الاثنين، 30 أبريل 2012

إطلالة

إطلالة


كثيرا ما تستوقفنى أحداث..أشخاص..مواقف قد أكون فيها بطلة، أو كومبارس ..متفرج، أو قارئ

وليس ما يستوقفنى الحدث نفسه، أو الشخص ذاته.. بل أننى دوما ما أشرد أمام الحدث ، أو أتأمل الموقف ..أو أغوص بداخل الشخص.. فتنجلى لى أمور كثيرة، أو هكذا تبدو لى

من هنا كانت إطلالتى على شخص، أو موقف أو خبر ليس لممارسة دور المتأمل فقط..ولكن لعمق قد أراه بداخل أى منهم

وأثناء وحدتى التى أقتنصها من يومِ مشحون، أمارس تأملاتى من خلال إطلالتى على يوم يطل... أو يطول

العدل أساس الملك

  يقول أرسطوطاليس... بالعدل يقهر العدو
وقياسا عليه.. فإن الظلم يقهر ويفتت أبناء الوطن الواحد
ومن هنا انطلقت سياسات المجلس العسكرى فى الآونة الأخيرة
فالعدل قد ألح بطيفه على طائفية أعضاء المجلس العسكرى فى كيفية تطبيق العدل للإقصاء بمرشح الرئاسة الذى يحظى بشعبية كاسحة
فقد زّج المجلس العسكرى برمز من رموز النظام القديم ، فاستشاط الشعب غضبا ، واعتبر أن قضية إقصاء هذا المرشح مسألة حياة أو موت
و"على جثتنا يا سليمان"
إنه الشرك الذى دوما ينصب لنا..فنقع فيه ونحن راضون
نفس اللعبة التى كان يمارسها النظام القديم
أن يضعك بين خيارين كلاهما سىء فتختار الأقل سوءا داعيا الله أن يكلل جهد وخيارك بالنجاح
ولعبها المجلس العسكرى
وبرغم تعليقات الصحف العالمية على ترشيح سليمان لم تثن من عزم ومن جزم
فبينما وصفت صحيفة الدايلي ميل البريطانية ترشح رئيس مخابرات نظام مبارك في أول إنتخابات رئاسية بعد الثورة بأنه إهانة لمصر
فقد تم الزج بسليمان ليس لخوض الانتخابات ، ولكن ليقصى حازم أبو إسماعيل الذى كان يحظى بشعبية هائلة،  وخيرت الشاطر الذى سيحشد له الإخوان كل إمكاناتهم
وتطبيقا لمبدأ العدل والقانون
تم إقصاء أبو إسماعيل والشاطر  ..وحتى لا يعترض المعترضون فقد تم  إقصاء سليمان
سجد الجميع شكرا
الحمد لله أن سيمان خرج من السباق
  لعبة عادلة من وجهة نظر المجلس العسكرى..ولكنها ليست نظيفة
ولذلك فلن نقول لمن لعبها ..
ياحريف..
بل هناك نعت آخر يأبى القلم أن يسطره


يوم الأسير

17 إبريل 1974

ذكرى خروج الأسير الفلسطينى محمود بكر حجازى من سجون الاحتلال فى أول عملية تبادل أسرى

حرص الفلسطينيون على إحياء يوم الأسير هذا العام بشكل مختلف

فقد استخدم الفلسطينيون الاضرابات والاعتصامات فى احتجاجهم على ممارسات العدو الإسرائيلى فى السجون ،وتضامنا مع الأسرى الذين بدأوا إضرابهم عن الطعام يوم 17 إبريل

أما ما أفزع العدو الصهيونى هو مشاركة كافة الفصائل فى هذه الفاعلية حيث رفعت كل الأعلام الفلسطينية جنبا إلى جنب من كل الفصائل

فقد تشاركت حماس وفتح والجهاد الإسلامى فى هذا اليوم ..لأن الهدف واحد

حمل يوم الأسير رسالة واضحة مفادها أن لا وقت ولا مكان  للخلاف ، ولابديل للجميع سوى نبذ الفرقة، والالتفاف حول المصالحة والمقاومة
وهذا هو السلاح ضد الاحتلال الإسرائيلى

أما من  يوم للشهيد ؟؟

تتوحد فيه كافة القوى السياسية
نلتحم فيه أمام عدو قد يفزعه التحامنا
نتناسى فيه اختلافاتنا، ونتذكر فيه من ضحوا بدمائهم من أجل أن يحيا الجميع
أن نغض الطرف عن هفوة..وأن نغفر زلة
أن نكف عن التلاسن، والتفحش
أن نظل على عهد بأن دماءهم لن تذهب سدى ..وأن حقهم سوف يعود عاجلا أو آجلا

شهداؤنا لم يروا الأرض بدمائهم الزكية لكى نتخذها حلبة للمصارعة 

بل لنتخذها وطنا نعيش فيه جميعا

اصرخوا من أجل الحليب

ذهبت لزيارة إحدى صديقاتى التى قد أنجبت حديثا ثالث أطفالها..

كانت صديقتى مشغولة بأعمال المنزل ..وسرعان ما دخلت المطبخ حتى تعد الطعام لطفليها تاركة رضيعها يمص أصابعه جوعاً ..فقد كان أخواه يطلبان الطعام ؛ فاستجابت لهما ولإلحاحهما

ارتفع صوت الرضيع طالبا الحليب..ولكن صديقتى انهمكت فى إعداد الطعام للثائرين الصغيرين..

ارتفع صوت البكاء..حتى صار صراخاً وهنا اضطرت صديقتى أن تقوم بإعداد الحليب لرضيعها الذى لم تهتم لجوعه حين مص أصابعه..ولا لبكائه حين طلبها وطلب طعامه..ولكن اضطرت للاستجابة لصراخه

وهنا تأملت الموقف سريعا بابتسامة ساخرة

فقد استجابت الأم ليس لنداء الأمومة فقط ،ولكن لمن علا صوته وطالب وأصر..رغم أن المنطق يقول أن الضعيف الذى لا يستطيع التعبيرقد تهرع إليه أحق من الآخرين

ولكن الصوت العال يقرع الآذان فيستجب أصحابها..والضعيف الساكت الجائع لن يحصل على طعامه إذا ما انطوى على جوعه يمص أصابعه، أو يربط على بطنه حجرا

أيها الجائعون..

اصرخوا من أجل الحليب..فلن يستمع أحد لمُطالب.. إلا إذا كان لحقه صارخاً

السبت، 21 أبريل 2012

وفى التوافق..قوة




نتفق .. نختلف
نجتمع .. ننصرف
ننكر ..نعترف
فلن نتفق من الياء للألف
فتوافقنا على الفابئية ..فكر منحرف
لا زعيم  يقود ولا قائد له ننجرف
إنما التوافق حل لمن جهل ومن عرف
فكفى الأمة شتاتا أن للفرقة تنصرف


أن تتوافق كل أطياف الشعب ..وكل القوى السياسية ..وكل الاتجاهات المختلفة..وكل الشرائح على شخص واحد أمر ليس سهلا

 وهنا يسمى هذا الاختيار، وهذا الاتفاق بالتوافق .

هذه المفردة التى اتخذت معنًى كريها ومنبوذا للغاية ..وهى لا تعبر إلا عن مرونة وطواعية..اتحاد واشتراكية...  اشتراكية بمعنى اشتراك الجميع، وليس اتجاه

المشكلة ليست فى المفردة وإنما فى فهمنا لها، والأكثر إشكالا هو المتسبب فى هذا الفهم .

فسوء الفهم الذى قوبلت به اللفظة بسبب سوء الفعل من المجلس العسكرى، ومن الحكومة.

ولو كان المشهد السياسى يتسم بالشفافية والحرية بالفعل ؛ لتقبل الشعب هذه اللفظة ..ولربما كان هو أول من أطلقها، وطالب بها.

كنا سابقا وما السابق ببعيد ..إذا ما سمعنا تصريحا تشككنا فى صحته، ولسنا ملومين، فقد كان النظام هو المتسبب فى هدم جدار الثقة بينه وبين الشعب

فإصرار المجلس العسكرى على الإبقاء على النظام القديم بتشكيل حكومة، أو بتعيين محافظين، أو غيره هو ما جعل الشعب يرفض مصطلح الرئيس التوافقى

ويقتنع أن التوافق ليس فى صالحه إنما هولصالح العسكر ،و هو تلافق أو تنافق  كما يسميه .

إن أفضل ما  أتتنا به الثورة هو حرية الاختيار.. حتى وإن كانت هناك سيطرة على العقول ؛ فحرية الفكر والاعتقاد تحتاج لثورة عقول، وليست أجساد

فحرية الاختيار التى كنا نفتقدها أصبحت بين بيدينا

ولكننا أصبحنا مثل الطير الحبيس الذى خرج مؤخرا من قفصه.. فتناقلته الريح، وصادمته السحب، وضللته الشهب

فضل الطريق وقد كان عنه بمنأى ..فيرفض مرشدا، ويتجاهل ناصحا، ويخوّن رفيقا، ظنا منه أن كل ذلك قيدا يعيقه عن الحرية

نفس الخلاف هو ما يحدث حول لجنة تأسيس الدستور، وعدم الاتفاق عليها، ومن ثم  فشل فى الاتفاق حول لجنة من المفروض أن تتفق فى وضع دستور.

فمن اعتراض، لاختلاف، لانسحاب.. للجنة بلا أعضاء.. ووطن بلا دستور .

كم خطير من الخلاف حول كل شيء، وكأننا اتفقنا ألا نتفق .

إن الحرية ليست فى قول لا فقط

وإنما هى أن نعرف متى نقول لا دون أن نختلف.... ومتى نقول نعم ونحن نحاول أن نتفق

حريتنا اليوم تشتتنا وتمزقنا..

فكم من شامت سيظن أننا لم نخلق إلا للعبودية
وكم من ديكتاتور سيدّعى أننا لا نصلح لديمقراطية 
وكم من خائن سينعت أبطالا  بتهم وفرية
وكم من منافق سيلعق حذاء العسكر والحرامية
وكم من ضعيف قد يكفر بقيم الثورة والحرية  

إن توافقنا واتفاقنا هو سلاح ضد أعداء هذه الثورة

هو جدار حام لمن يتربص بها

هوعهد ووعد يحمينا جميعا

فالاتحاد قوة والفرقة ضعف

فإن نجح أعداؤنا فى فرقتنا..فقد نحجوا فى إضعافنا..وفشلنا فى هزيمتهم

فى عام وبضعة شهور لم نجن إلا خلافا ..وصراعا

فإن كنا توحدنا فى 18 يوما... فى محنة الثورة

ألا نتوحد في عام... في منحة الثورة

الحرية

 إنها منحة الشهداء لنا

 فلا تنحروها على مذبح الخلاف والاختلاف

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م