الخميس، 18 فبراير 2010

يومٌ للحب..و أُخر لغيره !




لماذا نحب فى يوم واحد فقط، ونحتفل فى عيدٍ له فى السنة ؟

إن رحلة الحب فى حياة الإنسان هى رحلة عمره تبدأ منذ طفولته، وحتى كهولته

فالذى يدفع عجلة الحياة هو الحب، والذى يخفف كدر العيش هو الحب، والذى يشحذ الطاقات والهمم هو الحب

إن بذل المشاعر وإظهارها له قداسة، وليس توقيت ، له معنى وليس مظهر، له تعبير وليس احتفال
إن أكثر ما يقلل من قيمة الحب فى زماننا هذا هو أن نجعل له يوماً وعيدًا نفتعل فيه المشاعر، فنرمز للحب ونقائه بلون الدماء

ونسطحه فنمثله فى قلبٍ أو دمية، أو حتى بطاقة تحمل بعض العبارات التى لم تخرج بطريقة تلقائية، وإنما كانت لأن اليوم هو عيد الحب

إن الحب أكبر وأعمق من أن نجعل له يوماً ...نصبغه بلون الدماء..نخصصه للعشاق..نقصره على عبارات الهيام

لا أعترض على التعبير عن الحب بكل الصور، ولكن الاعتراض هو انسياقنا وراء هذا "الفالنتين" الذى يُنسب له عيد الحب، فما روى عن هذا القديس من أساطير لا تمت للحب بصلة

أهكذا نهرع وراء أى مستورد سواء سواء أكان ثقافياً، أو اجتماعياً دون التفكير فى أصله ومنشأه!!

وعندما اعترض رجال الدين على الفالنتين فهم البعض أن الإسلام يعترض على تخصيص عيدا للحب، أو يوما للحب واتهموا رجال الدين بالرجعية والجمود

بالرغم من أن رجال الدين المسيحى هاجموا هذا العيد قبل القرن الخامس عشر ميلادى وتم إيقاف الاحتفال به فى إيطاليا نظرا للتعبير المخالف للدين عن هذا العيد حينئذٍ ، ثم عاد الاحتفال به بعد فترة

لم أرغب فى التعرض للبعد الدينى للاحتفال بهذا اليوم ..إلا أن المقام يدعونى لدفع تهمة إنكار الدين لمشاعر حفل بها الإسلام
فجعل للمتحابين منزلة يوم القيامة
ودعانا لأن نعبر عن الحب بكل الوسائل
بالرمز فأوصانا الرسول "تهادوا تحابوا"
بالمشاعر "حب لأخيك ما تحب لنفسك"
بالكلمات "الكلمة الطيبة صدقة"

وكثير من الوصايا النبوية التى تحث على وجوب المحبة بين الناس، وأساسها فى الزواج، وحتميتها بين الأسرة، وأهميتها فى المجتمع

وحتى المشاعر الخاصة التى لم ينكرها بل قننها وباركها ولم ير للمحبين مثل النكاح "ولم يستح حين تحدث عن حبه للسيدة خديجة قائلاً "إنى رزقت حبها"

إن تخصيص يوم واحد للحب قد يضعنا فى مفارقة فماذا للأيام الأخرى؟

هل لو اخترع لنا الغرب عيدا يسمونه عيد الكراهية ليكره كل منا فيه شخصاً، أو نظاماً، أو عدوا.. هل سيهرع البعض للتعبير عن مشاعر البغض نحودولة مغتصبة، أو عدو غاشم، أو شخص ظالم؟
فلنجعل المشاعر محلها القلب، وليحتفى كل منا بطريقته للتعبير عنها، فمن أراد أن يجعل لها يوما فله ما شاء ، ومن أراد أن يجعل لها أياما فهنيئاً له ما فعل

الأربعاء، 17 فبراير 2010

الفوز العظيم




تابعا جميعاَ مباريات بطولة الأمم الأفريقية ، وقد داخلتنا مشاعر كثيرة

الزهو الذى يخالطه الخوف..الكرامة المصرية التى رأى الآخرون أن استعادتها ستكون بفوزنا على الجزائر..

الفخر بأداء اللاعبين وبأخلاقهم وتدينهم...

حتى أن هناك من هاجم حسن شحاتة واتهمه باختيار المنتخب بناءً على معايير دينية، ودار جدل
واسع بهذا الشأن

رغم أنه لو افترضنا أن اختيار الجهاز الفنى للاعبين كان على أساس دينى أخلاقى؛ فهذا له أبعاد رياضية تحسم التزام اللاعب بعمله وتدريباته

وكلل الله جهود المنتخب بالفوز..وعادت لنا الكرامة المدحورة فى السودان بفوزٍ راقٍ ، كما اعتبره البعض

وكان من الممكن أن يصبح انتصارنا أكبر قدرا لو أن الفضائيات تخلت عن لغة الشماتة فى الخطاب ..فالفرحة تجلب التسامح، وتجُب ما قبلها

تحلى البعض بسمو الخطاب الإعلامى والروح الجميلة التى تعفو عند المقدرة، وظهرت للأسف الأبواق التى نعقت مجددة نار الفتنة بين مصر ودولة عربية مسلمة بسبب مجال من المفروض أن يتسم بالروح الرياضية

فلا تشوهوا انتصارنا النفيس بمعارك رخيصة

أما وقد انتهت البطولة بفوز مصر..فقد حان موعد وقفة مع النفس لنحلل بطولتنا ،ونحاول أن نكررها فى مجالات أخرى ..

وتعالوا جميعا نسأل أنفسنا هذه الأسئلة

هل فزنا أم انتصرنا؟ ومن الفائز ومن الخاسر؟

وماذا حققت لنا البطولة؟ وماذا قدمنا لها حتى نحصل عليها؟ وما مدى استفادتنا منها

نعم قد انتصرنا فى المباراة (وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم)

لم تكن البطولة بسهلة، ولم يكن النصر يسيرا.. إلا بتوفيق من الله

لم يكن اختيار حسن شحاتة للاعبين بوساطة ، ولا لأن كابتن الفريق ابن فلان ..والمهاجم ابن علان..بل كان الفريق من بسطاء الشعب ،ومن قرى مصر ونجوعها

كانت الكفاءة وحسب ، وتزكيها أخلاق اللاعبين وتدينهم

هذا وقد قدمت لنا البطولة ثقة افتقدناها ..وفرحة فقدناها..ووحدة طالما ناشدناها

فالشعب يبحث عن الفرحة بعد أن وئدت..عن أى شىء يجمعه بعد أن فرقته الكوارث...وعزلته ظروف العيش فبات يدور وحيدا رغم الزحام فى رحايا لا تتوقف للبحث عن لقمة العيش..

إذن فاجتماع الشعب أمر ليس صعبا..ووحدة الأمة أمر ليس مستحيلاً

ماذا قدمنا للفوز وللمنتخب كى يربح فى البطولة؟

قدمنا الدعم المادى بلا عجز فى الميزانية

قدمنا فريقاً مدرباً، وكوادر اختيرت على أساس صحيح

قدمنا قائداً واعياً يعمل لنصرة فريقه، وفرحة شعبه، ورفعة وطنه

حددنا الهدف فكان جليّاً..وقدمنا له كل ما يحققه..

كانت هناك استراتيجية مرسومة..موعد للمحاسبة أو المكافأة

نحن لدينا فى كل مجال منتخب..لدينا علماء وأدباء وفنانون وعباقرة ينتظرون اختيارهم فى المنتخب

فإذا أنفقنا على البحث العلمى بسخاء كما أنفقنا على الكرة ؛ لظهر عندنا منتخب العلماء

ولو ارتفعت ميزانية التعليم واهتممنا بالفريق المعلم والمتعلم؛ لظهر لنا جيلا مختلفا يحق لنا أن نفخر به كفخرنا بالمنتخب، وربما أكثر

واذا أسقطنا هذه البطولة على واقعنا السياسى فلنا أن نتخيل الآتى

حسن شحاتة القائد والجهاز الفنى معاوناً ،الملعب بأدواته هو الوطن ، اللاعبين هم الوزراء والمسؤولين، والجمهور هو الشعب

أدار حسن شحاتة "القائد" فريق اللاعبين المنتقى بعناية ،بحزم ورقابة، والتزام من الجانبين

رفض المعونات الأجنبية أوالمدرب الأجنبى ، فملكوا جميعا أمرهم

أدى اللاعبون أدوراهم بكل إتقانٍ وتفان ؛لأن لا مكان فى الملعب لكسول أو فاشل

كان الشعب مؤيدا ومشجعاً ودافعا للجميع نحو أداء أفضل

اعتصم الجميع بحبل الله ..سجدوا لله شكرا..فكان النصر

الفوز ورد فى القرآن ثلاثة أنواع وهو.. الفوز المبين، والفوز الكبير ،والفوز العظيم

أعلاها مرتبة العظيم، وفسره المفسرون على أنه الفوز بالجنة

يارب ....النصر....والفوز العظيم

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م