السبت، 1 يناير 2011

قضايا فنية

2-رؤية الإخوان للفن


من كان بلا رؤية للحياة بمناحيها فهو لا يبصر..بل يسير مع الظلام نحو اللاهدف


لم ترق رؤية الإخوان للفن عموما لمن يريدون للساحة أن تكون بلا قيم، ومبادئ، وأخلاق ، فعابوا علي الإخوان حصرهم للفن بما انضبط مع الأخلاق الإسلامية ،وزعموا أن الفن لا ضوابط له، وأنه من العلوم المعيارية التي تنهض بالمشاعر


و مازالت تصر الدراما على أن تصور الإسلاميين بصورة تعكس وجهة نظر النظام، وليس وجهة نظر الناس، أو حتى الفنانين أنفسهم


فبينما يرى الإخوان الفن أنه نوعا من الإبداع الراقى الذى يهدف إلى الإصلاح... يرى القائمون على الفن وجوب الفصل بين الفن، والقيم الأخلاقية مدعيين تقديم الواقع، وطرح المشاكل التى تحيط به

ولكن كيف يجمع الفن بين متناقضين؟

 
كيف يكون الفن عملا إصلاحيا وهو فى ذاته لايمت للصلاح فى شىء ..وكيف يدعو للفضيلة من خلال عمل سينمائى مقدما مشاهد فجّة

أما العاملين بالحقل الفنى فقد يقبلون على تنفيذ رؤى بعض المخرجين فى قناعة أو اضطرار ،ولكن ربما لو تواجد الدعم والعمل الجيد لرّحب من اقتنع .. وجرّب من اضطر ..وأقبل من أحجم

وبينما آمن الإخوان بأهمية الفن في عملية الإصلاح، ورأوا ضرورة أن تهتم الحكومات بتهذيب الفنون، واستخدامها ثقافيًّا وتهذيبيًّا وإصلاح شأنها، ومراقبة بالسينما والتمثيل مراقبة دقيقة، وتشجيع المؤلفين المسرحيين والسينمائيين على اختيار الموضوعات، وتأليف هيئة خاصة بذلك ..يرى المعارضون أن ترفع أى جهة رقابية يدها عن الفن مبررة ذلك بأنه قيد للإبداع..وما ذلك إلا سبيل للانفلات الأخلاقى

. يقول الإمام البنا فى رسالة "هل نحن قوم عمليون" رأى قوم أن يصلحوا من أخلاق الأمة عن طريق العلم والثقافة، ورأى آخرون أن يصلحوه عن طريق الأدب والفن، ورأى غيرهم أن يكون هذا الإصلاح عن طريق أساليب السياسة، وسلك غير هؤلاء طريق الرياضة، وكل أولئك أصابوا في تحديد معاني هذه الألفاظ أو أخطأوا، وسددوا أو تباعدوا، وليس هذا مجال النقد والتحديد، ولكن أريد أن أقول: إن الإخوان المسلمين رأوا أن أفعل الوسائل في إصلاح نفوس الأمم ..الدين ،ورأوا إلى جانب هذا أن الدين الإسلامي جمع محاسن كل هذه الوسائل وبعد عن مساويها، فاطمأنت إليه نفوسهم وانشرحت به صدورهم".


وهذا الكلام يدلل على رؤية الإخوان لأهمية الفن بشكل عملى لخدمة وإصلاح المجتمع

ففى الوقت الذي يعتبر كثير من الناس أن الفنون ليست سوى كماليات قد يمكن الاستغناء عنها، رأى الإخوان عكس ذلك تمامًا... فالفنون أنشطة إنسانية، واجتماعية لصيقة بحياة ، ومتطلباتهم وطموحاتهم

وتاريخ الإخوان فى حلبة الفن قديم يبدأ منذ نشأة جماعة الإخوان المسلمين، وقد شهدت الفترة تطورا فى البنية الإصلاحية للمجتمع والسياسة والدين كما شهدت هذه الفترة تطورا في علاقة الإخوان بالفن فقد أسس عبد الرحمن شقيق الشيخ حسن البنا لأول مسرح إسلامي عرف باسم "مسرح الإخوان المسلمين" الذي بدأه بتقديم أعمال عاطفية ورومانسية أولها مسرحية "جميل بثينة" التي تتناول إحدى أشهر القصص الغرامية في التاريخ العربي وكانت بقلم الأستاذ عبد الرحمن البنا شقيق الإمام حسن البنا

وتوالت أعمال مسرح الإخوان مثل بنت الإخشيد وغزوة بدر وسلسلة من المسرحيات التى أُطلق عليها "مسرحيات عامة" وأخرى "مسرحيات إسلامية"

كما كوّن الإمام حسن البنا علاقة طيبة بالفنانين الذين تيسّر له الوصول إليهم والتعامل معهم ، فقد كان يتعامل مع الفنانين بروح طيبة تركت أثراً طيباً عن دعوة الإخوان في نفوسهم ، سواء كانت العلاقة بلقاء عابر لا يفوته فيه غرس معنى من معاني الإسلام الحسنة ، أو بإقامة علاقة ود معه.
 
فقد قال الفنان أنور وجدى فى أحد اللقاءات بالإمام حسن البنا : طبعاً أنتم تنظرون إلينا ككفرة نرتكب المعاصي كل يوم في حين أني والله أقرأ القرآن وأصلي كلما كان ذلك مستطاعاً

فقال له الإمام : يا أخ أنور أنتم لستم كفرة ولا عصاة بحكم عملكم ، فالتمثيل ليس حراماً في حد ذاته ، ولكنه حرام إذا كان موضوعه حراماً ، وأنت وإخوانك الممثلون تستطيعون أن تقدموا خدمة عظمى للإسلام إذا عملتم على إنتاج أفلام ،أو مسرحيات تدعوا إلى مكارم الأخلاق ، بل إنكم تكونون أكثر قدرة على نشر الدعوة الإسلامية من كثير الوعاظ والدعاة

والأستاذ سيد قطب إذ كان يسكن بجواره الفنان حسين صدقي ، وقد ذهب إليه يخبره أنه ينوي اعتزال التمثيل ، وتركه نهائياً ، فقال له سيد قطب : إنني أكتب عشرات المقالات ، وأخطب عشرات الخطب ، وبفيلم واحد تستطيع أن تنهي على ما فعلته أنا ، أو تقويه ، أنصحك أن تستمر ولكن بأفلام هادفة

أما الفنان عمر الشريف فهو يرى أن الإخوان لن يشكلوا أي تهديد للفن فهو يرى أنهم ليسوا معادين للفنون، ويؤكد أن أبرز قادتهم كانوا حريصين على متابعة الأعمال الفنية والسينمائية في فترة الخمسينيات".

وحول تخوف بعض النقاد على الحركة الفنية من الإخوان، قال الشريف "هذه ضجة مفتعلة، ومن يروجون لها لا يعرفون حقيقة فكر هذه الجماعة، وربما يكون وراءها مخاوف سياسية، لكن المؤكد أن وصولهم إلى البرلمان لن يشكل خطرا على الإبداع والفنون في مصر"
ومن هنا كان توضيح الإخوان لرؤيتهم فى الفن وتأييد أهل الفن فى تطبيق هذه الرؤية
وتتسق هذه الرؤية مع رغبة المشاهد فى وجود أعمال فنية هادفة..تجتمع حولها الأسرة دون خجل من مشاهد غير لائقة...أو تذهب لها دون تردد فى أنها ستلقى بقيّمها قبل نقودها

فالفن رسالة ..يؤمن به من كان له رسالة..ويطالب به أصحاب الرسالة
 
المصادر

رسائل الإمام الشهيد حسن البنا

البنا وتجربة الفن عصام تليمة

1 التعليقات:

صلاح الدين يقول...

طيب الاخوان فاضيين دلوقتى للفن السؤال دلوقتى لسه معاهم ولا مع الناس التانيين

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م