الجمعة، 12 ديسمبر 2008

إطلالة (6) حميرنا أجدع من حميرهم

كثيرا ما تستوقفنى أحداث..أشخاص.مواقف قد أكون فيها بطلة أو كومبارس ..متفرج أو قارئ
وليس ما يستوقفنى الحدث نفسه, أو الشخص ذاته.. بل أننى دوما ما أشرد أمام الحدث...أو أتأمل الموقف ..أو أغوص بداخل الشخص.. فتنجلى لى أمور كثيرة..أو هكذا تبدو لى
ومن هنا كانت إطلالتى على شخص أو موقف أو خبر ليس لممارسة دور المتأمل فقط..ولكن لعمق قد أراه بداخل أى منهم
وأثناء وحدتى التى أقتنصها من يومِ مشحون , أمارس تأملاتى من خلال إطلالتى على يوم يطل أو يطول


الحدأة لا تلقى كتاكيت
طيلة التحقيقات والمحاكمات التى كانت تجرى مع متهم بنى مزار فى القضية الشهيرة وأنا على يقين أن هذا الرجل برىء..وأن القضية أكبر من أن تتوقف أمام شخص واحد وتغلق حين يُثبت أنه مختل عقلياً..ثم تبرئته من الخلل العقلى
وحُكم للرجل بالبراءة ..وأغلقت القضية وكأن القضية كانت لتبرئة المتهم أو إدانته وليس لكشفها وكشف الغموض الذى أُحيط بها ومن الواضح أن وراءه خللا إنسانياً واجتماعيا ..وليس مجرد خللاً عقليا يكمن فى شخص واحد
حتى فوجئت بخبر أن برىء بنى مزار يطالب وزير الداخلية يطالب بدفع 5 ملايين جنيه تعويضاً لما أصابه من ضرر!!!
حينها تأكدت أن الرجل مختلا بالفعل..وأننى أخطأت الحكم على الرجل بأنه عاقل وبرىء على الأقل من العته
ولكن مطالبته بالكتاكيت من الحدأة تدل على الخلل العقلى ..والذى ربما يقحمه مرة أخرى فى قضية أخرى..أو يفتح القضية القديمة لدعم أنه بالفعل مختلا عقلياً
نفس الحدأة التى تمنح العلاوة وتشفطها أضعافا..وتعد الوعود ليلا وتسحبها صباحاً..
ومع كل ذلك.............
هل يمكن للحدأة أن تنقلب إلى كناريا..ويكسب برىء بنى مزار قضية التعويض؟؟؟!!!


الكلام (الوحش) والعقلية الأوحش
ربما بدا العنوان ساذجا...ساخرا..لكنه يشابه لب الموضوع
أحب أن استعن بالعناصر النسائية لأسباب عدة سوف اتناولها لاحقاً ومن ذلك السيارة التى تقوم بتوصيل ابنتى من وإلى المدرسة
فالتى تقوم بالمهمة هى آنسة فى الأربعين تقريبا
جاءتنى يوما وهى غاضبة وعصبية جداا تشكو إلى ابنتى أنها تتفوه بالفاظ نابية وبذيئة وخارجة و...و...و...
صعقت وانا أسألها ماذا تقول ..فترد كلام لا يقال ولا يصح أن يقال
فأحسست بالحرج.. والإحباط.. والإخفاق...و.... وكل المشاعر السلبية التى جعلتنى أفكر طيلة اليوم ماذا قالت ابنتى التى لم تُكمل عامها العاشر
وما الكلام الخارج التى تحرجت الاخت الفاضلة من البوح به حتى أقوّمها أو أعاقبها!
فسألت ابنتى فى حدة وغضب ايه الكلام الوحش ده؟
ترد وهى ترتعد..
خلااص معلش أنا آسفة مش هاقول تانى كلام وحش
وفى الصباح يأتينى هاتفا من مدرستها تشكو لى كلام ابنتى (الوحش) التى لم تسمعه ولكن نقلا عن شكوى الاخت التى تقوم بتوصيلها
وتعود ابنتى وأسألها وانا فى أوج غضبى ايه الكلام اللى بتقوليه؟؟
فتعتذر وتبكى وترتعد وتطلب السماح
ويأتينى لثالث يوم هاتفا من المديرة بأن ابنتى تردد كلاما عيبا وحاولت أن أعرف ماهيته ولكن بدا لى الأمر خطيرا فالمديرة تتحرج أن تقوله وتنصحنى بالا أترك ابنتى امام التلفاز كثيرا وهى لم تسمعها ولكن نقلته له الأخت شديدة المثالية والادب والالتزام التى تمتعض لمجرد سماعه ولا تسمح للسانها بان يذكره ولو على سبيل تأييدها فى أنه( وحش) فعلااااا
وتأتينى ابنتى مرعوبة والاخت الفاضلة منتفخة الاوداج وفى عصبية شديدة تشكو منها ومن كلامها (الوحش)
وهنا هممت بأن أضرب ابنتى لولا الرعب الذى تنطق به قسمات وجهها والبكاء الذى انخرطت فيه فأشفقت عليها وهدأت من روعها ولم افتح معها الموضوع حتى هدأت تماما
وتذكرت المسلسل التى تحرص ابنتى على مشاهدته وهو سارة يحكى قصة طفلة معاقة ولم أتذكر اى لفظة خارجة بالمسلسل
وصرحت لى ابنتى فى رعب بالكلام الخارج التى تلفظت به وهى كلمة جواز نعم كما هى كلمة جواز وكانت تحكى لصديقتها رغبة سارة بطلة المسلسل فى الزواج من طبيبها
فلم اصدق ان هذه الكلمة التى انتفضت من اجلها الاخت الفاضلة صاحبة السيارة والمدرسة الكريمة والمديرة المصونة
فاستطردت ابنتى بانها قالت كلمة جواز عرفى وهى لا تعى معناه فوضحت له معناه... فتساءلت هى الكلمة عيب؟
قلت لها الكلمة ليست عيبا ولكن الفعل هو العيب والحرام ولايصح من بنوتة ان تتلفظ بكلمات تدل على أفعال سيئة ووجدت ابنتى الأمر ليس بخطورة ما تخيلت فصرحت لى بالعقاب الذى حل عليها حين سمعتها صاحبة السيارة وهى تحدث صديقتها فأوقفت السيارة وضربتها بحزام الأمان وأمطرتها بوابل من الشتائم التى أصف أحسنها بانه العيب والحرام
وواجهت الثلاثة وانا حزينة بداخلى على المربيات الفاضلات المتدينات أو المنغلقات وأولهم من تبرعت بإقامة الحد عليها وجلدتها فقلت لها أن ليس لها الحق فى ان تضرب ابنتى فتقول بكل عصبية الم تخبرك بما قالت
اجبت بهدوء نعم اخبرتنى بانها تقول كلمة جواز واعتقد انها ليست عيبا وابنتى ليست مسؤولة عن نيتها فى الفهم فالكلمة وردت بالقرآن قبل أن ترد على لسان ابنتى (الوحش)
أما كلمة الكفر التى أقامت الاخت عليها الحد على ابنتى جواز عرفى ومع ذلك ليس لها الحق ان تضربها حتى ولو تزوجت عرفيا فليس لها عليها سلطان كما ان اللفظ ليس عيبا والعيب هو الفعل
نظرت لى الأخت نظرة ريبة وانا على يقين انها تحدث نفسها قائلة (أكيد الست دى ضاربة ورقتين عرفى)
وهممت أن أكمل الحديث بان قد يكون الزواج العرفى حلالا وقد يكون الشرعى حراما إن انتفى شرط الاعلان هنا وتواجد هناك
ولكننى أحسست أننى أتحدث مع عقل منغلق تماما ونظرة ضيقة كثقب الإبرة وممن يفترضن أن الأصل هو الحرام وليس الحلال
واقتنعت المدرسة بما قلته وشعرت بحرج لما كررته ويبدو أن الاثنتين انساقتا وراء ما رددته الاخت القاضية دون تفكير ولكنه المجتمع الذى يقر العيب والحرام دون تفكير وينتظر الغلط ليس ليعالجه ولكن ليوقع العقاب النفسى والجسدى على الضحية دون أى اعتبارات
وأصبحت أقوم بتوصيل ابنتى لإنقاذها من الجلد.. ومخافة الرجم


حميرنا أجدع من حميرهم
سئمنا من الحديث عن حكومة بلدنا..وحكومة بره..
وعن المتوطن المصرى والمواطن فى وطنه (بره)
وبما إننا لن نفز لا بجولة كمواطنين ولا كحكومة ولا كبلد
فأعتقد أن يمكننا أن نكسب الجولة بالحيوانات المصرية الأصيلة
ولا ينكر أحدنا الدور الذى يقوم به الحمار فى مصرنا الحبيبة..ومع ذلك فهو لا يلقى تقديرا و اهتماما مثل حمير بلاد بره
فقد صدر مؤخرا قانونا فى بريطانيا يحظر على الأطفال الذى يزيد وزنهم عن 50 كليو جرام امتطاء الحمير والتجول بها على شاطىء مدينة بلاكبول..وقد وضعت رابطة حماية الحيوانات فى بريطانيا قواعدا صارمة للحفاظ على الحمير من بينها ألا تتجاوز عدد ساعات عمل الحمار ستة أيام في الأسبوع بالاضافة إلي ساعة راحة خلال اليوم لتناول وجبة الغداء ويوم عطلة أسبوعية علاوة علي إجراء اختبارات صحية إلزامية موسمية..
وهذا ما أوردته وكالة الأنباء البريطانية المحلية
وهذا الخبر لن يثير لدينا إلا مشاعر الغيرة من الحمير الإنجليزية ومشاعر الفخر بالحمير المصرية حمالة الآسية وفى الآخر تندبح وتتاكل وعلى عينك يا حكومة
أليس هذا بكاف لأن نستجدع حميرنا ونفخر بها؟
وبالمثل..ماذا كانت كلابهم فاعلة؟؟؟؟؟
الكلبة لايكا اللى طالعين بيها السما كل اللى عملته مشوار لغاية القمر..وقد أزيح الستار فى موسكو عن نصب تذكارى لها وهو عبارة عن صاروخ تجلس فوقه لايكا هانم
وبينما تقدم كلابنا حياتها فداءً لفقراء مصر..نجد أن لمجرد أن الكلب لارش تبرع بدمه عشرين مرة يقوم فرع الصليب الأحمر الأمريكى فى مقاطعة هوويل بتكريمه
وفى كندا اشترى ثلاثة أطباء بيطريين جزيرة بقيمة 2,2 مليون دولار من أجل تحويلها لمنتجع للترفيه عن الكلاب
تساؤلى..........
ماذا فعلت كلاب وحمير بره من أجل كل هذا؟؟؟
وبصرف النظر أيضا عن عدم وجود مؤسسة لحماية الحيوان من الإنسان أو العكس
فالواقع يثبت أن حيوانات مصر قامت بدور فعال وهام من أجل أبنائها..ومع ذلك فلا شكر ..ولا تقدير
ومن هنا فأنا أقترح عمل نصب تذكارى فى ميدان كرداسة لحمار ابن كلب يجمع بين الدور العظيم المنافس لدور الأمن الغذائى الذى قام به الحمار منتسباً إلى كلب وفى شجاع لم يتوان عن التضحية بنفسه من أجل الموظف المطحون
النُصب يكون مزارا لفقراء مصر الذى أنقذهم الحمار والكلب من الجوع والأنيميا
أيها الناس لابد وأن نقدر الحمير اللى فى البلد دى...
لأنهم ............على رأسها




***************************

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م