلَّ لسانى من النقاش معها ..وسئمتُ من ترويضها

تخرج كيفما تحب..وتعود وقتما تحب

ألمحُ الجيران يتغامزون..وأحيانا يصل إلى أذنيّ كلمات

اليوم خرجتْ كعادتها فى الصباح لم تجبِنى حين سألتها متى ستعودين...

أغلقت الباب بشدة فى وجهى
التهمنى القلق عليها...

هاتفتُ كل صديقاتها ولكن معظمهن كنَّ على شاكلتها
انتصف الليل..

وأخيرا دق الجرس..كانت دقات قلبى تعلو على صوته

دخلتْ دون أن تلقى السلام...سألتها لماذا تأخرتِ؟

جاءنى ردها باردا: كنت أُذاكر عند صديقة لى

ولِمَ لمْ تخبرينى..

كان ردها أكثر برودا : نسيت

حاولتُ استجداء عطفها وإبداء قلقى عليها ولكن ردها كالعادة كان جارحا

تشاجرنا وارتفع صوتها وخشيت أن يوقظ الجيران.. صرخت فيها ...وحاولتُ أن أصفعه
ا
وكان ردها أسرع من يدى فدفعتنى بقوة لأسقط على المقعد وترتطم رأسى

نهضتُ فزِعة من نومى ..استعذتُ من الشيطان ...وحمدت الله كثيرا

ذهبت إلى حجرة ابنتى المعاقة لأطمئن عليها لأجدها نائمة كالملاك

تنفست الصعداء...الحمد لله... كان كابوساً

الحمد لله أن رزقنى ابنة معاقة وليست عاقة
ريم المصري

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م