السبت، 7 أغسطس 2010

اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون




"من إمارات الخذلان معاداة الإخوان"

وهل هناك خذلان وسفه أكثر من عداء لشقيق ؟

والأكثر خزيًا هو إعلان العداء ، وتضخيمه، وتمويله بالحطب والبنزين ليشتعل

هذه هى سياسة حكوماتنا ، وإعلامنا...وللأسف تبنتها الشعوب فالناس على دين ملوكهم
منذ خمسينات القرن العشرين والجزائر ومصر تربطهما علاقات تاريخية ولم لا؟ والأرضية المشتركة بينهما تكاد تكون مساحات واسعة من اللغة والعروبة والديانة
فقد وضعت مصر كل إمكانياتها المادية والمعنوية لمناصرة ثورة الجزائر عام 1954 إلى أن حصلت على استقلالها، كما كانت أولى الدول التي شاركت بأبنائها في تحقيق عملية التعريب لمناهج التعليم بالجزائر واستعادة هويتها العربية.
وشاركت الجزائر مصر بكل قوة في حربها مع إسرائيل عامي 1967 و1973 وسال الدم الجزائري مع الدماء المصرية على أرض سيناء.. وخلال العقد الأخير من القرن العشرين شهدت العلاقات بين البلدين آفاق جديدة من التعاون واتفاق الرؤى بشأن مختلف القضايا الدولية والإقليمية ويأتي على رأسها الصراع العربي الصهيونى
فكيف لشعبين اجتمعا فى أشد الظروف أن يتفرقا بسبب لعبة من المفروض أن يتحلى ممارسوها ومشاهدوها بالروح الرياضية

وانتهت المباراة ومازلت القلوب تحمل بعض الضغينة التى خلفها التعصب الممقوت

حاول البعض احتواء الأزمة، واستغل الآخرون الفرصة للصيد فى الماء العكِّر

إن مصر الجزائر شعبان جمعهما كفاح غلفه الأمل، وتعاون موصول بالعمل

وبالرغم من التاريخ بينهما صفحة متوشحة بالبياض ، إلا أن هناك من يصر على أن يسكب محبرة سوداء ليشوه تلك الصفحة

فالأبواق هنا ما زالت تنعق، والصحف الصفراء هناك لازالت تنقب عن ماء أجاج تنهل منه ، و لن يروى ظمآنا

ما أحزننى هو موقف بالأمس القريب بعد أن كادت الفتنة تخمد للمناضلة الجزائرية جميلة بو حريد التى نطلق اسمها بكل فخر على شارع مصرى، وتنتج السينما المصرية ملحمة درامية تحكى تاريخها

فقد رفضت المناضلة دعوة السفارة المصرية لحضور الاحتفال بيوم الجلاء الذى تحتفل به مصر كل عام بخروج آخر جندى بريطانى

بل أصرت بو حريد أن تفتح ملف التوتر بين مصر والجزائر بكثير من التصريحات التى تزيد الأمر تعقيدا

واليوم تطالعنا الصحف بأن التلفزيون الجزائرى سوف يقاطع الدراما المصرية فى رمضان، الخبر قد يكون إيجابياً إذا كان السبب أن الدراما غير لائقة وتحوى كثيرا من المشاهد الفجة وعدم مناسبتها للشهر الفضيل ، واستبدالها بأخرى تاريخية أو دينية، ولكن التلفزيون الجزائرى استبدلها بالدراما المكسيكية والتركية و...غيرها، وأُرجع قرار المنع لنفس الأزمة الكروية الشعبية الموتورة
وكان من المتوقع أن يكون للمثقفين دورا يساهم فى حل هذه الأزمة ولكننا فوجئنا بإدارة الصالون الجزائري الدولي للكتاب تصدر تعليمات لكل اتحادات الكتاب ودور النشر التي تمت دعوتها للمشاركة فى المعرض بمنع عرض الكتب المصرية في أي جناح عرض داخل المعرض، ووجهت إدارة المعرض الجزائري الدعوة لكل الدول العربية للمشاركة ولكن لم تتقدم بدعوة لاتحاد الناشرين المصريين.
فإذا كان هو موقف عقلاء الأمة هو التغاضى عن الهفوات والإغضاء عن الزلات بل والتعالى عن الكبوات والسقطات

فماذا ننتظر من سفهاء الأمة الذين مازالو ينفخون فى الجمر لتستعر النار

فوجئت ببعض الشباب الذى يشجع أمريكا فى مباراة كاس العالم أمام الجزائر، ويتمنى فوز أمريكا تشفيًا فى الجزائر

وفى عشية وضحاها صارت أمريكا أقرب لنا من الجزائر!

أمريكا التى تمنع وتمنح..ليس لإنسانية.. ولكن لسادية

كيف يمكن للعدو أن ينقلب صديقاً ، ويصير الشقيق بغيضا؟!

لماذا تناسينا جوانتاموا ولم ننس أم درمان؟

احتلت فرنسا الجزائر لأكثر من قرن فطمست ثقافاتها , وشوهت تاريخها ، وارتفع شهداؤها لمليون شهيدا روت دمائهم ثرى الجزائر لتحررها من دنس الفرنسين

واليوم الجزائر فى فرنسا من أكبر الجاليات ، والمشاريع الفرنسية التى تتم فى الجزائر لا حصر لها، والمطاعم الفرنسية لا تخلو من العمال الجزائريين

وبالمثل مع بريطانيا التى احتلت مصر لأكثر من سبعين عاما، واليوم ترتبط مصر مع بريطانيا بعلاقات وثيقة على جميع الأصعدة

وتناسى الشعبان تاريخ المحتل الغاصب ، ولم ينسيا أياما من الحماقة ارتكبها الاثنان... بل طمسا تاريخاً طويلا من النضال المشترك

و...

سيظل الشقيق شقيقاً وإن شقونا بشقاوته

ويظل العدو عدوا وإن نأت دناوته

وغدا سيغدو الصياد بلا عملٍ بعد أن يزول للماء عكارته

دعوة للتأمل ثم للمصارحة تليها المصالحة...فلنتأمل الماضى..ونتصارح بأخطاء الحاضر..ونتصالح من أجل الغد



 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م