الجمعة، 12 ديسمبر 2008

إطلالة (3) ورق التواليت أكثر قيمة من ورق البنكنوت

كثيرا ما تستوقفنى أحداث..أشخاص.مواقف قد أكون فيها بطلة أو كومبارس ..متفرج أو قارئ
وليس ما يستوقفنى الحدث نفسه, أو الشخص ذاته.. بل أننى دوما ما أشرد أمام الحدث.أو أتأمل الموقف ..أو أغوص بداخل الشخص.. فتنجلى لى أموراكثيرة,أو هكذا تبدو لى
ومن هنا كانت إطلالتى على شخص أو موقف أو خبر ليس لممارسة دور المتأمل فقط..ولكن لعمق قد أراه بداخل أى منهم
وأثناء وحدتى التى أقتنصها من يومِ مشحون, أمارس تأملاتى من خلال إطلالتى
على يوم يطل أو يطول


**
رغيف العيش المخضب بالدماء


شهدت شبرا الخيمة جريمة قتل بشعة بسبب التنافس علي الوقوف في طابور العيش. لقي موظف مصرعه علي يد عامل، طعنه بسلاح أبيض وأخرج أحشاءه بسبب رفض المجني عليه افساح الطريق ليقف أمامه في طابور العيش. فقد حاول الجاني الوقوف امام الموظف في الطابور لشراء العيش فرفض وتطور الامر الي مشاجرة حيث أخرج المتهم مطواة وطعنه في بطنه
الخبر رغم قصره وعدم تصدره لاى صحيفة إلا أننى قد توقفت عنده طويلا وأنا اتخيل الصراع الدامى من أجل الحصول على رغيف العيش المغبر
فمن أجله فقد إنسان حياته وفقد الآخر حريته
وإذا كان 14 مليون مصريا يعيشون تحت خط الفقر ومنهم 4 مليون لا يجدون قوت يومهم فلا ضير فى أن يفقد واحد أو عشرة أو مليونا حياتهم بواسطة قرن غزال أو الجوع فلا فرق فالخلاصة أن هناك أناسا يموتون جوعا ويموتون عطشا ويموتون فى طوابير الخبز بيد حكومتنا الرشيدة


ولأننا افتقدنا قيمة إسلامية تقول (إذا قيل لكم تفسحوا فى المجالس فافسحوا يفسح الله لكم)
أصبح الاقتتال الآن نجده فى الطوابير والمؤسسات والمواصلات
فمن طابور العيش لمركبة النقل العام إلى الرصيف الذى تركن بجواره سيارتك وتترك أمامك ثلاثة أمتار وخلفك مثلهما فلا تتيح لسيارة أخرى مكانا
لماذا لم يفسح هذا الموظف المسكين مكانا للعامل , ولماذا لم يحترم العامل دوره إن كان متعدياً لحصل كلاهما على رغيفه وحفظ حياته , ولكن الصدور فى ضيق, والنفوس فى حنق والأجساد تتناحر
على جميع الأصعدة والمستويات لا نفسح مكانا ولا وقتا ولا صدرا رغم أن عقولنا تحتاج لفسحة من التفكير العميق بأحوالنا المتردية
اللهم افسح صدورنا وعقولنا


****



ورق التواليت أكثر قيمة من ورق البنكوت
((قلق ألمانى من ارتفاع استهلاك الجيش لورق التواليت))
كان هذا عنوانا لخبر صغير أثار انتباهى
كان الخبر يقول ان أفراد القوات المسلحة استهلكوا خلال العام الماضي نحو 800 مليون لفة ورق تواليت بمتوسط عشر لفات للشخص الواحد يوميا على الرغم من أن عدد الافراد والمدنيين
يبدو ان الخبر هناك أثار ضجة ومن ثم تحريات وتحقيقات أثمرت عن خروج كريستيان شميدت وكيل وزارة الدفاع واعترافه بوجود خطأ في البيان الرسمي فقال إن المقصود هو 800 مليون ورقة تواليت وليس 800 مليون لفة وهذا يعني متوسط 8،8 ورقة للفرد في يوم العمل وهذه نسبه معقولة
استرعى الخبر انتباهى لأمرين..
الأول : كان اعتذار وكيل وزارة الدفاع بكل شجاعة واعترافه شيئا يستحق الاهتمام والاحترام
لم يدافع كرستيان شميدت عن البيان , أو عن وزارته او ألقى بالمسؤولية على موظف صغير وثأر للوزارة بإقالته
ثانيهما: المحافظة على المال العام وان كان يتمثل فى ورق تواليت والدقة التى قيس بها معدل الاستهلاك
فبينما يمثل ورق التواليت قيمة عند الألمان لا يمثل ورق البنكوت أى قيمة عند المصريين وأقصد على مستوى المسؤولين
فقد احتلت مصر مركزا متقدما فى قائمة الفساد العالمى وإهدار ورق البنكوت
وحسب تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات فقد بلغ إهدار المال العام علي قطاعات الوحدات المحلية من الإسكان، الأوقاف، الطرق، الصرف الصحي ، إلخ..574 مليون ولا يخفى علينا علينا ال40 مليون جنيه تكلفة بناء وهدم جراج رمسيس
ومن هنا تبين لنا ان الألمان يحرصون على ورق التواليت بينما يهدرون المصريون ورق البنكوت
لذا صارت مصر على راسى وفى خاطرى و دمى ...وصارت ألمانيا على رأس الدول الصناعية الكبرى



***************************

***

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م