الجمعة، 12 ديسمبر 2008

إطلالة (1) لن أرحم أحداً

كثيرا ما تستوقفى أحداث..أشخاص.مواقف قد أكون فيها بطلة أو كومبارس ..متفرج أو قارىء
وليس ما يستوقفنى الحدث نفسه, أو الشخص ذاته.. بل أننى دوما ما أشرد أمام الحدث.أو أتامل الموقف ..أو أغوص بداخل الشخص.. فتنجلى لى أموركثيرة,أو هكذا تبدو لى
ومن هنا كانت إطلالتى على شخص أو موقف أو خبر ليس لممارسة دور المتأمل فقط..ولكن لعمق قد أراه بداخل أى منهم
وأثناء وحدتى التى أقتنصها من يومِ مشحون, أمارس تأملاتى من خلال إطلالتى على يوم يطل أو يطول


تصريح أولمرت..وإشاعة مرض الريس
أعلن إيهود أولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي اصابته بسرطان البروستاتا. وأوضح اولمرت انه سيخضع لعملية جراحية خلال الاشهر القادمة
استوقفتنى شجاعة أولمرت وصراحته واحترامه لشعبه رغم أن المرض كما قرأت فى عدة صحف ليس خطيرا لدرجة أن يقعده عن عمله
ولكنها الصراحة واحترام عقلية الشعب الذى رشحه ..
كما أن المرض ليس عارا ليتبرأ منه أولمرت
وفى الحال قفزت لدى إشاعة مرض الريس وأتعجب من استنكار الريس لإشاعة كشفت له عن مشاعر جهلها أو تجاهلها وتبعات هذه الإشاعة من محاكمة الصحفيين..ووئد لحرية الصحافة ..ونكوص عن وعود قد تعهد بها مبارك فى برنامجه الانتخابى..
وقد كان أولمرت الذى لا يتوقف عن الوعود الوهمية والأكاذيب والادعاءات قد صارح شعبه بكل وضوح ..
أفلا يتذرع مبارك بذرة شجاعة ومكيال وضوح ليصارح فيها شعبه أو يتقبل صراحته؟
ولكن هنا كان المرض عارا..بل أنه لا يجوز أن يمرض مبارك كعامة الشعب..فهو الريس
وإن كان المرض يعانق الفقراء...ولا يتعفف من زيارة الأغنياء..وكان ابتلاء للأنبياء.. فلايجوز أن يقترب من مبارك لأنه الريس
فإن كان المرض نجسهً ..فهو النظيف..وإن كان رجساً فهو العفيف ..ولم لا فهو الريس
حقا على بنى إسرائيل أن يتعاطفوا مع أولمرت ويتمنون له الشفاء..
اما المصريين فكفاية عليهم الريس


الرزق على الله
الرزق على الله هو اسم أحد القوارب الغارقة التى حملت أمنيات أسر قبل أن تكون أحلام شباب فر من الفقر والدين والعجز لم تكن تدفعه روح المغامرة لخرق القوانين وضآلة فرصة نجاح الوصول بل دفعته ظروف وحكومة وبطالة
أتخيل الشباب وهو غارق فى أحلامه التى أوصلته لروما وربما جلس يلتهم الاسباجتى ويحتسى فنجان القهوة الإيطالى بعد أن وجد فرصة عمل بأجر مجزى وقبل أن يبحث عن سكن غرق هو وأحلامه,
الفقر من خلفكم ..والبحر أمامكم ماذا يفعل الشباب أمام غول الأسعار والبطالة وندرة المياة وطوابير العيش وأزمة الزواج و..و...
هل هناك غير البحر؟ أما أن يكون له سبيلا أو أن يكون فيه قتيلا
هل هم شهداء الرزق ؟ أم ضحايا الظروف


لن أرحم أحداً
(أقسمت ألا أرحم أحداً)
هكذا قالت لى بالحرف بالواحد
عاملة بسيطة بإحدى المصالح ساقتنى الظروف ودفعنى الفضول للحديث معها
لم يكن ممقوتا لكونه مسبباً
تطرقنا للحديث عن المجتمع والظروف المعيشية الصعبة , وهنا تحدتث السيدة البسيطة عن ظروفها الصعبة وعن الزمن الصعب وعن الناس لاعنة كل هؤلاء
فصاحبة المنزل التى تقطن به طالبتها بدفع سبعين جنيها لتغيير مواسير المياة وعندما امتنعت السيدة لضيق ذات اليد قطعت عنها المياة..وأخذت تتحدث عن الناس الذين لا يستحقون مكانا إلا تحت نعلها فصاحبة المنزل لم ترحمها وغيرها من البشر وهنا أقسمت ألا ترحم أحدا لأن الكل لا يستحق
هدأت من روعها ووضحت لها أن لابد أن نتراحم وأن نرحم الآخرين ليشملنا الله برحمته ولم أجد لحديثى الطويل معها صدى فلديها قناعة راسخة بهذا المبدأ أن الآخرين لم يرحموها ..وبالتالى فهى لن ترحم أحدا
وإذا كان هذا هو منطق ومنطلق سيدة بسيطة للغاية تشعر بمعاناة الفقراء لأنها منهم ..فهل سيختلف الآخرون؟
أراها فجيعة وكارثة علينا جميعا..
صدق سيدنا على حين تمنى أن يتجسد له الفقر رجلا ليقتله , فالفقر ليس إلا مفرخة لأمراض اجتماعية ضج بها المجتمع فتفرق شمله..
فالفقير لم يشعر بمن يماثله فجوعه قد أضناه..
والمريض لم يلتفت لم يشابهه فوجعه قد أعياه..
والمكدود لم يرحم من يقابله فكده قد أعماه..
منظومة فاسدة ..وهكذا كلنا نسير فى دائرة مفرغة
فالحكومة لا ترحم الشعب..
وصفوة الشعب لا ترحم العامة ..
والقادر لا يعفو..والغنى لا يعطف..والقوى يبطش
هل سينصلح هذا المجتمع إذا ما فقد قيمة التراحم؟
هل سينهض الوطن إذا لم يرحم أحدنا الآخر؟

رحماك يارب


**************************

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م