الأربعاء، 19 أغسطس 2009

فى ذكرى صاحب القلم الرحيم



صاحب القلم الرحيم هكذا أطلقوا عليه..لم يكن ذا قلم رحيم فقط بل كان ذا قلب رحيم ونفس كريمة ويد معطاءة ...وعقل حكيم ..


إنه عبد الوهاب مطاوع


عبد الوهاب مطاوع...الفارس ..الإنسان فى زمن عُدِم فيه الفارس وندر فيه الإنسان

عبد الوهاب مطاوع ..الكاتب الذى لم يمت إلا جسدا...ولم يغب إلا نفّساً


كتب فى باب بريد الجمعة الإسبوعى بجريدة الأهرام لما يقرب من ربع قرن لم أتخلف مرة عن قرائته منذ أن بدأت فى متابعته

صدر له أكثر من ثلاثين كتابا ما بين المقالات وأدب الرحلات والقصص الإنسانية

كان زملاؤه فى مؤسسة الأهرام يأتون مكاتبهم صباحاً ليجدوه على حالته منذ أن تركوه غارقا فى هموم الناس بين أوراقه ورسائلهم

حصل على جائزة على أمين ومصطفى أمين الصحفية كأحسن كاتب يكتب فى الموضوعات الإنسانية ولم لا وهو الإنسان من قمة رأسه إلى أخمص قدميه

فكم من حزين وجد بصيصا من السعادة فى كلماته..وكم من حامل هم رسم بقلمه النورانى لوحة أمل له..

كانت كلماته تعانق كل وحيد بحنان...وتطبب كل مريض برفق ..وتفرج هم كل مكروب بحكمة

مازالت كلماته ترن فى أذنى رغم رحيله..ومازالت حكمته استحضرها فى كل مشكلة..ولا زالت كتبه تزين مكتبتى ولابد من كتاب له على وسادتى يرافقنى إلى أن يداهمنى النوم

كانت ثقافته تبهرنى وعلمه أوسع من أن يغوص قارىء فى بحره.. فقد كان مطلعا على ثقافة الغرب بكل صورها..ملتزما بالدين والشرع بكل حدوده

حمل عبد الوهب مطاوع هموم وأحزان من لا سند لهم متناسيا همومه وأحزانه حاملا صفات نادرة من النبل والإخلاص

بل دفعه نبله لأن يبث الأمل فى نفوس المرضى مخففا عنهم آلامهم وهو من كان يحملها كاتما إياها فى صدره وفى خضم هذه الآلام يخفف عن قرائه ويدعوهم للأمل وصراعهم مع المرض اللعين وهو من مات به

لم تعرف الحياة بعد بستانى كعبد الوهاب مطاوع يعرف كيف يغرس الأمل ..ويروى الحلم .. ويترك حصاد كل هذا ليرحل ويتركنا مع أحزاننا نفتقد كلماته ونتلمس آراءه ... ونستحضر حكمته.. ونلتاع لرحيله


وتمر الذكرى تلو الأخرى لفارس الكلمة..ومصباح الحكمة.. ولم ينقطع قراؤه ومحبيه عن تذكره والدعاء له فكيف ينساه الناس ولم ينقطع عمله ومازلت كتبه تنير قلوبنا قبل دروبنا

إن أردت أن تعرف عبد الوهاب مطاوع فاقرأ كتابا له فسوف تتيقن أن الزمن جاد بإنسان لم يبخل قط بعلمه وعمله ووقته وماله


ومن أقوال عبد الوهاب مطاوع التى لا تُنسى..

" كلما ازداد الإنسان فهماً لدينه ازداد إقبالاً على الحياة و انتفاعاً بها .. و استمتاعاً بمتعها المشروعة العديدة ، و قويت همته أيضاً على استثمار رحلته القصيرة في الأرض فيما يقربه من ربه و يرشحه للسعادة الأبدية في الدار الآخرة "

وكلما تواضعت مطالبنا من الحياه ازدادت فرصنا للسعاده والرضا عما حققناه لانفسنا من مطالبنا البسيطه‏.‏

* من الإنصاف أن نضع سعادة الآخرين في اعتبارنا ونحن نطلب سعادتنا وألا ننسى حقوق الآخرين علينا ونحن نطلب حقوقنا.


لماذا تُعذب نفسك طالما الحياه تتكفل بذلك


انه من الحكمة ان تخلو حياة المرء الخاصة مما يسوؤه ان يعرفه عنه الآخرون


كانت حياة عبد الوهاب مطاوع الخاصة فخرا له وكانت أعماله الخيرية التى حاول كثيرا أن يخفيها نورا له فى آخرته التى رحل إليها

رحم الله عبد الوهاب مطاوع وأسكنه فسيح جناته

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م