الخميس، 25 أغسطس 2011

فى أيام العتق


خلق الله الإنسان حرا عزيزا كريما
يتنسم الحرية.. ويلتحف الكرامة... وتتوّجه العزة

كل ما حرّمه أو فرضه الله على عبده كان حفظا لكرامته، وتهذيبا لشهوته، وترسيخا لعزته

ليست الحرية هى انطلاق المرء خلف شهواته وأهوائه.. بل هذه هى العبودية والذلة بعينها ,ومن يرى فى ذلك قيدا نراه نحن قانونا لاحترام حرية الآخرين، والحفاظ عليهم

ولو كانت قيمة الإنسان تقاس بمقدار ما يناله من لذة ..فسيكون الحيوان أكثر منه قيمة وأعلى قدرا.. فهو ينفلت من كل قيد هائما كما يحب، وينطلق وراء كل لذة راكضا كما يهوى

يقول الله عز و وجل "أرأيت من اتخذ إلهه هواه"

قد يكون هوى العبد هو إلهه فيطيعه، ويعبده، ويخشاه

فالسلطة شهوة وصاحب السلطة لها عبدا... والكرسى هوى ومن يألفه صارله عبدا

من هذا المنطلق نجد أن الحاكم قد يكون عبدا والشعب المستعبد هو من يكون حرا ،أو بالأحرى يناضل من أجلها

أن يحكم طاغية شعبا فهذه غُمة

أن يستبد الهوى ب طاغية موتور فيتحكم فى شعب أربعين عاما فهذه كارثة

عاش الشعب الليبى أربعين عاما من التغييب الثقافى والعلمى والسياسى والحضارى فلا تواجد لليبيا فى محافل ثقافية ..ولا مؤتمرات علمية ..ولا فى أى مجال

عاش الشعب الليبى أربعين عاما تحكمه فلسفة العته واللامنطق..فالمجد لمن يستحق السحق ، والسحق لمن يستحق المجد

موازين ظلت مقلوبة فى هذا البلد الطيب عشرات السنين... سنوات من الحظر والعقوبات... أموال تنفق بلا حساب على التسليح.. ثم مليارات فى تعويضات عن جرائم إرهابية وّرط فيها القذافى بلده ؛ لتدفع هى الثمن

المعارضون إما فى المنفى أو المعتقل.. و فى ليبيا غالبا ما يخرج المعتقل من محبسه الى قبره

مثلما فُعل بما يزيد عن ألف شاب من المعارضين الإسلاميين فى سجن أبو سليم قتلوا بليلٍ ودفنوا دون أن يسمح لذويهم بإلقاء النظرة الأخيرة عليهم أو توديعهم إلى مثواهم الأخير أو إقامة العزاء

أربعون عاما فى دولة عائمة على آبار النفط وللأسف تعانى معاناة من لا يملك أى ثروة

لا مستشفيات تعالج.. ولا مدارس تعلم... ولا ثروة تنعش أصحابها

ومن شاء أى من ذلك فليخرج من ليبيا.. وكأنما حُكم على الليبيين أن يعيشوا فى غياهب الجب، وليسوا فى دولة نفطية تستطيع إيراداتها أن تجعل ليبيا فى مصاف دول العالم الأول

عاش أحفاد عمر المختار أكثر من أربعين عاما من الاسترقاق والاستعباد يأتي بعدها تحرير الرقاب
فالعتق من نيران العبودية جاء فى أيام العتق ،بعد أن ذاق الشعب ويلات الرق على يد سيد أخرق

فليرحم الله آلاف الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل أجمل ما منحه الله لنا ألا وهى الحرية..وليحتفى الشعب المجاهد الذى صبر شهورا بحريته وبعتقه من العبودية


ومن ....النار إن شاء الله

الجمعة، 12 أغسطس 2011

نقطة تحوّل


لا شك فى أن أعظم لحظة تاريخية مرت بها البشرية على وجه الأرض ...هى لحظة نزول القرآن، وهو حادث له أثر عظيم فى حقيقته ودلالته وتغييره فى الكون كله

لا شك فى أن لحظة انتصار المسلمين فى غزوة بدر هى من أجمل اللحظات على المستوى الإيمانى ،والإنسانى، والحربى.. حيث برزت قيمة اليقين بنصر الله عز وجل والتوكل عليه، ولتؤكد أن النصر من عند الله وليس بعتد وعتاد

لاشك فى أن فتح مكة كان نصرا عظيما للمسلمين وعزة للرسول وصحبه بعدما ترك أحب بقاع الأرض لقلبه

لا شك فى أن فتح عمورية على يد المعتصم بعدما استجارت به امرأة وصرخت "ومعتصماه" كان احتراما لقدر المرأة فى الإسلام، ولمهمة القائد أو الخليفة، والاستجابة لاستغاثة الرعية

لا شك فى أن انتصار المسلمين على هولاكو فى معركة عين جالوت كانت قصمة للمغول، ونصر ورفعة للمسلمين

لا شك أن انتصار المصريين فى السادس من أكتوبر ضد إسرائيل كان استعادة لكرامة مصر، ومكانتها بين العالم

لا شك أن أولى محاكمات مبارك التى شهدها العالم على الملأ كانت سبباً فى شفاء صدور قوم مؤمنين، وإعلاء لقيمة العدل بعد إهداره ، وفقد البعض الثقة فى قيمة عليا تستقيم معها البشرية

كل هذه الأحداث الجسام كانت فى شهر رمضان المبارك..

شهر يوثق انتصار..يشهد تغيير
يدعم ثورة.. يترك تأثير...

وذلك على المستوى الفردى والمجتمعى والأممى..

إن رمضان يدربنا على القوة التحمل..يعطينا فرصة للتدبر والتأمل

يقول الله عزوجل
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

وقد وضع الله هنا قانونا فى التغيير ينطبق على المؤمن وغير المؤمن

ووفقا لهذا القانون الإلهى فالإنسان لابد أن يخطو الخطوة الأولى نحو التغيير،وأن تصدق رغبته الداخلية مع أفعاله ومن ثم يكون التغيير الأشمل بنصر من الله تعالى

فإن كنا ننشد التغيير الشامل والجذرى ..لابد أن نغير أنفسنا وما بها حتى يكون التغيير فعليا ومجديا، فالتغير الفردى خطوة نحو تغيير مجتمعى شامل

ورمضان يعطينا الفرصة ..فكل يوم نقنن سلوكا نرغبه...ونترك آخر نمقته

فكم من منفث لدخان لفظه، وكم من معاقر لمنكر تركه، وكم من مرتكب لإثم تاب عنه

الكل ينتظر مدرسة رمضان تفتح أبوابها ليبدأ التغيير
فالحافز.. الثواب ..والدافع.. الإرادة..والجو العام يسيطر عليه الصفاء

والتغيير يحتاج لتكرار كما يقول المختصون.. فالإنسان يحتاج من 6 إلى 21 يومًا ليعتاد على سلوك جديد..ولدينا فرصة بان نكرر العادات، أو السلوكيات الجديدة في رمضان 30 يومًا..

فالعادات ما هي إلا سلوكيات تعلمناها ومارسناها حتى اعتدنا عليها، وصارت كأنها جزء منا, وهي في الحقيقة منفصلة عنا.. فكما تعودنا على عادات سيئة .. فلنكرر العادات الحسنة التي نريد أن نعتادها،

وها هو شهر رمضان فرصة جيدة لذلك... ولنجعل سلوكنا الإيجابى الذى نريد أن نسير عليها من ضمن برنامجنا اليومي في رمضان

هذا وقد أتى رمضان علينا هذا العام بتغيير قد صنعناه على مستوى الوطن، والمجتمع.. أفلا نستطيع أن نصنع تغييرا على مستوى الفرد؟

فلكى نبنى وطناً على أسس مجتمعية صحيحة لابد أن تكتمل منظومة التغيير.. ونغير نواة المجتمع..ولننتهز فرصة شهر رمضان

وبقوة عزم وإرادة
وبعون الله وعتاده
ولتشهد أيام عبادة
هى لشهورِ العامِ قلادة
وعدٌ من الجندِ والقادة
لنعيد مجدا وريادة
ونكون للأمةِ سادة




 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م