الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

النفير...النفير

*النفير...النفير

صاح بها المعتصم بعدما استصرخته الهاشمية، وهى أسيرة فى أيدى الروم، ففزع من مرقده، وقال لبيك لبيك، وغزا عمورية، وأنقذ الهاشمية

يالبيك..

صاح بها الحجاج حين نادته امرأة مسلمة يا حجاج، وقد عرضت لها قبيلة من قبائل الهند، فأخذت السفينة التى كانت عليها، وكان هذا سببا فى فتحهم للسند


أما حادثة سوق بنى قينقاع فجميعنا يعلمها ..وما شدنى أننى كلما قرأت الحادثة فى مصدر أجد لفظة المسلم الذى ((وثب)) على اليهودى فقتله ؛لكشفه سوأة المرأة المسلمة

والوثب فى اللغة هو القفز

نعم الأمر لم يحتمل التفكير أو التمهل..فهى امرأة مسلمة، وأهينت أو تحرش بها اليهودى فلابد وأن ينتفض المجتمع للواقعة

ورغم أن الواقعة الأولى والثانية ليستا تحرش بالمرأة ولكنهما مساس بها..ومع ذلك كانت الحرب

بعد حادثة التحرش الجماعية فى العيد والتى أصبحت وللأسف تتكرر فى كل عيد تقريباً، وكنت أريد طرح الظاهرة التى للأسف خرجت من طور الحادثة للظاهرة

فبالأمس كان التحرش يتم فى منتصف الليل وفى شارع هادىء خالٍ ممن يحملون النخوة والشهامة

اليوم يتم على مدار اليوم على مسمع ومرأى من الناس ..ولا يفرق بين السافرة والمحجبة

ما تم وما استشرى لم يكن بسبب أزمة الزواج، أو كثرة المثيرات.. ليس دفاعا عن هذا أو ذاك..وإنما لنستكشف الأسباب الحقيقية

فقد ذكر الشهود أن بين الضحايا محجبات ومجلببات

فالتبرج والعرى كان فى الستينات أكثر من اليوم..والتحرش ليس بديلا عن حرمان الشاب من ممارسة حقه الطبيعى حيث أنه لم يحقق لفاعله رغبة حُرم منها.. فهذا الفعل الذى لم يتعد ثوان لم يشبع رغبات مكبوتة

فالتحرش ليس إلا إهانة للمرأة.. وطعنة للمجتمع..وبصقة فى وجه الأمن..وصفعة لأخلاقيات اليوم

الوليمة أو الحفلة كما يسمونها والتى قام بها صبية بعضهم لم يبلغ الحلم فى ثانى أيام العيد الماضى تثبت أن التحرش ليس إلا إكمالا لمسلسل غياب القانون وخواء موقع رجل الأمن

وبصرف النظر عما نشر فى صحيفة "واشنطن بوست" عن تحذير وزارة الخارجية الأمريكية لرعاياها فى مصر من التحرش حيث أدرجت الصحيفة مصر فى المرتبة الثانية على دول العالم فى أعلى نسبة تحرش ..

فنحن نفتح القضية ليس لصورة مصر المشوهة أمام العالم فقد مُسخت الصورة من قِبل أشياء عدة، وأولها الفساد الذى طال جميع القطاعات

ولكننا نفتح القضية لنا ومن أجلنا..من أجل كل فتاة وسيدة وكل رجل وشاب

وللأسف المجتمع الذى وثب من أجل المرأة المسلمة والذى لم يكن تخلى عن كل جاهليته حينذاك أصبح الآن مجتمعا أكثر جهلا وجاهلية عندما ينظر للجانى كمجنى عليه..ويمنع الضحية من أن تأخذ حقها ..ويعتم على الجانى لا أعرف تعاطفا.. أم تشجيعا.. أو لأنه يرى المرأة سبية

ولقد عجبت أشد العجب حين قرأت عن نهى رشدى الذى تشبثت بالمجرم الذى تحرش بها وبدلاً من أن يساعدها الناس أو يقتادوه للشرطة طلبوا منها أن تسامحه، وقد اختلقوا له الأعذار , أما من بقيت لديه بعض من نخوة الماضى فقد عرض "علقة" للمجرم مقابل أن تتركه!

ربما عمل نهى رشدى كمخرجة الذى يحتاج لجرأة ودراستها المنفتحة بالجامعة الأمريكية هما من شكلا فكرها المختلف عن فكر المجتمع الذى ينظر للضحية نظرة اتهام

ولكن ليست كل فتاة وسيدة نهى رشدى وإن كنت أطالب بألا تترك الضحية حقها خيفة نظرة عتاب من أسرتها..ونظرة دونية من مأمور القسم، ونظرة اتهام من مجتمع إن عاد للوراء حقباً فسيعود لمجتمع جاهلى أكثر إنصافا..

تحية لنهى رشدى.. ولمن أغاثها.. وللقاضى الذى أصدر الحكم

وتبت أيدى المتحرشين..

________________________

*النفير : نداء القتال



0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م