الخميس، 20 أغسطس 2009

بولوتيكا ساخرة ووأد الحلم قبل أن يخرج للواقع فى (ظاظا)



شاهدت هذا الفيلم منذ فترة وما دعانى إلى نشرالمقال هو المقام الذى سوف يتكرر الفترة القادمة



فالفيلم ليس حديثاُ ولا يعرض حاليا بدور العرض ، ولم يحظ بكتابة نقدية حوله بالرغم من أنه يستحق نظرا لموضوعه الشائك فى بلد يؤمن بالحديث عن الديمقراطية وليس أكثر



الفيلم تدور أحداثه حول انتخابات الرئاسة الجمهورية التى تضطر مصر لإجرائها بشكل صورى تحت ضغط المطالبة بأجندة التغيير



ف ظاظا مواطن بسيط من أبناء الشعب الذين يعيشون على الأحلام يهرب من واقع الأزمات إلى أحلام يغوص بها ؛ لينسى همومه


وأرض أحلامه هى (الكوز) الذى يملأه بالماء ويتخيل أنه "فخفخينا" و يغرق فيه متناسيا الواقع بهمومه وفشله فى تحقيق أحلامه به ويعمم ذلك فى حياته مؤثرا الهروب والعيش فى الخيال بتطبيق نظرية الكوز، فالحلم والوهم سواء ,وقد أصبحا سبيل الشباب للهروب من حجيم الواقع



وتدور انتخابات الرئاسة الجمهورية ومرشح الرئاسة الوحيد هو الرئيس الحالى( كمال الشناوى) ولتكملة الصورة الديمقراطية يدور البحث حول مرشحين للتنافس الصورى ؛ وذلك بضغط من أمريكا كما يتضح من زيارة وزيرة الخارجية والسفير الأمريكى، وتهديده بفتح ملف الإصلاح ؛ فيتم الإيقاع بظاظا بعد محاولات لترشيحه كمنافش شكلى للرئيس الحالى حيث رفض فى البداية ترشيح نفسه معددا الحوداث والفضائح التى حدتثت لمن تجرأ ؛ ولكن بالضغط عليه يقبل الترشيح ؛ ليكون عجينة لينة وصورة للمنافس الضعيف أو مسخ لا يعرف شيئا عن السياسة



ولكن كان الاختيار يدل على أن الخبرة السياسية ليست هى الفيصل ومعيار الأفضلية ؛ ولكن هناك معايير أخرى فى مقدمتها شعور ظاظا بالشعب، وحبه للوطن، ورغبته الحقيقية فى التغيير



كان مشهد المناظرة بين كمال الشناوى الرئيس الحالى وظاظا الرئيس المنتخب بسيطا وعميقا، واستحوذ من خلاله على مشاعر الشعب البسيط، وبينما كان رمز كمال الشناوى الحمامة كان رمز ظاظا هو الكوز "الحلم" الذى يعبر عن آمال شعب بأكمله... فعبرعن أحلام كل مصرى فى كلمات بسيطة وقليلة فاقت خطبة كمال الشناوى "الرئيس الحالى"



وينجح ظاظا ليحمل أحلام الشعب البسيط على عاتقه ليحولها إلى واقع..ولم تمكنه أمريكا فكبلته بمواثيق وعقود قد ارتبط معها من كان قبله



وفى زيارة للسفير الأمريكى له يطلب منه تسهيلات عسكرية لضرب دولة عربية مجاورة لأن رئيسها (دماغه ناشف)، وفى المقابل تقديم معونات لمصر فيرفض ظاظا الخضوع، ويقرر أنه لابد من امتلاك مصر لسلاح نووى يحميها من الآخرين



فيسافر لعقد صفقة شراء أسلحة وحين يعلن لشعبه فى أول حديث شعبى عن امتلاك مصر للقوة التى تمكنها من رفض الذل تأتيه رصاصات غادرة بإيعاز من أمريكا



وهنا يظهر وجه أمريكا المزدوج الذى يطالب بالتغيير، ولكن التغيير المشروط كما تريده هى، ودعم المرشح الذى تضمن ولاءه ،وفى نفس الوقت تصدر الإرهاب الذى يقضى على بارقة أمل فى الاستقلالية والتغيير



سقط ظاظا مضرجًا فى دمائه والتف حوله الشعب البسيط مساعدا إياه لينهض ويقف بينما كانت الحكومة جالسة فى مقاعدها الوثيرة ،وهنا أراد المخرج أن يقول لنا ان الشعب لن يتخلى عن من يقف بجانبه



كان ال"master seen " للفيلم هو المشهد الأخير حيث كان بالغ الروعة، بينما كان ابن ظاظا يُولد وهو يمثل الأمل كان ظاظا فى مشهد الرحيل وهو يمثل الواقع، وهنا أراد القيلم أن يقول ان التغيير لابد له من ضحايا، وقد يُولد الأمل غدا على جثة مناضل اليوم




الفيلم مليء بالإسقاطات السياسية الواضحة وبالرغم من بعض الرسائل السلبية التى توحى بصعوبة التغيير بزعم تكبيلنا بمواثيق أراد ظاظا الفكاك منها من الأفضل تجاهلها وعدم الحديث عنها حتى تظل الرسائل الإيجابية عالقة بالأذهان لتكون عجلة دفع لإرادة الشعب




السيد راضى كان واضحا إنه يمثل دور زكريا عزمى وقد كان الريس يناديه بإدريس كناية عن اسم الخادم



المذيعة العميلة لأمريكا رمز للإعلام المصرى الذى توجهه أصابع أمريكية صهيونية



انتهاكات وزارة الداخلية كانت واضحة من خلال عدة مواقف



فبركة المداخلات التى تمت أثناء لقاء وزير الداخلية على الهواء مع المذيعة



اغتيال المرشحين الذين تقدموا من قبل للرئاسة



الموسيقى التصويرية لمحمود طلعت كان مناسبة



أغنية النهاية لمدحت صالح كانت بالغة التعبير والجمال



النشيد الوطنى الذى طالب به ظاظا حين كان رئيساً ساخراً ومعبراً عن الحال



تترات الفيلم الكارتونية جريئة، و تحكى قصة واقعنا السياسى



طارق عبد الجليل المؤلف قدم لنا كوميديا سوداء تحاكى أحلام الشعب المقهور



انتاج هانى جرجس فوزى كان سخياً



اعتدنا من المخرج على عبد الخالق تقديم أفلاما لها عمق سياسى وتطرح قضايا تمس واقع المجتمع المصرى


فأخرج لنا سيمفونية مستخدما كل مقومات فرقته الموسيقية من نص وفنانين وانتاج وموسيقى وتصوير



هانى رمزى البطل كان جيداُ ولولا الإفيهات الخارجة، وبعض المشاهد غير اللائقة بالفيلم التى لن يؤثر حذفها فى السياق الدرامى، لكان ظاظا فيلما تستطيع الأسرة المصرية أن تشاهده دون حرج



فيا ليت تتوفر لدينا سينما هادفة تستطيع كل أسرة مصرية ملتزمة أن تشاهدها مستمتعة دون خجل

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م