الخميس، 14 يوليو 2011

لقرحهم أشد من قرحكم



ما من وجع أكثر من وجع الفؤاد

ما من ألم أشد من ألم الفراق

ما من فقد أقسى من فقد العزيز

إن الحزن عندما تفقد عزيزا لفالق كبدك .. ويكون أشد عندما يكون هذا العزيز هو ولدك

و مرارة الفقد لا يزيلها الشهد، غصة فى الحلق تدوم، وثقل على كاهل مهموم

إن مصاب أهالى الشهداء لهو قرح لن يندمل إلا بقصاص يطببه ، وقاض عادل يعالجه

ف الحياة التى يهبها القصاص هى الماء الذى يخمد ألسنة نيران تأكل فى قلب كل مكلوم، وتلهب صدر كل مظلوم

الحياة التى تعنى الاستقرار والأمن الذى به تعلو هتافات من لم يفقد، ولم يشعر بلوعة الفراق

الحياة التى تعيد للمُثخن روحه ،وتوقف للجرح قيحه

تستوقفنى الروعة والجمال فى قوله تعالى ( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون ،وترجون من الله مالاترجون)

فالحياة التى قدمها الشهيد راضياً بل ساعياً ، هى نفس الحياة التى يحرص عليها الجانى.. ويصير فى ألم الرعب والفزع من فقدها

والاختلاف هو قيمة البضاعة النفيسة التى يقدمها الأول، وينقذ بها ملايين آخرين... ويحرص الآخر عليها رغم وضاعتها، فيقتل الملايين ليحافظ عليها

إن أهل كل شهيد وجريح لا ينبغى أن يتركوا النار تأكل قلبهم ، وهو أمر رغما عنهم، و ليعلموا أن النار التى تلسعهم لهى تقض مضجع الجانى، وتؤرق مجلسه، وتفزع ممشاه

ف الأمن الذى جعل سيدنا عمر بن الخطاب ينام تحت شجرة هو الأمن الذى حرم منه الضابط القاتل ... وقد لا ينعم به حتى بين حرسه وسلاحه

ف الجانى الذى لا ينام الا وسلاحه تحت وسادته.. لهو فى قرح أشد من قرح المجنى عليه
و الظالم الذى قد يتخلص من حياته عندما يلفظه كرسيه… لهو فى مرض أشد إيلاما من جرح المصاب
و القاتل الذى يحمل سلاحا ليقتل به أبناء وطنه قد يصوب هذا السلاح لرأسه عندما يُسلب منه ، أو يقضى بقية حياته مكتئباً فى عزلة عن الناس

وأقول لكل من فقد شهيداً أو صار جريحاً
لا تفزع ولا تجزع

ألم يقل وقوله الحق (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله)

إن الضابط القاتل الذى يخفى هويته واسمه ويعيش فى ثكنة لهو فى مصاب وألم ،فيعانى فقده الأمن والأمان،و يسكن فيه الفزع من الانتقام، ويعيش فى كهف الخوف حتى ولو كان بقصر مشيد

يتعاطف الناس مع المجنى عليه مما يخفف من مصابه، ويصبوا جام غضبهم على الجانى مما يزيد من مشاعر الكراهية والحقد تجاههم؛ فيقع صريعا بين الندم والرغبة فى الانتقام ممن يوجهون له اللوم وبين ساديته

إنه عذاب قد يفوق عذاب أهالى الشهداء

البون شاسع بين قرح الجانى، والمجنى عليهم، أوبين القاتل والضحية

ولكن هذا يتحمله نيلا للأجر و الثواب... وذاك لا يطيقه فيتضاعف عليه الألم، ويتقيح القرح

فهذا يحرص على التمكين ليفسد فى الأرض وليس لديه دافعا لتحمل الألم ، وذاك يبتغى النصر فى الدنيا والجنة فى الآخرة، فلا يحرص على حياته ؛ فيقدمها راضيا، أو يتحمل إصابته لأن الدافع يستحق


لا أقلل من حجم المعاناة على الإطلاق، وأعلم إنها نار لن يخمدها إلا القصاص، ولكن عدل رب هذا الكون جل وعلا شأنه


فإلى أهل كل شهيد، وكل مصاب

طببوا جرحكم..
وضمدوا قرحكم..
وكفكفوا دمعكم
فإن مصابهم لهو أشد من مصابكم
فإن كنتم تألمون فإنهم مثلكم
ومن يدرى عظم أجركم
إن نزف جرحكم ..
فغدا ستُشفى قلوبكم
من يشفى غير ربكم
فله ارفعوا أكفكم
يقتص لشهدائكم
ولعنته على عدوكم
ف بين يديه لقاؤكم

طاب منامكم
ولا نامت أعين الجبناء

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م